محسوبتكم وبلا طول سيرة لا تربطها علاقة جيدة مع الأرقام بتاتاً بتاتاً، والرياضيات “يادوب نجحت فيه شحط”، لذا كان خياري الفرع الأدبي. وبعدها دخول الصحافة، للأسف اكتشفت مؤخراً أن دراسة الفرع الأدبي كانت تخولني لدخول عالم المال والمصارف والعمل الحكومي. (بس فيقة متأخرة).
سناك سوري-دارسة أدبي
حين يصدر المصرف العقاري قرضاً شخصياً موجهاً للموظفين بسقف 10 مليون على مدى سبع سنوات، وهو يعلم أن راتب الموظف بأحسن الأحول 200 ألف ليرة. (الهيئة التدريسية بالجامعة بتاخدو)، فأكيد من قام بالموافقة على القرض والسماح به وإقراره “دارس أدبي”.
للتأكد من نظريتي تلك تعالوا نحسب القرض وبدون فوائد على مدى 7 سنوات. بتقسيم 10 مليون على 84 شهرا يكون القسط الشهري 119 ألف ليرة، وهذا لسه ما ضفنا الضرائب التي من الممكن أن ترفع القسط إلى نحو 135 ألف ليرة.
اقرأ أيضاً: بعد قرض الـ100 مليون.. العقاري يصدر قرض الـ10 مليون “ما شالله الخزينة عمرانة”
فمن هو الموظف السوري الذي يكون مبلغ 135 ألف 40 بالمئة من راتبه؟. وهكذا يبدو أن القائمين على القطاع المصرفي دارسين أدبي.
وأما فيما يخص الحكومة، حين تمنح راتب لا يتجاوز 150 ألف ليرة، والمعيشة تحتاج لمليون ليرة فقط طعام وشراب، ومتر السجاد لدى مؤسساتها 72 ألف ليرة. ووووالخ الخ الخ. لابد أن تكون دارسة أدبي مثلها مثلي أنا التي أعجز عن تقسيم راتبي بطريقة صحيحة ليكفيني.
المطلوب الآن دورات سريعة من التنمية البشرية، دورات خاصة بالرياضيات وعلم الأرقام عسانا نصل إلى حل ما لأزماتنا المعيشية المستفحلة.
