الرئيسيةرأي وتحليلفن

الرعب من الإيدز عوض التوعية.. عندما يتجاوز حاجز الصمت الخط الأحمر

هل الخوف جزء من عملية التوعية؟

حاول المخرج “يوسف رزق”، والمؤلف “هاني السعدي” الإضاءة على مرض “الإيدز”. من خلال مسلسل “حاجز الصمت” بجزأيه، من خلال التطرق إلى مسببات انتشاره.

سناك سوري – خاص

ورغم أن العمل حقق نجاحاً كبيراً، إلا أن العديد من الآراء حينها ذهبت للقول أنه لم يراعِ الحالة النفسية للمشاهد بالعديد منها، ما أدى لارتفاع معدل الخوف لدى العديد من المشاهدين عوضاً عن التوعية.

عند عرض “حاجز الصمت” عام 2005 لأول مرة، تراءى للجميع أنهم سيتابعون عملاً يتناول موضوعاً صحياً للحد من مخاطر انتشار الإيدز ضمن سياق درامي، لكن العمل حمل في بعض جوانبه رعباً كبيراً، بدءاَ من الشارة التي كانت تتضمن مشاهد قاسية من أحداث العمل، وصولاً لأشكال المصابين التي مازالت محفورة في ذاكرة المشاهدين حتى اليوم، حيث أصبحت رؤية أي شخص لديه حبة كبيرة في وجهة شبهة لإصابته بـ”الإيدز”.

بطريقة مباشرة وإن صح مصطلح “فجّة”، قدّم العمل حالات انتقال العدوى بين الناس، فطريقة التصوير مع الموسيقا حتى اختيار الديكورات لم تكن على قدر عال من الجاذبية، لتشجع المشاهد على معاودة مشاهدته بسبب الشدة في توصيف الحالة دون منحها القليل من اللطافة الدرامية المعهودة، تمنح المشاهد التخيل بأنه مكان أي شخصية بالعمل، مثلما اعتدنا أن نكون أبطال في الأعمال التي نتابعها.

اقرأ أيضاً: يوسف رزق يعترف بضرب صفاء سلطان ويناصر زواج القاصرات

على ما يبدو لم يكن “حاجز الصمت” كافياً لإيصال الرسالة حسب وجهة نظر صناعه، ليكمل رسالته من خلال جزء ثاني اسمه “الخط الأحمر”، فها هي الباحثة البطلة تستمر في كسر حاجز الصمت والتعريف بكل السبل لرفع سوية معرفة الأجيال حول مرض “الإيدز”، مع إدخال مواضيع أخرى تتعلق بظواهر موجودة ولكن يخشى الحديث عنها في الدراما كعبدة الشيطان.

تعرض حينها العمل للكثير من الانتقادات من أهل الاختصاص، وتم الدفاع وإبداء المعنيين بالأمر لوجهات نظرهم، ليبقى المشاهد على الحياد، كما لو أنه غير موجود أو متأثر بما شاهد على الشاشة خلال قرابة الستين حلقة من العمل بأكمله.

حيث هدفت هذه الأعمال بالمجمل إلى التوعية بالمرض كونه من الأمراض الفاتكة بالنفس البشرية، والتعريف بطرق انتشاره والتوسع بها، باعتبار أن الفكرة الأكثر انتشار عنه أنه يُنقل عن طريق الجنس فقط.

وبعيدا عن التقييم الدرامي، أو البحث في غياهب الماضي، من المسؤول عن بقاء صورة ذاك الشاب الذي اغتصب الفنانة “جيني إسبر” في “حاجز الصمت”، ذاك الذي أهانته ووصفته “بالجردون”، بعد أن رأته ينظر إليها أثناء تواجدها في أحد الأماكن العامة، ونظراً لإصابته بالإيدز عن طريق شفرة حلاقة غير معقمة، يقرر الانتقام منها، وينتظرها أمام مدخل المبنى الذي تسكن فيه، ليخطفها ثم يغتصبها بهدف نقل الفيروس إليها، ضمن صورة مليئة بالقبح في حين كان يمكن تقديمها بأن يكون شاباً طبيعياً بمظهره على الأقل دون المبالغة في إيصال الفكرة.

اقرأ أيضاً:فرسان الظلام يعيدون هاني السعدي للدراما التاريخية

زر الذهاب إلى الأعلى