اللاذقية.. أربعينية تتعرض لتحرش مباشر من طفل لا يتجاوز الـ11 عاماً
لينا تروي تفاصيل ما جرى معها على زاوية الشارع المؤدي لسكن الإدخار
كانت “لينا” 42 عاماً تمسك بيد طفلتيها مساء الإثنين الفائت، حين تعرضت لتحرش من طفل لا يتجاوز عمره الـ11 عاماً، على زاوية الشارع المؤدي إلى سكن الإدخار في المشروع السابع بمدينة اللاذقية.
سناك سوري-خاص
تروي “لينا” ما حدث معها لـ”سناك سوري”، وتقول إن الساعة كانت قرابة الـ9 مساءً تقريباً، وكانت في طريقها لزيارة قريبتها في الشارع المذكور، حين شاهدت أطفالاً يلعبون وسط الظلام الذي لا يبدده سوى أضواء المحال التجارية الخافتة، والتي تساعد نوعا ما على رؤية الطريق وهيئات الأشخاص لا وجوههم.
وبينما كانت تسير وسط مجموعة الأطفال، باغتها أحدهم بصفعة على المنطقة الحساسة، ثم فرّ هارباً تاركاً إياها في حالة ذهول كامل مما جرى، تضيف: «كان لابد أن أستفيق من صدمتي، وبدأت بالصراخ على الطفل الذي فرّ هارباً نحو الجهة الأخرى من الشارع، ولو أن سيارة مسرعة تصادف مرورها بتلك اللحظة لكان الأمر تحول إلى كارثة كبيرة».
حرصت “لينا” التي تعمل في الشأن العام، على الانتباه لتفاصيل الطفل، والذي بدا من ملابسه (تيشرت أبيض وشورت أسود وبوط رياضة)، على أنه ينتمي للطبقة متوسطة الحال، في المرحلة الثانية من الصدمة، كانت السيدة الأربعينية تريد التأكد فيما إن اكتشفت طفلتيها ما جرى، لتتأكد أنهما اعتقدا بأن الطفل ضربها وفرّ هارباً دون أن تدركا أبعاد القصة، فاكتفت أمامهما بالقول إنه عديم التربية وعلينا الانتباه جيداً ونحن نسير في الشارع.
اقرأ أيضاً: التحرش بالصحفيات عنف محمي بالفساد والصمت
من الناحية الشخصية، لم يشكل الحدث أي ارتدادات نفسية قوية على “لينا”، بقدر ما شكل لها مخاوف كبيرة على طفلتيها، وتساؤلات أكبر عن ماهية الواقع الذي نعيش فيه، حتى يقدم طفل الـ11 عاماً على التحرش بسيدة بعمر والدته، مع تأكيدها بأن هذا الطفل ليس مجرماً بل ضحية تربية أو بيئة سيئة، وتمنت لو أنها تعرف أهله فتخبرهم وتنبههم لتدارك المشكلة.
تلوم “لينا” التي ناقشت المسألة مع نفسها كثيراً، قبل أن تقرر طرحها في الإعلام، التربية بالدرجة الأولى، خصوصاً قلة انتباه الأهل على المحتوى الذي قد يشاهده الأطفال عبر اليوتيوب، بالمقابل ترى أن البيئة التي تعيشها سوريا حالياً ربما تشجع على مثل تلك التصرفات ليس من الأطفال فحسب، بل حتى الكبار، خصوصاً مع الظلام الكبير الذي تشهده غالبية المناطق مساء جراء التقنين دون وجود أي حل من قبل البلدية كتركيب ألواح الطاقة الشمسية التي تشجع الحكومة الأهالي عليها.
بالمقابل لا تخفي السيدة التي انطلقت في حديثها كأم بالدرجة الأولى، مخاوفها من أن يكون هذا الطفل ذاته قد تعرض لتحرش، وهذا ما يدفعنا لمزيد من الانتباه على أطفالنا وحتى أدق التفاصيل التي قد تظهر عليهم.