“الكزبري” يؤكد على الثوابت و “البحرة” يدعو لتغيير طريقة التفكير
سناك سوري _ متابعات
افتتحت اللجنة الدستورية السورية اليوم أول اجتماع لها في مبنى “الأمم المتحدة” في العاصمة السويسرية “جنيف”.
وتوسّط المبعوث الدولي الخاص بسوريا “غير بيدرسون” الجلوس بين الرئيسين المشتركين للجنة “أحمد الكزبري” رئيس وفد الحكومة، و “هادي البحرة” رئيس وفد المعارضة، فيما غاب عن رئاسة اللجنة تمثيل قائمة المجتمع المدني.
وافتتح “بيدرسون” الحديث بالتذكير بأن بدء أعمال اللجنة الدستورية هي بداية لمسار سياسي أعمق، مجدداً الموقف الأممي حول التأكيد على الملكية السورية للجنة دون تدخل خارجي، مضيفاً أن عمل اللجنة لن يكون سهلاً إلا أنه سيعمل على تسهيل مهمتها على حد تعبيره.
ودعا “بيدرسون” الرئيسين المشتركَين للعمل سويّة من أجل التوصل إلى توافق مشترك، لافتاً إلى أهمية الكيفية التي يكتب بها الدستور وانعكاسها على مستقبل “سوريا”.
من جهته بدأ رئيس الوفد الممثل للحكومة السورية “أحمد الكزبري” حديثه بالتأكيد على أن أي نقاش أو إنجاز يتم السعي تجاهه يجب أن يكون مستنداً على الالتزام بسيادة “سوريا” واستقلالها ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي.
وأبدى “الكزبري” انفتاح وفد الحكومة على العمل من أجل صياغة دستور جديد أو تعديل دستور 2012 الحالي الذي وصفه بأنه دستور عصري دون شك، مضيفاً أن الحوار يجب أن يكون سورياً خالصاً وبدون شروط مسبقة.
اقرأ أيضاً:المجتمع المدني في اللجنة الدستورية وضرورة ردم الهوة بين الأفرقاء – أنس جودة
كما اعتبر “الكزبري” أن وجود القوات الأجنبية غير الشرعية في الأراضي السورية والعقوبات أحادية الجانب ضد “سوريا” من شأنها أن تهدّد العملية السياسية، واختتم “الكزبري” حديثه بتثمين جهود المبعوث الدولي وعبّر عن أمله في أن يكون الاجتماع القادم في “دمشق”.
بدوره قال رئيس الوفد المعارض “هادي البحرة” أنه علينا كسوريين تغيير الطريقة التي نفكر بها والتوقف عن العمل وفق دوافعنا والاستماع لبعضنا البعض، وأضاف “البحرة” «جئنا إلى هنا اليوم للبحث عن أوجه التشابه بيننا لا الاختلاف».
ورأى “البحرة” أن النصر الحقيقي يكون بتحقيق العدل والسلام وليس بانتصار طرف على آخر، مشيراً إلى سعي وفد المعارضة للتوصل إلى حل سياسي يقوم على قرارات مجلس الأمن الدولي.
وذكر “البحرة” أنه لا يمكن إيقاف الخطاب الطائفي بخطاب طائفي آخر، داعياً إلى وقف سيل الدماء من أجل الحفاظ على البلاد على حد تعبيره.
وأنهى “بيدرسون” الجلسة الافتتاحية بعد كلمتَي الرئيسين على أن تبدأ الاجتماعات التفاوضية اعتباراً من يوم غد الخميس، فيما بدا لافتاً أن رئيسي الوفدين لم يصافحا بعضهما لدى افتتاح الجلسة إلا أن الخطابَين تضمنا انفتاحاً للتعاون.
ومن جهة أخرى لم يتم الاعلان بشكل رسمي عن تشكيلة القائمة الثالثة المكوّنة من ممثلي المجتمع المدني في ظل حديث سابق عن انسحاب 3 أعضاء من هذه القائمة إلا أنه لم يتم تأكيد أو نفي الانسحابات بشكل رسمي من “الأمم المتحدة”، بينما أكد أعضاء من القائمة لـ سناك سوري تعليق مشاركتهم.
يذكر أن الاجتماع الأول للجنة الدستورية شكّل نقطة البداية لعملية التفاوض بشكل مباشر بين الأطراف السورية وحدها للمرة الأولى منذ بداية الأزمة، فيما تشكّل هذه الانطلاقة أملاً لكثير من المدنيين السوريين في التوصل إلى توافق سلمي على حل الخلافات دون الاحتكام إلى العنف.
ملاحظة: التلفزيون السوري ووسائل إعلام سورية أخرى محسوبة على الحكومة بثوا كلمة “بيدرسون والكزبري” ولم يبثوا كلمة المعارضة، وتلفزيونات محسوبة على المعارضة بثت كلمة “بيدرسون” و”البحرة” ولم يبثوا كلمة “الكزبري”.
اقرأ أيضاً:ما هي أبرز مواضيع النقاش في أول اجتماع للجنة الدستور؟