الرئيسيةسناك ساخن

الطفل حيدر الجردي: قُتل بدم بارد بعد يوم عمل شاق بجمع الحطب

حيدر الجردي يعيد إلى الأذهان مقتل الطفل ابراهيم شاهين.. مَن يحمي الأطفال من القتل؟

تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع القصة المؤلمة للطفل “حيدر باسل الجردي”، الذي قتل برصاص مسلحين في قرية “زاما” بريف جبلة أمس الأحد، مستذكرين الطفل الضحية “ابراهيم شاهين” الذي قتل في قرية حرف بنمرة بريف بانياس مطلع نيسان الفائت.

سناك سوري-دمشق

وبحسب ما نشر أحد أقارب الطفل الضحية، فإن “حيدر” الابن الأكبر لعائلته والمعيل الوحيد لها بعد توقف راتب والده، وكان ليلة قتله يعمل في جمع الحطب وأوراق الغار لإعالة أسرته، وحين أنهى عمله البسيط توجّه إلى قرية زاما ليقصّ شعره، لكن طريق العودة كانت الأخيرة فقد باغتته الرصاصات مع 3 مدنيين آخرين لقيوا حتفهم جميعاً.

الآن يتداول ناشطون صورة “حيدر” مطالبين بالعدالة له ولجميع أطفال سوريا، وأن تتوقف عمليات قتل الأبرياء بهذه العشوائية المقلقة.

جريمة مقتل حيدر أعادت إلى الأذهان مأساة الطفل إبراهيم شاهين، الذي قُتل مطلع نيسان الماضي في قرية حرف بنمرة بريف بانياس، في هجوم أودى بحياة ستة مدنيين حينها، حيث تداول السوريون صور إبراهيم وهو معلق بسرواله الجينز وقطعة قماش سوداء، كرمز للطفولة الضائعة في زمن الفوضى.

في ذلك الوقت، ظهر مسؤول أمني في مدينة بانياس في تسجيل مصور نشرته صفحة المحافظة الرسمية، مشيراً إلى أن دورية أمنية تحركت فوراً بعد الجريمة، حيث أكد شهود عيان أن شخصين بلباس عسكري أطلقا النار ثم فرا إلى منطقة “الديسنة” التي تضم ثكنة عسكرية. وقال إن أحد أفراد مجموعة مسلحة هناك أشار إلى المجرمَين، اللذين اعترفا بعد توقيفهما وتم تحويلهما إلى القضاء.

ورغم هذه الإجراءات، يشعر ناشطون ومتابعون أن المحاسبة لم تكن كافية، إذ لم تمضِ أسابيع قليلة على مجزرة بانياس حتى تكررت المأساة مع حيدر، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى جدية الإجراءات الرادعة، وإلى أي مدى تحمى أرواح المدنيين من عبث السلاح غير المنضبط.

بين زاما وبانياس، وبين طفلين لا يعرفان شيئاً عن الحسابات العسكرية أو مبررات إطلاق النار، تترك الرصاصات ندوباً عميقة في الذاكرة الجماعية لسكان الساحل السوري، وبين كل صورة تُتداول، على السوريين أن يسألوا ذواتهم كم من الأطفال يجب أن يقتلوا حتى تقفل هذه الساحات المفتوحة على الدم؟.

زر الذهاب إلى الأعلى