“الصبيد والحبار” أو “الكليمار”… صيد السنارة الاحترافي
سناك سوري- نورس علي
على الصخور الشاطئية مصطحباً معدات صيده يرمي الصياد “حيدر حيدر” المُحب لتناول سمك “الكليمار” سنارته الطويلة وينتظر بصمت ولفترة قد تطول ساعات أية حركة قادمة من الأعماق توحي بأن سمكة ما قد علقت فيها.
موسم صيد “الكليمار” يبدأ من شهر أيلول ويستمر حتى نهاية شهر آذار من كل عام وهو يتطلب أدوات خاصة يعددها الصياد “حيدر” في حديثه مع سناك سوري وهي سنارة بطول يصل إلى ثلاثة أمتار ونصف تقريباً مزودة بما يسمى بلغة الصيادين “المكنى أو المولينية” أما خيط السنارة فيجب أن يكون طويلاً جداً، إضافة لأنواع من الطعوم الخاصة بهذا النوع من السمك والمجهزة غالباً بمواد فوسفوية اللون، موضحاً أن اختيار نوع الطعم يرتبط بحالة الجو ففي الأجواء المقمرة لايجوز استخدام المواد الفوسفورية كون “الكليمار” حساس بشكل كبير في في هذه الأجواء ويعرف غذاءه جيداً.
اقرأ أيضاً:أسماك الفرات تصل إلى 50 كغ.. الكرب والبني أفضل أنواع الصيد
يحتاج صيد “الكليمار” لمهارة خاصة حتى لا تهرب السمكة التي تم اصطيادها من السنارة، يقول “حيدر” :«أضع الطعم وأرمي السنارة لأبعد مسافة ممكنة في البحر ثم أعود لأسحبه بهدوء يحدث حركة في المياه تثير شهية وفضول “الكليمار” فيتحرك بحثاً عنها وعند رؤيته للطعم ينقض عليه بسرعة فيعلق بالسنارة، ويفضل سحب السمك بهدوء حتى لا يتمكن من الإفلات بفعل وزنه وحركته القوية وضعف منطقة الفم لديه، كما يجب إخراجه من المياه بهدوء وحذر كي لا ينفث مادته الحبرية على الصياد وهي مادة ملوثة للثياب غير قابلة للزوال عنها، ومن ثم أضعه على الصخور بجانبي وأحاول إخراج الطعم من فمه بهدوء كي لا أؤذي شكله الجميل».
عدة خاصة يصطحبها معه الصياد “مصطفى ياسين” إلى الشاطىء في موسم صيد “الكليمار” من مشروبات ساخنة ومكسرات تمضية للوقت الطويل الذي يقضيه بانتظار الفوز بصيد مقبول حسب تعبيره، إضافة لاصطحاب مايجلس عليه على الشاطىء وارتداء الكثير من الملابس تحسباً للبرد الشديد.
اقرأ أيضاً:“اللاذقية”.. صياد محظوظ يحصل على آلاف الكيلوغرامات من السمك!
يحمل الكليمار” وهي تسميته الانكليزية تسميات أخرى بلغة الصيادين منها “الصبيد” و”الحبار” حسب ما أكده “ياسين” الذي وصفه بمنتج البحر الجميل جداً فلونه القرمزي يتغير إلى اللون الأبيض لحظة خروجه من الماء وهناك نوعان منه أيضاً الأول يسمى الأصلي ويفضل تناول طعامه في الليل ويتميز بلونه القرمزي وحجمه الكبير وعينيه الواسعتين، والثاني ويسمى بالجحاشي ويتناول طعامه في الليل والنهار، لونه أبيض وحجمه أصغر من الأصلي دوماً، حتى أن عينيه صغيرتين.
يتنقل “الكليمار” بين البحار والمحيطات بحثاً عن المياه الدافئة والغذاء الوفير، وخاصة الأنواع الصغيرة منه، ويحب العيش والسكينة في الأعماق غالباً، ويمكن أن يكون سبب ذلك نموه إلى أحجام كبيرة جداً تصل إلى عشرات الكيلوغرامات وتزيد إلى المئات أحياناً، وفقاً لما أكده الصياد “محمد عثمان”.
الشيف “محمود بكور” المختص بطهي المنتجات البحرية ومنها “الكليمار” أكد أن بعض الناس لا يحبون هذا النوع من السمك في حين يدرك آخرون قيمته الغذائية ويبحث عن صيادي السنارة لشرائه منهم، ويصفه بقوله:«لحمته ذات لون أبيض صافي مائلة إلى الشفافة بعض الأحيان، وهي غنية بالبروتينات والفيتامينات ومحفزات القدرة الجنسية، وبالنسبة لعملية تنظيفه قبل الطهي فتكون بسلخه بعد قطع أجزءاه العلوية، حيث يصبح شكله كما ثمرة الكوسا مجوفه، ومن ثم تنظيفه من الداخل وتقطيعه إلى قطع صغيرة ووضعه في الثلاجة لحوالي أربعة وعشرين ساعة قبل طهيه ليصبح هشاً وطرياً خلال الطهي، مع وضع قليل من كربونات الصوديوم عليه لتساعده في النضوج».