معارك المدرجات تهيمن على المشهد الرياضي
سناك سوري _ دمشق
اختبر السوريون خلال سنوات الحرب سائر أنواع العنف، وشهدوا اجتياح العنف لمعظم مجالات حياتهم إلى أن وصل في الآونة الأخيرة إلى ميادين الرياضة.
ورغم أن الرياضة وجدت لتجسيد المنافسة السلمية، إلا أنها لم تنجُ في “سوريا” من موجات العنف فتصاعدت في الآونة الأخيرة حوادث الضرب والمشاجرات في ملاعب كرة القدم ومدرجاتها وسجلت حالات جديدة من العنف كحالة ضرب لاعب نادي “الاتحاد” “محمد ريحانية” على يد مدير الكرة في الفريق نفسه “مجد حمصي” بعد مشادة كلامية بينهما.
في الجولة ذاتها من الدوري كانت أحداث الشغب والمشاجرات تطغى على مباريات المرحلة، بعد أن انتهت مباراة “جبلة” و “الوحدة” على وقع المشاجرات بين جماهير الفريقين، فيما وثّقت صور الباصات بزجاجها المكسّر بفعل الحجارة ما حدث عقب لقاء “حطين” و”الكرامة”.
وتجددت حوادث العنف في الملاعب مع مباريات الجولة الأخيرة، وطغت الصور القادمة من “طرطوس” لمصابين بتقاذف الحجارة بين جمهوري “جبلة” و “الساحل” على نتائج المرحلة.
اقرأ أيضاً:الألعاب النارية في ديربي”اللاذقية” تودي بحياة “عبد الحليم حوا”.. الملاعب غير مجهزة للإسعاف!
يجري ذلك في الوقت الذي تستمر فيه كثير من دول العالم بإقامة المباريات بدون جمهور للوقاية من فيروس كورونا، بينما انتعشت آمال الجماهير السورية حين تم الإعلان عن العودة إلى الملاعب، بأن تحظى بمتعة مشاهدة مباريات فرقها في الملاعب دون أن تحتسب من فيروس العنف الذي بدأ ينتقل بالعدوى من مباراة إلى أخرى ومن جولة إلى أخرى.
وقد يرى البعض أن الحل يكمن في فرض عقوبات قاسية بحق الفرق التي تتورط هي أو جماهيرها بأعمال العنف الرياضي، وقد يرى آخرون أن الحل يكمن في إقامة المباريات بدون جمهور للوقاية من فيروس العنف، حتى أن بعض الصفحات على وسائل التواصل دعت وربما من باب السخرية أو اليأس إلى إلغاء الفعاليات الرياضية ووقف الدوري بعد هذه المشاهد المخيبة للحالمين برياضة حقيقية.
لكن هذه الحلول تبقى رغم كل شيء حلولاً مؤقتة يستحيل استمرارها للأبد فيما لا يوجد أي حل جذري لمشكلة العنف والشغب، إلا باستعادة المفهوم الحقيقي للرياضة وما تحمله من قيم المنافسة السلمية والروح الرياضية بتقبل النتيجة بعيداً عن التعصب الأعمى، فآخر ما ينقص السوريين هو البحث عن سبب للانقسام والخلاف.
