اللاذقية.. توزيع السلة الغذائية بيوم العطلة يُحمّل المتضررين مشقة كبيرة
رغم مرور شهرين على كارثة الزلزال.. أخطاء في عملية توزيع المساعدات تحتاج لحل

رغم مرور شهرين على زلزال السادس من شباط، إلا أن عملية توزيع المساعدات ماتزال تحتاج الكثير من الضبط. والعمل لإيصالها للمتضررين بطريقة سهلة دون تكليفهم عناء ومشقة الحصول عليها.
سناك سوري-وفاء محمد
على سبيل المثال، وصلت رسالة استلام السلة الغذائية للكثير من المتضررين الذين يقيمون في الأرياف البعيدة. مساء يوم الخميس الفائت، تطلب منهم الحضور إلى مركز الهلال الأحمر السوري نقطة توزيع السلال في اليوم التالي الذي صادف يوم الجمعة. حيث لا تعمل وسائل النقل فيه كون لا مخصصات من المحروقات لها. كما أن المركز أساساً بعيد عن مركز المدينة.
“سحر” (اسم مستعار) 40 عاماً تقيم في قرية “اسطامو” المنكوبة، قالت إنها اتفقت مع 4 من جيرانها ممن وصلتهم الرسالة. أحدهم يمتلك سيارة خاصة، حيث اشتروا البنزين مناصفة فيما بينهم، وذهبوا إلى مركز التوزيع.
للأسف لم تكن ورقة الإخلاء موجودة مع “سحر”، ورفضوا منحها السلة الغذائية بدون وجود الورقة. والتي حصلت عليها بعد انتظار ساعة ونصف حين طلبت من شقيقها إحضارها لها عبر الدراجة النارية. ما كلفها المزيد من الأعباء المادية للحصول على السلة الغذائية.
تقول “سحر”، إنها في المرتين السابقتين حصلت على السلة من قريتها، وحينها لم يطلبوا ورقة الإخلاء، ولم تكن تدري أنهم يريدونها هذه المرة. رغم أنها مذكورة بالرسالة، وأضافت لـ”سناك سوري”: «لم أحضرها لأن هناك جمعية كانت ستأتي إلى حينا ذلك اليوم. الذي تصادف موعد استلام سلة الهلال، فتركتها في المنزل لأن الجمعية لا تسجل إلا بموجبها».
تتمنى “سحر” لو أن تسليم السلة يتم بمركز الإيواء في قريتها، أو مثلاً في مركز الفاخورة القريبة منهم جغرافياً.
الأمر الآخر، هو حالة اللخبطة الكثيرة في موضوع إرسال الرسائل، على سبيل المثال فإن “شادي” وصلته الرسالة 4 مرات في شهر واحد. حيث ذهب إلى الهلال ليستلم ويخبرونه أنه لم ينقضِ شهر بعد على استلام السلة التي تمنح لمرة واحدة كل 30 يوماً.
اقرا أيضاً: صفحات رسمية تنتهك خصوصية المستفيدين وتصوّرهم أثناء توزيع المساعدات
يقول “شادي”، إن الخطأ منهم ويجب تداركه، فليس من المعقول أن يعيش المتضرر التجربة ويتحمل عبء الوصول إلى مركز الهلال. ليعرف أن الرسالة وصلته بالخطأ.
إلى جانب ما سبق فإن كادر الهلال الذي كان متواجداً ذلك اليوم، يحتاج لتدريب أكبر من أجل التعامل مع المستفيدين. ومنحهم الوقت الكافي للإجابة على تساؤلاتهم وحتى الرد على توسلاتهم بعدم إعادتهم خائبين كونهم نسيوا إحدى الأوراق. فهم بالنهاية خرجوا من تجربة سيئة جداً. فقدوا خلالها منازلهم وأقاربهم وكل ما يملكونه، وأقل ما يمكن منحهم السلة الغذائية دون أي عوائق أو عقبات أو حتى مشقة.