الدبور الأحمر الشرقي القاتل يلحق الأضرار بمزارع النحل في القنيطرة
مهندس زراعي يوضح أفضل الطرق للعلاج والتي لاتزال عاجزة عن التصدي للدبور الأحمر
سناك سوري – شاهر جوهر
يعد هذا العام واحداً من بين أسوأ الأعوام التي تمر على فلاحي ومزارعي “القنيطرة” جنوب البلاد، فبالإضافة إلى هجمات الخنازير البرية على أشجار الزيتون وغزو الفئران لحقول القمح والشعير وانتشار آفات المن القطني والصدفي لمزارع التين، وتراجع منسوب مياه الآبار وجفاف عدد كبير منها، يقف مربو النحل عاجزون تماماً أمام هجوم أسراب الدبور الأحمر الشرقي، الذين لم يخفوا خلال لقاء سناك سوري بهم قلقهم من تزايد أعداد الدبابير التي أتت على مزارع النحل فقضت على قسم كبير منها.
“إبراهيم” مربي نحل في ريف “القنيطرة” الجنوبي لأكثر من خمسة وعشرين عاما، ولديه أكثر من خمسمائة خلية نحل، قال لـ”سناك سوري”: «لأول مرة منذ بدأت العمل في هذا المجال تتعرض مناحلي لهجوم بهذا الحجم الكبير من قبل أسراب من الدبابير، حيث قضت الدبابير نهائياً على أكثر من 46 خلية نحل ضعيفة، كما أنها تكاد تُضعف الخلايا القوية المتبقية»، موضحاً أن إنتاجه مقارنة بالعام الفائت انخفض إلى النصف، حيث بلغ إنتاجه العام الفائت أكثر من 5 طن، في حين انخفض الإنتاج هذا العام الى 3 طن.
يعد تأثير الدبابير أكثر ضرراً على مربي النحل الصغار الذين لا يمتلكون خبرة كافية عن غيرهم في المنطقة، يقول “عمر” الذي يمتلك حوالي 30 خلية نحل لم يبقَ منهنَّ سوى 14 فقط بعد أن قضت الدبابير على البقية: «لقد قمت بتدمير أكثر من 125 عش من أعشاش الدبابير ومع ذلك لازالت أسراب من الدبابير تهاجم النحل، كما صنعت المصائد ووزعتها حول وبين الخلايا لكن لا فائدة، لقد قضت على أغلب ما أملكه».
اقرأ أيضاً: بعد الصبار …. أشجار التين يغزوها المن القطني
تؤثر الدبابير ليس في افتراس النحل والقضاء على الخلية أو إضعافها إنما أيضاً في دفع الخلايا الضعيفة إلى الهجرة بحثاً عن مكان آمن، حيث تهاجم الدبابير نحل العسل، بسرقة العسل وافتراس العاملات وذلك بالانقضاض على العاملات وحملها و لسعها لشل حركتها ومن ثم التهامها أو حملها إلى العش لتغذية اليرقات، ولكن من أخطر ما يفعله الدبور هو اصطياد ملكة النحل أثناء طيرانها للتلقيح وهو أمر يؤدي إلى فقدان عدد كبير من النحل في وقت مبكر من السنة أو هجرة الخلية أو موتها وهنا تكون الخسارة الأكبر.
يرى المهندس الزراعي “يحيى القاسم” أن سبب انتشار هذه الدبابير بشكل كبير هذا العام مقارنة بسابقه هو انقطاع الأمطار بشكل باكر، حيث يؤدي المناخ الدافئ الى خلق بيئة مناسبة لتكاثر هذه الحشرة، و عدم استمرار الهطولات المطرية حتى شهر شباط دفع لنمو حاضنات البيض الخاصة بالدبور بشكل كبير لهذا العام.
وعن الحلول لمواجهة هذه الآفة يقول :«إن الدبور يستطيع قطع مسافة 3 كم في النهار بحثاً عن الطعام وهو أمر يخلق صعوبة بالغة في البحث عن عشه وقتله، إذ أن أفضل الطرق لمواجهته هي استعمال الطرق التقليدية بدل استعمال المبيدات الحشرية، وهي تدمير أعشاش الدبابير بحرقها أو صب مادة المازوت داخل جحرها ومن ثم سدها بالطين، أو عبر نشر مصائد الدبابير حول خلايا النحل من خلال جلب زجاجة مياه غازية وقطع عنقها ثم وضع الخل والصابون بداخلها بالإضافة إلى طُعم مثل اللحم، ومن ثم ثقبها في كل جانب من أجل تعليقها»، ومع ذلك لا يخفي “القاسم” ولا مربي النحل عجز تلك الطرق عن وضع حد لهجمات تلك الدبابير المتزايدة.
في العموم الدبابير أو الزنابير المنتشرة في “القنيطرة” هي كائنات صغيرة من فصيلة الحشرات، ويتواجد منها في المنطقة أكثر من عشرين نوعا، في حين يعتبر الدبور الأحمر الشرقي أو ما يعرف كما هو شائع بالدبور الأحمر أكثرها انتشاراً وخطورة على النحل، وهو ذو لون بني محمرّ، يمتلك أجنحة شفافة مشرّبة باللون الأصفر، العيون المركبة سوداء اللون مع حزام أصفر واسع على البطن، يبلغ طول الذكر من 1 إلى 3 سم، والعاملات بين 2.2 – 2.6 سم، أما الملكات فيبلغ طولها 2.6 – 3.1 سم.
اقرأ أيضاً: الفأر الأزعر تسبب بحصاد المحاصيل قبل أوانها بالقنيطرة