العدالة تقتضي أن تقطع الكهرباء بالمالكي.. فلتحيا الاشتراكية!

نحن الغارقون بالبؤس والعوز لا نريد إلا العدالة.. نريد كهرباء مثل غيرنا ونرفض تمييز أحد علينا.. ونتمى الخير لنا وللآخرين
سناك سوري-رحاب تامر
كان لافتاً خلال اليومين الماضيين ظهور بعض المنشورات التي تنتقد انقطاع الكهرباء في حي المالكي من العاصمة السورية دمشق، وهو حي تسكنه الطبقة المخملية في بلد يفاخر بالاشتراكية، حتى أن شخصيات عامة كانت مؤيدة لهذا الطرح الرافض لانقطاع الكهرباء في هذا الحي وداعية لتمييزه عن غيره.
كيف يمكن وفق مفهوم الدولة تمييز إنسان عن إنسان آخر فقط لأن منزله ثمنه مليار ليرة سورية؟ وهل الدولة تمييزية أم دولة مواطنة؟ وهل على الدولة تأمين خدمات لناس بينما هذه الخدمات لا تصل لآخرين؟ وهل القاعدة تقول دعم الفئات الهشة والضعيفة أم دعم الفئات المخملية!؟.
لقد استفزيت جداً من هذه المنشورات التي أقدر وأحترم كتابها لكن موضوعي محتواها وليس أشخاصهم، ورأيي أن انقطاع الكهرباء أمر عادي جداً وهو جزء من العدالة والمساواة في “سوريا” التي ننتمي لها ونعيش فيها ونحبها ونضحي من أجلها بدمائنا وراحتنا واستقرارنا ومنازلنا … إلخ نحن الفقراء.
أنا المواطنة البسيطة أدعو الدولة ألا تستمع لهذا الكلام إن كانت تهتم لرأيي، وأدعوها أن تساوي كل الأحياء مع أحياء أولئك الغارقين في البؤس والعوز والجوع، الذين لا يملكون منزلاً، وربما خبزاً أيضاً.
أدعوها أن تهتم بالمشردين الذين أغرقوا شوارع البلاد، ومعها شوارع “دمشق”، ينامون في العراء بعز البرد، ويأكلون من القمامة، وجلهم من الأطفال الذين فقدوا أهاليهم لسبب أو لآخر، هل أولئك أدنى مستوى من أن يعتبروا واجهة “دمشق”؟.
اقرأ أيضاً: في يوم حقوق الإنسان.. أنا “شقفة مواطن” من حقي نال “سقة القيادي” – رحاب تامر
في بلد الاشتراكية:
في بلد الاشتراكية نحن نريد التمييز، نعم، نريد التمييز في الدعم، نريد تقسيم الدعم إلى شرائح، ونريد ضرائب مقسمة إلى شرائح، فمن يكون دخله بالشهر 50 ألف ليرة سورية لا يجوز أن يدفع ضريبة خدمة الكهرباء كمن راتبه 500 ألف وأكثر “باليوم”، وربما لو فعلتم ذلك لن تعود الكهرباء للانقطاع لا في أحياء الفقراء ولا في أحياء الأغنياء.
وبالمناسبة هذا الحديث ليس فيه أي عداء لذوي الدخل الجيد والممتاز والميسورين (الذي لم تثرهم الحرب طبعاً وتكون مصدر أموالهم)، بل على العكس أمر طبيعي أن يكون هناك أناس معهم أموال أكثر من آخرين، لكن ما هو ليس طبيعي أن تتعاطف الدولة مع الميسورين على حساب المهمشين، وبالمناسبة أيضاً في دول ليبرالية نعرفها وكانت تربطنا بها علاقات جيدة فيما مضى يقوم النظام الضريبي لديهم على أن يدفع الأغنياء ضرائب أعلى بينما الفقراء يدفعون ضرائب منخفضة بل ويعفون أيضاً، وهذه الدول متقدمة جداً.
اقرأ أيضاً: يوم مثلث برمودا.. ماذا تعرف عن مثلثات رعب السوريين – رحاب تامر
لا عيب في انقطاع الكهرباء بالمالكي
نحن في حرب، هكذا يبررون للمواطن العادي كل المشكلات التي يتعرض لها، ولا عيب في أن تنقطع الكهرباء بالمالكي طالما أن باقي الأحياء تغرق بالظلام، ومثلها باقي المدن والقرى، ومن المعيب أكثر أن يتمكن الغني من شراء الوطن بماله، بينما يموت الفقير على الجبهات.
وأعتقد أن المعيب أن ينظر الفقراء من عتمتهم إلى حي المالكي وهو يشع نوراً، يكفيهم ظلم الواقع الذي جعلهم غير قادرين على شراء اللحمة، على سد البرد عن منازلهم، على كسوة أطفالهم …الخ.
وفي النهاية، كل الدعوات لأهالي “المالكي” كما كل أهالي “سوريا”، بالنور الوفير، نور الكهرباء والاكتفاء والسلام.
إ
ما عدالة للجميع أو ظلام للجميع.
اقرأ أيضاً: أهالي “خربة عمو” يصفون لـ سناك سوري مواجهتهم للرتل الأمريكي