السويداء.. معلمات يقمنّ بمشروع زراعي يحقق دخلاً للمدرسة

معلمات في السويداء ضربنّ عصفورين بحجر واحد: جسدوا تجربة علمية موجودة بالمنهاج وحولوها لمشروع تجاري
سناك سوري – رهان حبيب
باشرت المعلمة “رشا بدران” مدّرسة العلوم في مدرسة “أحمد قاسم جمعة” وطلابها بمحافظة “السويداء”، قطاف الفطر المحاري الذي زرعته مع زميلاتها “ديما بدر الدين” و”لبنى خليفة” مدرسات مادة العلوم قبل نحو الـ40 يوماً، في تجربة هي الأولى من نوعها، على مستوى مدارس البلاد تطبيقاً لتجربة علمية بهدف الحصول على ريع مادي يدعم العملية التعليمية في المدرسة.
15 كيلو من الفطر المحاري، كانت البداية فقط وفق ما قالت “بدران” لـ”سناك سوري”، وأضافت أن الثمار كانت كبيرة الحجم وبيع الكغ الواحد بسعر 4500 ليرة سورية، مؤكدة أن «البداية جيدة جداً ونتوقع قطاف جيد خلال الأيام القادمة، حيث يستمر موسم القطاف قرابة عشرين يوماً فقد سبق لي تطبيق التجربة في المنزل وحققت نتائج جيدة جداً، هنا لدينا الكمية أكبر نعلق عليها آمال كبيرة للحصول على رصيد جيد يدعم المدرسة لتحسين أوضاعها».

لم تقرر المدرسة بعد طريقة الاستفادة من الريع المادي جراء بيع الفطر المحاري من مشروعها، كما تقول “بدران”، مشيرة أنهم يمكن أن يقوموا ببعض الأعمال كصيانة الإذاعة والتجهيزات المدرسية الأخرى.
اقرأ أيضاً: السويداء: مدرسة مهنية تصنع الكمامات وتوزعها على طلابها
المشروع بدأ باقتراح
بدأ المشروع كما تقول “بدران” بفكرة اقترحتها على إدارة المدرسة، بتطبيق التجربة لزراعة الفطر المحاري، بالاستفادة من غرفة في قبو المدرسة، والإدارة عرضت الفكرة على مديرية التربية، وتمت الموافقة لتنطلق التجربة بداية شهر كانون الثاني الفائت، ومن ثم تعاون المعلمة مع زميلاتها مّدرسات مادة العلوم، حتى أنهنّ دفعنّ ثمن الأبواغ وكافة تجهيزات المشروع من جيوبهنّ، تضيف: «قمنا بجمع مبلغ مالي منا نحن المعلمات والمديرة، وتعاونا مع المزارع “شادي حمزة” الذي شاركنا بالخبرة العملية وزرعنا ٣٠ كيساً في غرفة بقبو المدرسة».
تجربة زراعة الفطر وفق “بدران” موجودة كبحث ضمن مناهح مادة العلوم للصف السابع، والتطبيق العملي جاء كفرصة لتكريس الفكرة، وفهمها من قبل الطلاب، لكنها سعت مع الفريق لتحقيق غاية أخرى لاتقل أهمية عن الأولى لتكون التجربة فرصة للعودة بريع مادي للمدرسة وتحسين إمكانياتها ودعم العملية التعليمية، ما يعني ضرب عصفورين بحجر واحد، على حد تعبيرها.

الدراسة الاقتصادية للمشروع وفق “رشا إلياس” مديرة المدرسة، اعتمدت بشكل أساسي على التشاركية بين الإدارة والمعلمات وفريق دعم الفكرة من معلمين ومعلمات من باقي الاختصاصات، إلى جانب الطلاب الذين قاموا بأعمال النقل وتعبئة الأكياس، وتعليقها لتخفيف تكاليف العمل، مضيفة أنها كانت ورشة عمل حقيقية في المدرسة.
الأولى من نوعها
زراعة الفطر في المدرسة، تعتبر الأولى من نوعها في “سوريا” وفق “لينا حمزة” معاون مدير تربية “السويداء”، مضيفة لـ”سناك سوري” أن «مسؤولي القسم الثانوي في الوزارة تابعوا التجربة ليصار إلى تقييمها والتعميم للمدارس التي تتوافر لديها الأمكنة المناسبة»، علماً أنه وفي بعض مدارس الريف بالبلاد هناك عدة مشاريع إنتاجية متعلقة بالزراعة.
بدأ الأمر بفكرة وانتهى بمشروع، هذا عدا عن كونه تجربة عملية تجسد ما يوجد في المناهج الدراسية، ما يثبت أن هناك الكثير من الأفكار التي قد تصبح حقيقة وتنعكس إيجابا على الجميع، في حال حظيت بالتشجيع والدعم المناسب.
اقرأ أيضاً: سوريا مدرسة ريفية تنتج الزيت والزيتون بالاشتراك مع تلاميذها