
سناك سوري-عبد العظيم عبد الله
بدأت في أرياف محافظة “الحسكة”، عملية “سياع” المنازل، التي تهدف إلى تحصين المنازل الطينية من مياه الأمطار ومنع تسربها إلى قاطني تلك المنازل في فصل الشتاء.
عملية السياع تتم بتشاركية واضحة بين أبناء القرى، الذين يجتمعون للمشاركة في سياع المنازل، ويحرصون على إتمام العملية قبل بدء فصل الشتاء، كما يقول “عدنان طحلو” من ريف بلدة “القحطانية”، ويضيف لـ”سناك سوري”: «السياع هو تغطية البيوت الطينية بطبقة من مزيج الطين والتبن بعد إضافة الماء إليها، وهما مادتان متوفرتان بكثرة في القرى، علماً أن السياع شبيه بدهان المنازل، ونستخدمه فوق الأسطح، حتّى لا تدلف علينا مياه المطر في الشتاء، ونجدد أسطح منازلنا الطينية لتقاوم ثلوج وأمطار الشتاء»، مؤكداً أن عملية السياع تشمل أيضاً الحظائر لحماية المواشي من الأمطار.
تبدأ عملية السياع، غالباً في الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول في كل عام، ولا يوجد أي منزل مستثنى من هذه العملية، التي يجب أن تتكرر مع بداية كل فصل شتاء، كما يقول “طحلو” ويضيف: «رغم الجهد الكبير الذي تحتاجه عملية السياع، إلا أنها تتم بطقوس جميلة من التعاون، الصغار والكبار وكل من يستطيع العمل يجتمع لإنهائه بسرعة كبيرة وفي الوقت المحدد، علماً أننا لا نسمح لكبار السن أو للأطفال الصغار بإجهاد أنفسهم بالعملية».
رغم الجهد الكبير الذي تحتاجه عملية السياع، إلا أنها تتم بطقوس جميلة من التعاون، الصغار والكبار وكل من يستطيع العمل يجتمع لإنهائه بسرعة كبيرة
اقرأ أيضاً: مزارعون تبرعوا بمحاصيلهم مجاناً لصالح مربي الحيوانات
تبدأ عملية السياع بخلط التبن والطين مع المياه، لتشكيل ما يشبه العجينة الرخوة نوعاً ما، وفي هذه المرحلة يحتاج الأمر جهداً في عملية العجن التي تتم عبر الأقدام بالدعس على المكونات، يقول “طحلو” الخبير في التسييع، ويضيف: «ثم تبدأ عملية نقل المادة إلى أسطح المنازل، حيث يتواجد شخص خبير في التسييع، ومعلّم في الصنعة، كي لا يترك أي فراغات تسمح بتهريب الأمطار لداخل المنازل».

في ريف بلدة “الجوادية”، لا انتظار على دور تسييع المنزل، فكل واحد من أهالي القرية يتقدم لينجز عملاً ما بتشاركية كبيرة، كما يقول “كمال الحسين” أحد الأهالي، ويضيف: «هناك أسر تفضل أن تبدأ عملية السياع بعد المطرة الأولى، ويعتبرونها مفيدة لتقوية المنزل ومعرفة أماكن الدلف ليتم التركيز عليها خلال التسييع».
رغم كل الجهد الذي يبذله الأهالي في العملية، إلا أن السعادة تغمر الجميع، على حد توصيف “الحسين”، مضيفاً لـ”سناك سوري”، أن أجمل ما في الأمر وجود فكرة التطوع والمساعدة، وحتى توافد الشباب من القرى القريبة للمساعدة، وتابع: «هذه الروح من المحبة والتعاون قائمة منذ ولادة قرانا حتّى تاريخه».
يذكر أن عملية السياع عادة قديمة، بقيت محافظة على نفسها لكون منازل العديد من القرى ماتزال طينية بالكامل، دون أن تتحول إلى النمط العمراني القائم في بنائه على الإسمنت والحديد وحجر الخفاف.
اقرأ أيضاً: سوريا.. نازحون يعيشون ببيوت مهجورة وبلا أي مساعدات