“عفرين” بعيداً عن ملاعبه وأرضه ومشجعيه يتأهل للدوري الممتاز
سناك سوري-عبد العظيم عبد الله
حقق الفريق الأول بكرة القدم في نادي “عفرين” إنجازاً رياضياً مميزاً لناديه ومدينته الجريحة، وتأهل للدوري الممتاز متحدياً كل الظروف الصعبة، ومتجاوزاً حجم المعاناة والنزوح عن الديار والملعب والجمهور.
تجاوز فريق “عفرين” نادي “المحافظة” بمعدل مباراتي الذهاب والإياب، ليكون أحد المتأهلين للدوري الممتاز عن موسم 2020/2021 ويعد التأهل إنجازاً تاريخياً نتيجة الظروف التي يمر بها النادي، وقال الكابتن “أسامة حداد” مدرب الفريق لـ”سناك سوري: «يعيش الفريق لحظات استثنائية من الفرح بعد نبأ التأهل، قدم بهجة كبيرة لأهلنا في عفرين، تمكنا من الفوز على المحافظة بمباراة الإياب بهدف وحيد كانت كفيلة لتأهلنا، خاصة وأن المنافس كان يبحث عن التعادل السلبي، ليستفيد من تعادله معنا في حلب بهدف لهدف».
الفوز جاء بهدف في الدقيقة الأخيرة من المباراة، وهذا كان له نكهة خاصة، بحسب “حداد”، مضيفاً أن «الفريق خلال مشواره الطويل في الدوري كان مصمما على التأهل وبنى خطته على ذلك، وصمم اللاعبون على زرع الفرحة في نفوس الجماهير الكبيرة التي تابعتنا في التمارين والمباريات، وكانت عاملاً إيجابياً كبيراً لنا، حتّى أبناء المدينة من الاغتراب كانوا عونا وسندا لنا».
جماهير نادي “عفرين” بشكل خاص وجماهير مدينة “حلب” بشكل عام، سيكونون على موعد لاستقبال الفريق العفريني المتأهل للدوري الممتاز، مع وصوله مدينة “حلب” قادماً من مدينة “دمشق”، بحسب ما قاله “أحمد مدو” رئيس نادي “عفرين”، وأضاف لـ”سناك سوري”: «هذا ما كان ينتظره ويستحقه أهلنا في عفرين، مدينتنا الجريحة، تعاهدنا أن نكون سبب لفرحة عفريننا، ولم يأتِ الإنجاز من فراغ، كان هناك عمل كبير، خاصة ونحن بعيدون عن ملاعبنا وأهلنا ومدينتنا، كل تماريننا ومبارياتنا في مدينة حلب»، مقدماً شكره لكل من ساعد الفريق مادياً ومعنوياً.
اقرأ أيضاً: نادي عفرين يشتكي التحكيم بعد أحداث مباراته في اللاذقية
اعتمد الفريق بالدرجة الأولى على عدد من أبناء النادي، بحسب “مدو”، كذلك بعض الأسماء البارزة في مدينة “حلب”، ومن ناديي “الحرية” و”الاتحاد”، يضيف: «واستعنا بعدد من لاعبي الخبرة من أندية أخرى أمثال معتز كيلوني، وفي الجهاز الفني كان اعتمادنا على مدربي مدينة الشهباء سواء بكري الطراب أو أسامة حداد الذي أكمل المهمة وقاد الفريق للممتاز».
بعد أسبوعين على أبعد تقدير، سيبدأ الفريق التحضير للدوري الممتاز، بحسب “مدو”، مضيفاً أن الفريق يحتاج لأكثر من 600 مليون ليرة، والأمل كبير بالمحبين والداعمين على حد تعبيره، مضيفاً: «لن نكون ضيوف في الممتاز، بل نأمل أن نبدأ مشوار الممتاز ونحن في منازلنا وملاعبنا بمدينة الحب والسلام والزيتون عفرين».
توزعت الأفراح في جميع المناطق التي يقيم فيها أهالي “عفرين” النازحين من مدينتهم، عقب سيطرة قوات العدوان التركي عليها عام 2018، وتقول “نازدار خليل” إحدى النازحات من “عفرين”: «لأول مرة أتذوق الفرح لشيء يخص مدينتي عفرين، بعد أن نزحت منها بالغصب قبل 3 سنوات، وأقمت بالقامشلي، لست من مشجعي كرة القدم، لكنني من الواجب أشارك زوجي وأطفالي وأهلي فرحة مدينة بأكملها، الفرحة الأكبر أن نعود بهذه الفرحة مع أهلي لمدينتنا، أقام بعض العفريين بالقامشلي حفلات بالرقص والدبكات هي الأولى منذ النزوح عن مدينتنا».
تجاوزت الأفراح الحدود ووصلت لبلاد الاغتراب وأماكن إقامة أهل “عفرين” خارج البلاد، وقال عن تفاصيل بعض تلك الاحتفالات الشاب “عقيل يوسف”: «أصعب اللحظات التي عشناها موعد مباراة فريقنا عفرين مع المحافظة، مع انتهائها انتشرت فرحة كبيرة في قلوبنا، شاركنا الفرح أغلب السوريين ومن مختلف المحافظات هنا في أوروبا، كان هناك تعاطف واسع مع فرحتنا، سنقيم الأفراح والحفلات الكبيرة عندما يسمح البروتوكول في أوربا، وعندما يسمح بإقامة التجمعات».
اقرأ أيضاً: رجال “عفرين”.. يداوون جراح المدينة بكرة القدم