الصبر.. متوفر ورخيص قليلهُ مفيد وكثيره “بيعمل كتام”
بس يلي جربوا "الكتام" بيعرفوا إنو "للصبر حدود"

بـ50 ليرة فقط لا غير تستطيع شراء حبة من “الصبر”، أو التين الشوكي، فاكهة الصيف اللذيذة، التي ينصح بتناولها لفوائدها الصحية الكبيرة. لكن انتبهوا القليل منه يفيد والكثير منه “بيعمل كتام”، لذا فإن تناوله يجب أن يكون على مبدأ “للصبر حدود”.
سناك سوري-رحاب تامر
مع ارتفاع ثمن الفواكه عموماً في الأسواق السورية، 2800 وحتى 6000 للعنب، 4000 وحتى 1500 للتفاح. 12 وحتى 15 ألف للموز، 4 وحتى 10 آلاف للدراق، 4 وحتى 6 آلاف للإجاص حيث يتفاوت السعر بحسب النوع والحجم. يلجأ أصحاب القدرة الشرائية الضعيفة والذين يمثلون سواد الشعب إلى شراء الصبر، والذي لا تتجاوز ثمن الحبة الواحدة منه 50 ليرة. على الأقل كما اشتريتها مؤخراً من “اللاذقية”، لتبدأ بعدها عملية التقشير والتي لا تخلو من بعض الألم إن لم يكن الشخص خبيراً فيها.
يكفي وضع حبات الصبر في حوض مائي وتركها نحو ساعتين. ثم ارتداء القفازات المطاطية، والقيام بعملية التقشير بدون المعاناة من وخز إبرها. ولنكتفي جميعاً بوخز إبر الصبر الذي نمارسه يومياً، في انتظار الكهرباء والمياه و”زودة الراتب”.

الإقبال على شراء الصبر كبير جداً في مدينة “اللاذقية”، حيث يقول البائع “سليمان” الذي يمتلك بقالة في حي “المنتزه”. إنه يبيع أكثر من 70 كيلو يومياً من المادة، التي تباع بالحبة بسعر ربما ينخفض حتى 30 ليرة للحبات الصغيرة ولا يزيد عن 50 ليرة للكبيرة. ويضيف لـ”سناك سوري”، إن البعض يلجأ لشراء 10 حبات وآخرون 20 حبة، وبالعموم لا يزيد الشراء عن 30 حبة كحد أعلى.
البائع خفف من باقي أنواع الفواكه الذي وصلت إلى أسعار “خرافية” كما يصفها. ويقول إنه يضطر لرمي الكثير منها لحين بيعها، لذا بات يركز على شراء الصبر كونه مطلوب بكثرة.
إلى جانب 20 حبة من الصبر بسعر 1000 ليرة، تشتري “وئام” 42 عاماً موظفة حكومية، كيس من الثلج ثمنه 600 ليرة وبوزن لا يتجاوز عدة غرامات قليلة، حيث يحوي تقريبياً على 20 قطعة ثلج صغيرة، حيث تقشر الثمار وتضع الثلج فوقها علّه يهبها بعض البرودة، تضيف: «للأسف حرمتنا الكهرباء من تناول الصبر البارد، فصرنا نتناوله ساخناً لذا ألجأ لهذه الحيلة علّها تبرد “صبرنا” قليلاً قبل أن نهضمه في أمعائنا».
وتشتهر “سوريا” بفاكهة الصبر، التي تنمو شجيراتها بشكل عشوائي في غالبية المناطق السورية، وهي لا تكلف بائعها سوى عناء قطافها ونقلها إلى مكان بيعها.