الرئيسيةرأي وتحليل

الصديقة البطلة التي لولاها ربما مات حق آيات الرفاعي تتعرض للتهديد

كلنا نستطيع أن نكون مثل تلك الصديقة وربما ننجح قبل وقوع ضحية جديدة

في قصة “آيات الرفاعي”، التي تحولت إلى قضية رأي عام ضغط باتجاه الحقيقة ومحاسبة الفاعلين، هناك جندية مجهولة كان لها الفضل الأكبر في محاسبة الفاعلين.

سناك سوري-رحاب تامر

من كشف عن تلك الصديقة، هي “رهف الرفاعي” شقيقة الضحية “آيات”، والتي قالت في تصريحات نقلتها شام إف إم المحلية، إن «صديقة آيات التي قامت بنشر حقيقة ما جرى معها، تتعرض حالياً للتهديد من قبل عائلة القتلة».

وهذا كلام خطير يضع مسؤولية حماية تلك الصديقة، على عاتق الجهات المعنية، ليس كذلك فقط، بل حتى تكريمها لأنها اندفعت وعملت على كشف الحقائق، دون خوف من تعنيف، أو خوف من “جريمة إلكترونية”، تلك الصديقة التي يحلم بالحصول عليها كلٌ منا، غامرت ونجحت بتحصيل حق صديقتها حتى لو كان بعد وفاتها.

اقرأ أيضاً: سخط واسع بعد جريمة قتل آيات الرفاعي ومطالبات بحماية النساء

أمام الموقف البطولي لتلك الصديقة، ماذا قد نفعل نحن، إن شاهدنا أو سمعنا صراخ سيدة تتأوه تحت سياط زوجها أو شقيقها أو والدها، هل ندفن رأسنا بالرمال ونقول: “مالنا علاقة”، نغلق باب منزلنا ونتابع حياتنا بشكل طبيعي دون أن يتحرك ضميرنا ومسؤوليتنا المجتمعية، أقله لنكون سببا بعدم إزهاق روح جديدة أيا يكن جنسها، فالعنف الأسري لا يشمل النساء فحسب، هو يشمل الأطفال أيضاً، وفي حالات أخرى قد يشمل الرجال والمراهقين.

أن نكون تلك الصديقة البطلة، يتطلب تشجيعا كبيرا من الجهات المعنية، عبر خطوط ساخنة للتبليغ عن حالات العنف المنزلي، لا يكفي أن توضع بالخدمة، بل يجب الإعلان عنها بشكل مستمر وحتى الإعلان عن مكافآت وتكريم كل الأشخاص الذين يبلغون عن حالات عنف منزلي يتبين لاحقاً أنها كانت حقيقة واقعة، كذلك تستحق ذكرى الشابة العشرينية تعديلا فوريا وسريعا لقانون الأحوال الشخصية بحيث يصب التعديل في خانة مساعدة النساء في حالات العنف، وتلك أمور تقع على عاتق المحامين والجمعيات النسوية السورية.

حتى لا يضيع حق “آيات الرفاعي”، ينبغي أن تتضافر الجهود، بشكل أكثر فاعلية لمنع وقوع أي ضحية جديدة في مجتمعنا الذي يكفيه ما عاناه ويعانيه من موت وفقد.

اقرأ أيضاً: بسبب مياه ساخنة ومفك براغي … جريمة قتل شابة على يد زوجها

زر الذهاب إلى الأعلى