الرئيسيةانتخابات مجلس الشعبرأي وتحليل

السردية الإعلامية الحكومية للانتخابات: رسالة للخارج وانتصار عليه

انتخابات مجلس الشعب تمييز لحزب سياسي ومرشحيه على حساب المنافسين

سناك سوري – بلال سليطين

منذ ساعات الصباح الأولى بدأ الإعلام السوري الحكومي وشبه الحكومي بحملته لتغطية انتخابات مجلس الشعب التي تجري في سوريا اليوم الأحد 19 تموز في ظل دعوات للالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
في لحظات البث الأولى على الشاشات تركزت التغطية على الإجراءات الاحترازية المتخذة وارتداء الكمامات ووجود المعقمات ضمن مراكز الاقتراع التي بدا واضحاً التزام بعض القائمين عليها بهذه الإجراءات وتجاهل ارتداء الكمامة من قبل البعض الآخر والأمر ينسحب على المواطنين المقترعين الذين ظهر جلّهم على الشاشة من دون كمامات أو قفازات .. إلخ.

اقرأ أيضاً: السجن سنة كاملة لمن انتخب دون أن يحضر شخصياً

مالبث أن أصبح فيروس كورونا هامشياً أمام التركيز على الاستحقاق بحد ذاته وتصدير الرسائل السياسية من إجراءه بحد ذاته، حيث تركزت السردية الإعلامية على أن هذه الانتخابات رسالة للخارج وانتصار عليه وعلى فرضِه للعقوبات الاقتصادية على سوريا، وأن كل ماحدث لا يمنع من تنفيذ هذا الاستحقاق واتساع الرقعة الجغرافية التي يجري عليها مقارنة مع انتخابات عام 2016 حيث نشهد اليوم انتخابات في الغوطة وريف درعا وريف حمص الشمالي وهو مالم يحدث خلال الانتخابات السابقة.

اقرأ أيضاً: درعا.. تفجير مركز انتخابي

التركيز على السردية السياسية طغى على الاهتمام بتفاصيل الإجراءات والثغرات في العملية الانتخابية فكان مراسل الأخبار يبث مباشرةً من داخل مركز الاقتراع في دوما وداخل المركز تم رفع علم لحزب سياسي مشارك في الانتخابات وكذلك الأمر في درعا التي عرفت فيها أمينة الصندوق عن نفسها بأنها “رفيقة”، بينما كانت صور مرشحي قائمة الوحدة الوطنية تظهر داخل المراكز الانتخابية بعدسة الإعلام الحكومي دون أي تعليق عليها، إضافة لوجود أوراق اقتراع داخل المراكز تحمل أسماء قائمة الوحدة بينما يجب أن تكون أوراق اقتراع فارغة، كل هذه المخالفات للقوانين والأعراف الانتخابية كانت تعرض مباشرة على الهواء، وتعدى الأمر ذلك لاستضافة أمين فرع جامعة تشرين لحزب البعث والتي تحدثت عن قائمة الوحدة الوطنية التي تمثل تحالف حزبها الذي يخوض الانتخابات بـ 166 مرشحاً على مستوى سوريا.

اقرأ أيضاً: بعد أنباء عن توقيفه.. عماد خميس يدلي بصوته في دمشق

كما أن إرسال الرسائل للخارج تصدر اهتمامات المراسلين في لقاءاتهم مع المواطنين في مراكز الاقتراع، حيث فسح المجال أكثر للضيوف الذين يكررون هذه السردية واختصرت اللقاءات مع الناخبين الذي ذهبوا للحديث عن حاجاتهم من النواب كما حصل في حماة عندما حاول الضيف أن يتحدث عن أهم مطالبه من مجلس الشعب القادم والمتمثلة بحل مشكلة التلوث البيئي الذي تتسبب به المحطة الحرارية.
انتخابات 2020 كسابقاتها من الانتخابات تغيب عنها مراكز استطلاعات الرأي التي تكاد تنعدم أصلاً في البلاد، حيث لم نشهد أي استطلاعات لرأي الناخبين أو توقعات حول حظوظ المرشحين وفق هذه الاستطلاعات … إلخ من أدوار تقوم بها هكذا مراكز في مختلف دول العالم في هكذا استحقاقات بعيداً عن الاستطلاع الدائم والذي لا تقوم به أي جهة بحثية وإنما حديث شعبي عام مفاده أن نتائج الانتخابات محسومة.
لا يبدو مشهد انتخابات عام 2020 مختلفاً عن كل الانتخابات السابقة التي شهدتها سوريا، سواء من حيث نتائج الانتخابات والتي لن يكون فيها أي مفاجآت تذكر أو تغيير على صعيد سيطرة حزب البعث على مجلس الشعب بالأغلبية المطلقة، وكذلك من حيث السردية الإعلامية التي تركز على توجيه الرسائل للخارج والانتصار عليه، إضافة إلى الخروقات والمخالفات التي توحي بأن عقلية ماقبل تغيير الدستور عام 2012 ماتزال سائدة ومسيطرة من حيث تمييز حزب بعينه ومرشحيه عن باقي الأحزاب والمرشحين وكأنه مازال قائداً للدولة والمجتمع ولم يلغ الدستور هذا الامتياز له.

اقرأ أيضاً: انسحاب مفاجئ لرئيس المبادرة الوطنية الكردية عمر أوسي من الانتخابات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى