السرقة في مقدمتها.. تعرف على أكثر الجرائم انتشاراً في “سوريا”
محامي: ارتفاع الأسعار أحد أسباب الجرائم والحاجة ضرورية لإقرار قانون خاص بالعنف ضد النساء والتوعية أمر أكثر ضرورة
سناك سوري – خاص
تأتي جرائم السرقة والنهب والسلب في المرتبة الأولى من حيث عدد ضبوطها في سوريا خلال العام 2019، حيث بلغت نسبتها 40،65% من إجمالي الجرائم التي أعلنت عنها وزارة الداخلية في سوريا حتى شهر حزيران الجاري.
في المرتبة الثانية مباشرة تأتي جرائم المخدرات والتي وصلت إلى 23،75 من هذه الجرائم المعلنة، ومن ثم تباعاً جرائم القتل، النصب والاحتيال في الواقع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.. وآخرها تهريب الأشخاص خارج البلاد.
انتشار الجرائم يعود حسب المحامي “كمال سلمان” لتردي الوضع الاقتصادي مع ارتفاع الأسعار وانخفاض دخل الفرد وانتشار البطالة وما يرافقه من حالة اليأس والوضع الأمني بسبب الحرب، مؤكداً أن مناطق العنف تنتشر فيها كل أنواع الجرائم في حين تتحدد أو تنخفض في المناطق الأكثر استقراراً بنوعية معينة.
“سلمان” أكد في تصريح خاص لـ”سناك سوري” أن عدد ضبوط السرقة التي يتم تسجيلها في المحاكم السورية كبير وكذلك عدد الهجرة غير الشرعية سواء في مناطق سيطرة الدولة أو خارجها، مشيراً إلى أن انتشار المخدرات له أسبابه أيضاً منها توفر المادة عن طريق التهريب ورخصها وانتشارها خلال الحرب لافتاً أن نسبة المتعاطين تشمل فئات مثقفة أيضاً منهم طلاب جامعيون ولا تقتصر فقط على الأشخاص غير السويين اجتماعياً أو أصحاب السوابق.
علاقة الظروف الراهنة بنوعية الجرائم
جرائم السرقة والمخدرات هي الأكثر انتشاراً في المجتمعات بشكل عام حسب حديث الأخصائية الاجتماعية “نوارة سليمان” ووجودهما على الترتيب في قائمة إحصائية الجرائم أمر طبيعي فهما مرتبطان ببعضهما حيث يلجأ الأشخاص كثيراً للسرقة ليتمكنوا من الحصول على المخدرات، علماً أن الكثير من السرقات غير معلن عنها خاصة التي تجري ضمن العائلات فالكثير من الآباء لايمكنهم الإبلاغ عن أبنائهم وحتى سرقة الأخوال والأعمام والأقارب بشكل عام، مشيرة إلى أن الظروف التي فرضتها الأزمة من قلق وتوتر وانعدام الأمان وعدم الشعور بالثقة بالنفس ساهمت في انتشارها أيضاً بشكل كبير.
ماذا عن جرائم الشرف؟
أعداد جرائم الشرف المُعلن عنها قليلة جداً وتكاد لاتُذكر، والتساؤل هل تم توثيق كل الجرائم التي حصلت أم لا، خاصة أن العادات والتقاليد تمنع تسجيل مثل هذا الموضوع والتعاطي معه حسب “سلمان”، مضيفاً أن ما يفضح هذا النوع من الجرائم اليوم هو وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الذي نعوّل عليه كثيراً.
مواجهة الجرائم والحد منها وفق رأي المحامي “سلمان” يحتاج لتعديل القوانين والتشدد بتطبيقها وتنفيذها بالتوازي مع العمل على التوعية لأننا في غياب التوعية نكون نعمل بلا فائدة، منوهاً بضرورة إقرار قانون خاص للحد من العنف ضد النساء ومنها جرائم الشرف إضافة للحاجة الماسة لضبط المعابر غير الشرعية.
التربية هي الأساس
الأخصائية الاجتماعية الدكتورة “نوار سليمان” تقول في حديثها مع سناك سوري إن طريقة التربية والتعاطي مع الطفل منذ سنوات الصغر تؤثر على ردود فعله تجاه الأشياء مستقبلاً خاصة لناحية العدائية تجاه المجتمع، فالأطفال في مجتمعنا يفتقدون لمساحة أمان ولعب حر وهم مقيدون أيضاً بنظام التربية وهو قائم على الواجبات ويغفل الحقوق.
وأضافت: «التعامل بعدائية مع الطفل بكل الدرجات اللفظي والضرب القاسي والحبس تؤدي إلى نشوء طفل عدواني لأن الطفل عندما يتعود على تلقي العداء ستكون أول ردات فعله العداء أيضاً»، مؤكدة ضرورة السماح للطفل بالتعبير عن ذاته بطرق وأساليب بعيدة عن العدوانية، مثل مساعدته على التعبير عن حزنه وفرح وانفعالاته بطرق مختلفة.
تصرفات تربوية خاطئة تشجع على تجاوز القانون
نصيحة خاصة وجهتها الأخصائية الاجتماعية للأسرة وخاصة للأمهات أنه في حال عدم القدرة على تطبيق قانون معين في المنزل فلا داعي لطرحه أصلاً مثل تحديد ساعات النوم في يوم معين وتجاوزها في يوم آخر لأن هذا سيجعل الطفل يتمرد على القانون ويجعله يشعر بأنه يمكنه تجاوز كل الحدود التي تضعها له الأسرة ولاحقاً المجتمع.
اعتماد النظرة إلى الآخرين ومقارنة الطفل دائماً بغيره من زملائه أو إخوته مثلاً سواء لناحية اللباس والدراسة والعلامات أمر يؤثر سلباً على نفسية الطفل ويجعله يعطي أهمية للآخرين أكثر من أهميته لنفسه وبالتالي تنمو لديه الرغبة بالحصول على ما لدى الآخرين وارتباطها بعدم احترام القوانين فيلجأ لأشياء أخرى مثل السرقة.
اللجوء إلى المخدرات أو الأركيلة أو حتى التدخين سببه وفقاً للباحثة الاجتماعية رغبة في الخروج عن المحيط وما يشعر به من عدم انسجام مع الواقع وعدم شعوره بالتوازن فيبحث عن لحظة تعطيه مساحة صغيرة من السعادة والحرية والفرح وهروب للحظات من الواقع ثم يبدأ الانغماس حيث يلاقي صعوبة في الخروج من الواقع ومن المخدرات أيضاً.
اقرأ أيضاً: سوريا: جرائم سرقة وقتل والسبب “الحشيش”