ويذكر أن الحوكمة غير العولمة
سناك سوري- رام أسعد
نظرنا إلى بعض متفاجئين عندما قال لنا المدّرب “بشار”: «بصراحة، وحتى لا تضيعوا كثيراً، فالحوكمة هيَ أنتم، أو بشكل أدّق ما تفعلونه».
كان الحضور في ورشة العمل حول “الحوكمة”، التي لم نعرف لمَ حضرناها (جايين بروظة وتراكم خبرات ع أساس) متنوعاً ما بين رؤوساء دوائر حكومية، وموظفين رئيسيين في شركات خاصة، ونشطاء مدنيين يشغلون مسؤوليات قيادية في منظمات وفعاليات مدنية.
يتابع “بشار” حديثه قائلاً: «”الحوكمة”، هاد المصطلح الجديد ع لغتنا يلي على وزن “فوعلة”، ويلي رح تسمعوه كتير الأيام الجاية، (كونو بلشوا يفهموا أهميته) هو النشاط اللي عم تعملوه كإدارات، يعني مراحل صنع القرار بمؤسساتكم من تخطيط، لإتخاذ القرار، وصولاً لتنفيذه عالأرض، ومن بعدها تقييم الأداء والنتائج.. أو إذا بدنا نعرفها بشكل أكاديمي إلها تعاريف كثير، من هي التعاريف إنها: مجموعة القوانين والنظم والقرارات التي تهدف إلى تحقيق الجودة، والتميز في الأداء عن طريق اختيار الأساليب المناسبة والفعالة لتحقيق أهداف الشركة أو المؤسسة، أو المنظمة يلي عم تشتغلوا فيها».
يرفع “مهند” الموظف في شركة خاصة، يده ليسأل المدرب، السؤال الذي يدور في أذهاننا: «شو النفع من كل هالحكي، يعني شو عمل “الحوكمة” وأهميتها».
يجيب المدرب المتحفز: «الحوكمة اليوم هي أكثر أمر أساسي بعمل المؤسسات، سواءً كانت هالمؤسسة قطاع عام، أو خاص، أو مجتمع مدني، وهيي يلي بتضمن تنظيم عمل هالمؤسسة، ووضع القواعد لإدارتها والرقابة عليها.. وهيي بتوضع الإطار لاتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة على أساس الشفافية والمحاسبة (يلي منفتقر إلها بعمل مؤسساتنا)، وبتوضح وبتحدد أدوار العاملين بهي المؤسسة، بحيث كل عامل بيعرف المهمة الموكلة إلو، وما بيتدخل بعمل غيرو، وبتسمح للإدارة معرفة مواطن الضعف والتقصير. يعني فينا نقول “الحوكمة” ضرورية ضرورية». “أضرّ شي”..
تعالت نظرات الدهشة وعدم الفهم على وجوه بعضنا، لتطلب “أمل” الناشطة المدنية والمديرة التنفيذية، في إحدى المنظمات المدنية من المدرب تبسيط كلامه، أو ضرب مثال لتتوضح الصورة بشكل أفضل.
اقرأ أيضاً : على الحاجز حديث حول الجنس والجندر
ليجيب “بشار”: «لنفترض عنا مؤسسة فيها عدد من الموظفين، “عمران” هو أحد هالموظفين ومابيعرف مهمته بشكل واضح، فصار يعمل مع مهامه مهمات لرفاتو بالشغل، لاحقاً “عمران ” ارتكب خطأ لازم يتحاسب عليه، لكن كونه الخطأ صار بشغلة المفروض يشتغلها رفيقه، فالإدارة احتارت كيف لازم تكون آلية المحاسبة، ومع هيك عاقبته لـ “عمران”، بعدين الإدارة حبت تعمل تقييم للموظفين، وكونو ما في معايير واضحة، وصلت لعند “عمران” لتوقع الإدارة بنفس المطب يلي وقعت فيه سابقاً لما أخطأ “عمران”. كل هالفوضى بعمل المؤسسة لسبب واحد هو: عدم وجود قواعد حوكمة واضحة تحكم عمل هي المؤسسة.
مثال ثاني.. فلنفرض عنا منطقة معينة من مناطقنا، هي المنطقة فيها عدد من الفاعلين البلدية، ومنظمة مجتمع مدني وجهة عسكرية، الحوكمة هيي يلي بتنظم العلاقة بين هالفاعلين، وبتحدد إذا النشاطات يلي عم يقوموا فيها، ويلي بتأثر ع الحياة اليومية للمواطن، وبتمنع حدوث تضارب بين مهماتون ونشاطاتون، وهاد الشي بيتم من خلال قواعدها، ونظمها، يعني فينا نوصفها أيضاً بأنها “حكم رشيد”».
رفع “عمار” رئيس البلدية يده ليسأل “بشار”: «طيب “الحوكمة” كيف بتصير!، يعني كيف ممكن نقول إنو وصلنا لحوكمة».
ابتسم “بشار” ليجيب “عمار” مثنياً على سؤاله قائلاً: «الحوكمة ما ممكن تصير عنا هيك بجرة قلم، الحوكمة بالنهاية هي نتيجة لتخطيط دقيق وتنفيذ ذكي، وإيمان كبير من القائمين ع المؤسسة بأهمية هي المبادئ والقواعد، ودورها الكبير بتنظيم شغلنا لنوصل للهدف يلي بدنا ياه من كل قرار بيتم اتخاذه وتنفيذه …تمام شباب»!؟.
جاوبنا بصوت واحد: «تمااام».
ابتسم بشار ليقول لنا: «ضل شغلة قبل الانتقال للمحور التاني بالورشة.. “الحوكمة”، شي، والعولمة شي تاني بحياة كلشي، ما حدا يسألني إذا الاتنين نفس الشي».
اقرأ أيضا : ابن يحاضر بوالده عن المجتمع المدني والأهلي !!؟؟