إقرأ أيضاالرئيسيةسناك ساخن

الدخان والسموم يملآن أجواء اللاذقية بسبب “مكب البصة”

“جنيدي”: إن لم نغير في الوضع البيئي الخطير للمكب قد نصبح ضحية له

سناك سوري – اللاذقية

يشكل مكب “البصة” الذي يستوعب النفايات الصلبة من “اللاذقية” ومناطقها والبالغة نحو 1000 طن يومياً مصدر قلق وإزعاج لأهالي المحافظة، كونه يفتقر للمواصفات الفنية التي تحد من آثاره الضارة على البيئة وعلى الناس، الذين يعانون اليوم من خطر الحرائق، التي تندلع فيه بشكل دائم والتي تتسبب بنشر الدخان في سماء المدينة وريفها، ناهيك عن الروائح الكريهة والتي جعلت السكان عرضة للكثير من الأمراض.

حال المكب الذي يشكل بؤرة للتلوث في منطقة تعتبر من أجمل مناطق الشاطىء الساحلي، دفع الأهالي لشن حملة واسعة على صفحات التواصل الاجتماعي تدعو لإيجاد الحل الملائم للتخلص منه وحماية المواطنين من أضراره.

مقالات ذات صلة

مواطنون استعانوا بخرائط غوغل لتحديد مساحة المكب وطول سحابة الدخان التي تنشأ من احتراقه يومياً، مطالبين برفع أصوات مطالبهم ومناشداتهم لحل المشكلة علّها تصل إلى “دمشق”، وترى الحل الملائم كونها لم تلق حتى اليوم الحل في المدينة المتضررة.

“رامي” وهو من سكان اللاذقية اتهم الجهات الرسمية بالقيام بحرق النفايات في المكب كلما تراكمت إلى حد معين لأن هذا الحل الوحيد (لديها)، مطالباً بحل إسعافي للمكب والكارثة التي يخلفها.

الحديث حول مكب البصة تحول إلى الشغل الشاغل لأهالي “اللاذقية” بعد أن بدأت سحب الدخان المسمومة تغزو سماء المدينة كل يوم نتيجة الحرائق المندلعة سواء بسبب الغازات المنبعثة من تراكم كميات كبيرة من القمامة في الموقع أو بسبب لجوء أصحاب الشأن للتخلص منها، وهو ما دفع المتضررين للتساؤل لماذا تقف الجهات المعنية مكتوفة الأيدي وتكتفي بدور المتفرج؟، في الوقت الذي وصلت فيه طلائع السموم إلى هواء “اللاذقية” الذي بات أهلها يستنشقونه بكثير من الخوف والحذر.

اقرأ أيضاً:“البصة”.. مشاكل خدمية بالجملة (ولا مين شاف ولا مين دري)

محافظة “اللاذقية” حتى اليوم تقف عاجزة أمام الحل لكنها أرسلت لجنة إلى المكب لتقدير كميات النفايات، وطلبت إعانة من وزارة الإدارة المحلية والبيئة لإعادة طمرها بشكل صحي وإنهاء المشكلة الناجمة عنها وعن الحرائق والدخان، كما قامت بفرز سيارة إطفاء إلى المكب للتعامل مع أي حريق مباشرة، وهنا نذكر مطالبة المواطنين الجهات المعنية في حال عجزت عن إيجاد حل إسعافي بتوفير المزيد من سيارات الإطفاء والآليات اللازمة لإخماد الحرائق فور حدوثها للحيلولة دون وصول هداياها المسمومة إليهم.

الدكتور “حسن جنيدي” رئيس قسم هندسة النظم البيئية في المعهد العالي لبحوث البيئة بيّن من خلال منشور على فيسبوك أن حل أي مشكلة بيئية يجب أن يبدأ من مرحلة الاعتراف بوجودها وذلك استناداً الى تشخيص علمي دقيق يبتعد عن تقاذف المسؤوليات، مطالباً بتضافر الجهود لتقديم الحلول الإسعافية في المدى المنظور لوقف التلوث الحاصل قدر الإمكان والعمل على دراسة حلول منهجية مستدامة كحل استراتيجي يضمن المحافظة على البيئة بكافة مكوناتها، وفي مقدمتها الإنسان الذي هو غاية وهدف كل تطور يحصل، «والقاعدة الذهبية التي يجب أن نتمثلها هي، “أن لا حيادية في محاربة التلوث ، فإن لم نغير في الوضع البيئي الخطير للمكب قد نصبح ضحية له».

أزمة “مكب البصة” عمرها عشرات السنين وآلاف الوعود مرت دون محاسبة أو مسائلة لمسببي هذه الكارثة البيئية والسياحية في آن معاً، أولئك الذين اختاروا وضع مكب في واحد من أهم الشواطئ السورية الذي بدل أن يستقبل السياح يرسل لهم السموم، وكذلك أولئك الذين حافظوا على استمرارية هذا المكب بهذا الشكل من وزراء ومحافظين ورؤساء بلدية … إلخ.. حيث يرى مواطنون أن أول طريق للإصلاح هو المحاسبة والمسائلة للمسؤولين السابقين والحاليين.

اقرأ أيضاً: تلال من القمامة تكبر على وعود الوزراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى