اللاذقية.. العائلة السعيدة اشترت فروجين كاملين وتفاح بعد قرار الحكومة

“أكسم” الذي فقد عمله بسبب العطلة يستطيع الصيام على الخبز والمياه لكن ماذا عن طفلته التي لم تكمل العام؟
سناك سوري-اللاذقية
«17700 ليرة بلغت فاتورة قائمة مشترياتي عن أسبوع واحد فقط»، يصف “سعيد” الذي يعمل مندوباً لإحدى الشركات الغذائية في “اللاذقية”، الوضع الحالي وارتفاع الأسعار الذي تجاوز كل حد بحسب تعبيره.
يصر “سعيد” على ذكر مشترياته مستغرباً من ارتفاع الأسعار بهذه الطريقة الجنونية، يقول لـ”سناك سوري”: «اشتريت بصل يابس بـ1200 ليرة، وفريك 700 ليرة، وبقدونس الربطة 150 ليرة، وتفاح 500 ليرة، بندورة 600 ليرة، زهرة 400 ليرة، بطاطا 700 ليرة، وفريز 1200 ليرة، وموز 1000 ليرة لطفلي الصغير، طبعاً تلك أسعار الكيلوغرام الواحد من المادة».

ارتفاع الأسعار الذي يصفه الأهالي بالجنوني، يتزامن مع الحجر المنزلي الذي تشهده البلاد، خوفاً من تفشي وانتشار فايروس كورونا المستجد، والذي فرض على الأهالي نمطاً جديداً من الاستهلاك كبيراً مقارنة بالأيام العادية، تقول “نسرين” من أهالي “حميميم” بريف “جبلة” لـ”سناك سوري”: «الملل والمكوث في المنزل، جعلانا نأكل أكثر، والأولاد يطلبون المزيد من الحلويات، وهو أمر مكلف مادياً خصوصاً أن زوجي موظف وهو المعيل الوحيد في المنزل».
تمكنت عائلة “نسرين” من شراء فروجين اثنين هذا الشهر، أكلوا واحداً وقسموا الثاني على 3 أقسام كما تقول، بعد أن أصدرت الحكومة قراراً بتأجيل دفع أقساط القروض هذا الشهر، تقول “نسرين” وتضيف: «واشترينا تفاح أيضاً، بعد أشهر طويلة قضيناها لا نعرف طعم الفواكه، فقسط القرض الشهري 20 ألف ليرة وقد رحمنا منه هذا الشهر».
اقرأ أيضاً: التجار حققوا أرباح خيالية بعد إجراءات الحكومة الاحترازية
لا تختلف أسعار البقوليات عن أسعار الخضار والفواكه واللحوم، فهي أيضاً طالها الارتفاع، تقول “نجوى” إنها اشترت كيلو أرز من النوع طويل الحبة غير المحبب في الطبخ بـ700 ليرة، وتستغرب أن يكون ثمنه هكذا وهي التي تذكر أنها قبل أعوام طويلة لم تكن تشتريه بسعر 15 ليرة، طبعاً تقصد بفترة ما قبل الحرب، تضيف: «لا يوجد نوع من البقوليات ثمنه أقل من 700 ليرة، العدس والأرز والبرغل والحنطة، الأسعار صايرة نار ولم نعد نستطيع احتمال الوضع أكثر».
طفلة “أكسم” تحتاج حليب وطعام!
أمام هذا الواقع المعيشي المُربك، يقف “أكسم” الذي لم يعمل منذ أكثر من أسبوع حائراً في كيفية تدبير أمور عائلته، يضيف لـ”سناك سوري”: «أعمل سائق ميكروباص على خط اللاذقية جبلة، ومنذ قررت الحكومة توقف عمل باصات النقل الجماعي وأنا دون عمل، ودون أي دخل لأسرتي المكونة من والدة كبيرة في السن، زوجة لا تعمل وطفلة صغيرة عمرها 7 أشهر تحتاج إلى حليب وطعام وحفاضات، كنت قد ادخرت مبلغاً قليلاً يوشك على النفاذ».

«نحن الكبار نستطيع أن نصوم عن الطعام ونكتفي بالخبز والماء لكن ماذا عن أطفالنا الصغار هل فكر أحد فيهم وماذا سيحدث لهم»، يقولها “أكسم” بكثير من الحسرة، وهو الذي يؤكد أنه يدور وسط دائرة بدون أي بارقة أمل أو فكرة تنتشله من الهموم التي يعانيها مع زوجته ووالدته، يضيف: «ألا يجب أن يعطونا معونة عينية أو غذائية وفق احتياجاتنا طالما أننا فقدنا عملنا؟».
وكانت الحكومة قد أصدرت قراراً بإيقاف باصات النقل الجماعي قبل أكثر من أسبوع وإغلاق الأسواق والمحال التجارية فيما عدا محال الأطعمة والسمانة، من ضمن التدابير الاحترازية الضرورية والشائعة على مستوى العالم لمنع تفشي فايروس كورونا في البلاد، إلا أن هذا القرار أدى لتوقف الكثير من المواطنين عن العمل وفقدان مصدر دخلهم وسط موجة غلاء كبيرة تشهدها البلاد اليوم مع صعود جديد للدولار الذي لامس وفق حديث الشارع الـ1400 ليرة في السوق السوداء.
حيث وقع المواطن بين نار كورونا ونار الغلاء وظروف المعيشة، في حين ازدادت مؤخراً المبادرات المجتمعية للمساعدة وتخفيف الأعباء على الفئات الأكثر ضرراً إلا أنها تبقى إجراءات قاصرة ويحتاج الأمر مزيداً من الدعم وتقديم السلال الغذائية بالتعاون بين المجتمع المدني والجمعيات والحكومة ومختلف الجهات القادرة على ذلك حالياً، وهذا لايلغي واجب المواطن ذاته بالحرص وتقييد الاستهلاك والتقتير في هذا الظرف الذي لابد أن يزول قريباً.
هامش: نعتذر عن كتابة الأسماء الكاملة للأشخاص الذين التقينا بهم في هذه المادة، كونهم طلبوا ذلك أولاً، ومنعاً للإحراج ثانياً.
اقرأ أيضاً: كورونا لايمنع دوريات التموين.. الأسواق مُراقبة 24/24 ساعة