إقرأ أيضاالرئيسيةحرية التعتير

“اللاذقية”.. هل تعرف وزارة التربية عن واقع المدارس المستأجرة؟

بعض المدارس في “القرداحة” تتألف من غرفتين فقط، إحداهما في أول القرية والأخرى في آخرها، ومدرسة أخرى يدرس كل صفين منها في غرفة واحدة!

سناك سوري – متابعات

يعاني التلاميذ في منطقة “القرداحة” من الحالة المزرية لمدارسهم، حيث لا حمامات ولا ساحات، ولا مياه شرب، ولا أي عامل من العوامل البديهية الواجب توفرها في أي بناء مدرسي.

تتحدث “وعد فياض” مديرة مدرسة قرية “ترمي” في ريف “القرداحة” عن البناء المتهالك، المؤلف من 4 غرف صغيرة جداً، بأبواب مخلوعة ونوافذ مكسورة، تسمح للأمطار بالدخول إلى داخل الغرف ليصل لارتفاع 10 سم في العواصف، مع انتشار الحشرات والجرذان بسبب الشقوق في الجدران، واضطرار الأطفال للجوء للأراضي الزراعية المجاورة خلال الاستراحة بسبب عدم وجود ساحة!.

من جهته أشار “بشار سلمان” أمين الفرقة الحزبية إلى تكرار المطالبة ببناء مدرسة في القرية التي يزيد عدد سكانها عن 2000 نسمة، منذ 15 سنة عندما طالب الآباء بذلك، متخوفاً من أن ينتقل الحلم إلى الأبناء، وأشار للعمل الجاري حالياً لاستملاك قطعة أرض من أجل ذلك بحسب ما ذكرت مراسلة صحيفة الوحدة الزميلة”سناء ديب”. (15 سنة وما صار شي، هي اسم غنية راب!).

المدرسة عبارة عن غرفتين واحدة بأول القرية والثانية بآخرها!

الصحيفة استطلعت واقع 9 مدارس من أصل 26 مدرسة مستأجرة في المنطقة، تعاني جميعها من واقع سيء بعيد كل البعد عما يجب أن يكون عليه واقع الأبنية التعليمية، حيث أصبحت تتنافس  بدرجة السوء كما يقول “أحمد شيحا” من لجنة التنمية المحلية في قرية “العزيري” الذي جزم أن مدرسة القرية هي الأسوأ على الإطلاق.

“شيحا” يقول إن المدرسة تتألف من قسمين، غرفة بأول القرية وثانية بآخرها، بعد اضطرارهم لاستئجار قسم ثاني بعقد موسمي يتجدد سنويا لاستيعاب طلاب الخامس والسادس، بينما يدرس الطلاب في صفوف مجمعة كل صفين بشعبة، في البناء القديم المسـتأجر منذ 35 سنة، الذي اضطروا لوضع نايلون على سقفه لمنع دخول الأمطار.

اقرأ أيضاً: الأهالي ينتقدون سوء المدارس .. بينما يشكو المدراء عدم تجهيز مكاتبهم

لم يختلف الأمر كثيراً في مدرسة “الجبيرية” المستأجرة منذ 50 عاماً، حيث لا دورات للمياه ولا مياه شرب، مع مساحة صغيرة أمام الغرف غير آمنة من دون سور يحيط بها، بانتظار الموافقة على طلب بناء مدرسة في القرية، خاصة وأن الأرض موجودة حسب المخطط التنظيمي، كما توجد أرض أخرى تبرع بها أحد أبناء القرية من أجل ذلك بحسب ما ذكر “خضر صقور” أمين الفرقة الحزبية.

وإلى قرية “بسيقة الشرقية” التي توقف العمل في بناء المدرسة الخاصة بها، بعد صب السطح الأول فيها منذ عدة سنوات من دون معرفة الأسباب، وبقيت المعاناة من البناء المستأجر غير الصالح للاستخدام البشري والذي يدرس فيه كل صفين في قاعة واحدة بحسب “عز الدين دغمان” أمين الفرقة الحزبية في القرية.

روائح قاتلة!

معاناة أخرى أضيفت لنفس المشاكل السابقة في مدرسة “عنانيب” تتمثل بالروائح القاتلة القادمة من حظيرة الحيوانات المجاورة للمدرسة، إضافة لعدم وجود حاسوب في المدرسة المخصصة للحلقة الثانية، واكتفاء الطلاب بالمعلومات النظرية كما ذكر “علاء الدين محمد”.

بينما لا تتسع الغرفتين الصغيرتين، اللتان تتألف منهما مدرسة “بتنبول” المستـأجرة منذ عام 1981، للمعلمات والطلاب الذين غادر قسم منهم للقرى المجاورة ما زاد في معاناة الأهالي، وفق ما جاء في حديث “علاء سلهب” عضو مجلس المحافظة الذي أشار لوجود موافقة على بناء مدرسة على إحدى عقارات الدولة، ويجري العمل حالياً للتخصيص والاستملاك لصالح مديرية التربية.

لم يبق سوى باب المنظمات!

من جهته طالب “وعد عثمان”، مدير مدرسة “رويسة بدرية” بتوجيه المنظمات الدولية والمؤسسات والجمعيات الخيرية، لإجراء الصيانة اللازمة للمدارس المستأجرة بسبب عدم الاستجابة لطلب الصيانة العامة لمدرسة القرية كونها مدرسة مستأجرة منذ عام 1978، بالرغم من حالتها السيئة بنوافذ مكسرة وأبواب مخلوعة، وافتقارها للحمامات ومياه الشرب، وتباعد البناءين اللذين تتألف منهما عن بعضهما.

في حين اشتكت “هدى جديد” من تحول عقد آجار مدرسة “اسطمنا” من عقد مفتوح إلى عقد موسمي، يسمح لصاحب العقار بإنهائه متى يشاء، مطالبة مديرية التربية بمساعدة الأهالي في عملية شراء أرض قريبة لبناء مدرسة عليها، بينما تخلو مدرسة “مرج موسى” من الحمامات ومياه الشرب، من دون ساحة صغيرة تفصلها عن الشارع بحسب “ياسر ديب” أمين الفرقة الحزبية.

اقرأ أيضاً: المدارس السورية نظرة خلف الأسوار

مدير المجمع التربوي: “الحق على أهالي ترمي”!

“عدي حبيب” مدير المجمع الإداري والتربوي في “القرداحة” برر عدم إجراء الصيانة اللازمة بسبب وقوعها على عاتق المؤجر، بحسب قانون المدارس المستأجرة (يا هما لالي)، متحدثاً عن محاولات تبذلها التربية لتأمين البديل الأفضل للتلاميذ كما فعلت في مدرسة “الجوفية” التي تم استئجارها بالرغم من سعرها المرتفع.

“حبيب” لامّ أهالي قرية “ترمي” الذين رفضوا مقترحين لحل المشكلة، أحدهما للانتقال إلى مبنى آخر تتوفر فيه شروط جيدة، والآخر الانتقال لمبنى حكومي يبعد 2 كم، إلا أنه إما لم يذكر شيئاً عن باقي المدارس أو أن الصحيفة لم تنقل شيئاً عنه (ما رأيكم).

مدير المجمع التربوي اعتبر أن الحصار الاقتصادي وما يسببه من نقص السيولة المالية سبباً رئيسياً في عدم بناء المدارس والتخلص من ظاهرة المدارس المستأجرة، من قبل وزارة التربية التي استعاضت عن ذلك بصيانة بعض المدارس.

يذكر أن مدير التربية في “اللاذقية” كان قد وصف وجود 85 مدرسة مستأجرة في المحافظة بالأمر المعيب، دون أن يتحرك أحد لدرء هذه “العيب”.

اقرأ أيضاً: مدير تربية “اللاذقية” يعترف بمخالفة الأنظمة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى