إقرأ أيضاالرئيسيةتقارير

السحر والشعوذة تجارة رائجة خلال الحرب.. النساء أبرز الضحايا

سناك سوري يطلع على محاضر جرائم مشعوذين.. ويلتقي بضحايا

سناك سوري-بريوان محمد

وقعت “عبير” الزوجة الباحثة عن حب واهتمام من زوجها ضحية المشعوذ “رامي” الذي استغل وضعها وصورها وهو يضع يده عليها وهددها إن لم تستجب لرغباته بإرسال الصور لزوجها وأهلها.

“عبير” وغيرها كثيرات من أبناء محافظة “حلب” هن ضحايا دجال استغل الناس بدعوى إخراج الجني الذي يسكنهم وكتابة حجابات الحب والكراهية خاصة النساء اللواتي يتواصل معهن هاتفياً وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ويطلب منهن صوراً مخلة بالآداب العامة بحجة إخراج الجني أو تقريب الزوج أو الحبيب إضافة لاستغلالهن جسدياً بحجج وهمية و طلب أثر من الزوج أو الزوجة وغيرها من الطلبات الواهية.

مقالات ذات صلة

 العلم بالغيب

تروي “أمينة” لـ “سناك سوري” قصة حدثت معها بعد أن سمعت عن الشيخ “محمود” الذي يقطن في حي “الأشرفية” و يعلم بالغيب والذي لجأت إليه لتمنع ابنها من حب فتاة لاترغب في تزويجه لها حيث نصحتها جارتها بالذهاب إلى الشيخ الذي قال لها بأن الفتاة كتبت لابنها حجاباً وأنه موجود في منزلها وطلب منها زيارة المنزل ليخرج الحجاب منه حيث ادعى عند زيارته بأن الحجاب ماء مرشوش أمام الباب، وأعطاها حجاباً آخر يبطل عمل الحجاب الأول وطلب منها أن تضعه في طعام ابنها، لكن الفائدة كانت عكسية حيث أصيب ابنها الوحيد “محمد” بالمرض.

وتضيف:« أن الشيخ محمود كان يتقاضى منها في كل زيارة مبلغ يتراوح بين 2000 و 4000 ليرة سورية أما الحجابات فلها أسعارها الخاصة أيضاً وتتراوح بين 2000 و 3000 ليرة سورية».

مهنة من لاعمل لهم

في محافظة حلب مثلاً ألقي القبض على العديد من الأشخاص الذين يعملون بالسحر والشعوذة، وقد استطعنا بعد جهد جهيد الوصول إلى أحد ضبوط الشرطة بحق شخص متهم بالشعوذة.
يقول المتهم واسمه “فيصل ” أنه شيخ يطرد الجن من الجسد ويضيف حسب ماهو مدون في ضبط الشرطة :«إنه يضرب الأشخاص لإخراج الجن منهم ويكتب لهم الحجابات»، موضحاً أنه توجه لهذه المهنة بعد أن توقف عمله في المعمل الذي كان يعمل فيه وبدأ بممارسة المهنة في منزله بحي “السكري” والتي تضمن له الحصول على مال وفير بدون أي جهد فالزبائن كثر على حد تعبيره وخاصة النساء منهم، ولاينسّ الإشادة بعمله فيقول:«الحمد لله الذي وفقني في هذه المهنة و جعلني رسولاً للحب بين البشر».
يقول مصدر في قيادة الشرطة فضل عدم ذكر اسمه لـ سناك سوري إن هناك الكثير من الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم في المحافظة، ويشير إلى أن أغلب الضحايا من النساء، اللواتي يردن إنجاب أطفال مثلاً، أو جعل أزواجهم يهتمون بهم، أو لكي لا يتزوج زوجها عليها.. إلخ، وهناك حالات كثيرة نتج عنها ابتزاز وأذية للنساء من جراء التعامل مع المشعوذين والتسليم لهم.
إضافة للأهالي الذيهم لديهم جرح كفقد أو خطف أحد أبنائهم، فتلجأ الأم أو الزوجة مثلاً لهؤلاء السحرة والمشعوذين ليعيدوه لهم أو ليعرفوا مكانهم، وهؤلاء يجمعون المال منهم ويبيعونهم الوهم.
ويشير المصدر إلى أن هذه الجرائم زادت بشكل كبير من انتشار السحرة والمشعوذين الذين يعمل أغلبهم من منازلهم ويصعب العثور عليهم من دون وقوع حادثة تدفع أحد المتضررين لتقديم شكوى فيتم الكشف عنهم.

اقرأ أيضاً:ساعدوه بإنقاذ مصاب ليسلبوه ماله .. لصوص بضمير إنساني

الحاجة للمساعدة أهم الدوافع

الرغبة في التعرف إلى المجهول والسعي لطلب يد العون والمساعدة هي غاية الأشخاص الذين يقعون ضحية السحر والشعوذة حسب الدكتور “أحمد بحري” أخصائي في علم الاجتماع ومدرس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة “حلب” والذي يرى أن سبب تفشي ظاهرة السحر والشعوذة في “حلب” يعود إلى الجهل بالحلول الأخرى البديلة العلمية والمفيدة فعلاً، ويضيف “بحري” للسحر تأثير على الحياة الاجتماعية  حيث أن انتشار السحرة يسهم في إحداث العداوة والبغضاء بين أفرادِ المجتمع، لأن العداوات قد تفقد اتزان الخصوم  وقد تجعلهم يلجؤون إلى الانتقام الرخيص بالذهاب إلى السحرة بقصد الإضرار.

الشعوذة جريمة… وينتج عنها جرائم

المحامي سالم كريم

جريمة الشعوذة من الجرائم المخلّة بالثقة وقد نص قانون العقوبات على فرض عقوبة ممارسة أعمال الشعوذة ومناجاة الأرواح وغيرهما بقصد الربح بعقوبة محددة بنص المادة 745 ، وتتمثل حسب مايوضحه المحامي “سالم كريم” بالحبس من يوم إلى عشرة أيام وبغرامة مالية من 500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية مع وجود تشديد للمادة، ولكن بعض أفعال المشعوذين قد تنطبق عليها أفعال إجرامية أشد عقاباً كالاحتيال إذا ما انطبقت شروطه والذي عاقب عليه المشرع بالحبس من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات وبالغرامة من عشرة آلاف ليرة سورية إلى خمسين ألف ليرة سورية.

ويضيف:«هناك أفعال أخرى مجرمة كمن يقوم بمعالجة الممسوس من الجن عن طريق الضرب فيؤذيه أو قد يتسبب بوفاته مما يجعله عرضة لعقوبة الإيذاء المفضي إلى الموت أو ارتكاب جرم الاغتصاب وغيرها من الجرائم المنصوص عنها في قانون العقوبات السوري»، ويشير إلى أن أفعال المنصوص عنها في المادة / 754 / جاءت على سبيل المثال و ليس الحصر من خلال عبارة ( و كل ماله علاقة بعلم الغيب ) .

من مفرزات الحرب الواجب محاربتها

يؤكد المحامي”كريم” أن السحر والشعوذة من أخطر مفرزات الحرب الواجب محاربتها على أن يكون البدء من المدارس والمنابر الإعلامية والعلمية كافة منوهاً بضرورة محاربة المشعوذين والدجالين الذين اتخذوا الدين غطاء لأعمالهم .

اقرأ أيضاً:سوريا: لص ظريف يعاقب أطباء مشفى على طريقته الخاصة

ماذا عنكم، هل واجهتم مشعوذين في حياتكم؟ هل جربت التعامل معهم، مارأيكم بهذه الظاهرة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى