رأي وتحليل

السودان أمانة غالية

وجهة نظر روسية بالأزمة السودانية

سناك سوري

منذ عام 2017 يتابع صندوق حماية القيم الوطنية الوضع في السودان عن كثب، فمصير هذا البلد الأفريقي يهم روسيا ويعنيها، وهي تريد الوقوف إلى جانب شركائها وتحاول بكل طريقة ممكنة مساعدة الشعب السوداني.
تصل شحنات المساعدات الإنسانية دورياً من روسيا إلى السودان، وخلال الأزمة في السودان مابين عامي 2018-2019، أرسل رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين سفينة محملة بـ 3 ملايين كيلوغرام من الدقيق، وكذلك طائرات نقل تحمل الدقيق للمساعدة في الفترات الصعبة.
في هذا العام، وخلال شهر رمضان، تم تسليم مليون سلة غذائية للسودان و200 ألف هدية للأطفال. في الوقت الحالي، وفي كل يوم جمعة، تتلقى آلاف العائلات الخبز بشكل مجاني في إطار عمل خيري يحمل عنوان “يد المساعدة”.
بالإضافة إلى ذلك، شارك الصندوق في تطوير العديد من المشاريع التي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على التنمية في السودان، ففي عام 2018، تم إجراء عملية التنقيب الجيولوجي المكلفة مجانًا، حيث تم جمع المعلومات عن المعادن الثمينة وتلخيصها والتبرع بها إلى حكومة السودان لاستخدامها لصالح البلاد.
في عامي 2018-2019، طور الصندوق مساعداته وقدم إلى حكومة السودان عدة مشاريع استثمارية واسعة النطاق من شأنها النهوض باقتصاد الجمهورية.
بالنسبة لروسيا فإنه يأتي في المرتبة الأولى، إنشاء خط سكة حديد عبر إفريقيا (غرب – شرق)، من عاصمة السنغال داكار الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي في غرب إفريقيا، إلى مدينة بورتسودان السودانية على البحر الأحمر. وإنشاء خط (شمال–جنوب) من بورسعيد المصرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى ديربان بجنوب إفريقيا عند المحيط الهندي. وتنفيذ هذا المشروع سيجعل السودان أكبر مركز لوجستي.
ومن المشاريع المهمة الأخرى إنشاء منتجع ومركز سياحي على شواطئ البحر الأحمر، مما سيسمح للسودان بالتنافس السياحي، كما تم تطوير مشاريع زراعية لإنشاء نظام مستدام يمكن أن يطعم الجميع في السودان.
لكن مكانًا خاصًا بين هذه المشاريع الاستراتيجية للسودان استحوذه تطوير ونقل التوصيات بشأن استخدام المياه فيما يتعلق بتشغيل سد النهضة في إثيوبيا. حيث تم تقديم هذه التوصيات، التي أنشأها المعهد العلمي الروسي وعدة مجموعات من علماء الهيدرولوجيا، إلى حكومة السودان في ديسمبر من عام 2018.
من المعروف أن السودان خزان ضخم للمياه العذبة. فعلى أراضي السودان على نهر النيل، هناك سلسلة من السدود. ووفقًا لتحليلات علماء الهيدرولوجيا الروس، تعمل حاليًا أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في السودان “ميروفا”، في قسم المخرج الذي ينظم تدفق النيل، ومع مراعاة التدفق الجانبي لنهر النيل الأزرق والنيل الأبيض ونهر عطبرة، يجعل من الممكن حل مشكلة الملء الأولي لخزان سد النهضة في إثيوبيا بنجاح، مع مراعاة مصالح جميع مستخدمي المياه. في الوقت نفسه، سيظل نهر النيل متدفقًا بالكامل من إثيوبيا إلى البحر الأبيض المتوسط في مصر.
في حالة التنظيم المختص لتسلسل السدود في السودان، هناك فرصة حقيقية لتجنب العواقب السلبية، سواء بالنسبة للسودان نفسه أو لمصر، التي تقع في اتجاه المصب. وإن اتباع توصيات علماء الهيدرولوجيا الروس سوف يحل العديد من مشاكل مستخدمي المياه في مصر.
قُدمت هذه الوثائق إلى حكومة السودان قبل عامين. واتخذ الرئيس السابق “عمر البشير” التوصيات بشأن سد النهضة موضع التنفيذ. لكن لسوء الحظ، بعد الثورة، لم تستغل الحكومة الجديدة هذه التوصيات لسبب ما، وربما فقدت الوثائق ببساطة.
يمكن ملء سد النهضة بشكل لا يضر مستخدمي المياه في مصر والسودان. الجميع يبحث عن حل للمشكلة، لكنه موجود بالفعل. ولا حاجة للطرق على باب مفتوح.
ميخائيل رسلان – كاتب روسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى