الرئيسيةسناك ساخنيوميات مواطن

الحكومة تفصل موظفي “كفريا والفوعة” لأنهم لم يلتحقوا بأعمالهم في فترة الحصار!؟

إنو موظف تحت الحصار ما طالع بإيدو حتى يجيب أكل لعيلتو كيف كان بدها الحكومة يلتحق بالخدمة العسكرية.. الحكومة وقوانينها متى تصبح في صالح الشعب؟!

سناك سوري-خاص

ينتظر “هادي حاج صالح” من أهالي “كفريا والفوعة” تعميماً حكومياً يعيد إليه فرصة عمله في وزارة الزراعة، التي خسرها بعد أن تم فصله منها لانقطاعه عن الدوام، بسبب الحصار الذي كان مفروضاً على القرية من قبل الفصائل والكتائب الإسلامية المعارضة سابقاً، قبل أن يخرج أهالي القريتين بموجب اتفاق.

ومثله هناك 143 موظفاً من أهالي القريتين فصلوا من وظائفهم الرسمية لذات السبب، يروي “حاج صالح” لـ”سناك سوري” تفاصيل المشكلة قائلاً: «كيف نستطيع الدوام أو الإلتحاق بالخدمة العسكرية ونحن محاصرون، أنا مهندس زراعي موظف منذ عام 2009، وقد أصدر قرار فصلي وأنا تحت الحصار، وأرسل قرار استدعائي للخدمة الاحتياطية وأنا تحت الحصار».

“حاج صالح” كان أحد الأشخاص الذين خرجوا من القريتين المحاصرتين العام الفائت وهو ما يسمى “دفعة تفجير الراشدين” نسبة إلى التفجير الكبير الذي لحق بأبناء “كفريا والفوعة” الخارجين آنذاك، حيث أقام في مركز “جبرين” لمدة شهر واحد، قبل أن يتم توزيعهم على المحافظات، وتكون “دمشق” نصيبه، حينها لم يكن يدري أن عليه تبليغاً للإحتياط وحين علم بذلك قرر تأمين عائلته ثم الإلتحاق، فهو كما يقول: «لن أستطيع رميهم بسهولة والإلتحاق خصوصاً أنهم كانوا في مدينة جديدة لم يعتادوا الحياة فيها».

الموظف المفصول التحق بالخدمة العسكرية بعد 6 أشهر من مغادرة قريته، وقد أكمل عامه الأول في الخدمة العسكرية الاحتياطية، وخلال هذا العام أرسل طلبين رسميين لإعادته إلى وظيفته السابقة لحاجته لها، يضيف: «الطلب الأول تم رفضه لأني لم ألتحق بالخدمة بعد شهر على طلبي إليها، والطلب الثاني استغرق 5 أشهر لينتهي بالرفض أيضاً من قبل وزارة الدفاع لذات السبب، علماً أن الوزارة التي أنا موظف فيها راسلت وزارة الدفاع وأخبرتهم بوضعي في الحصار ولا أستطيع الإلتحاق بالخدمة الاحتياطية، لكن يبدو أن تلك الكتب الرسمية لم تصل في الوقت المناسب وأنا دفعت الثمن وخسرت وظيفتي».

“حاج صالح” يقول إنه وزملائه بحاجة إلى تعميم من رئاسة مجلس الوزراء خاص بالمفصولين من أبناء “كفريا والفوعة” لإعادتهم إلى وظائفهم انطلاقاً من ظروف الحصار التي كانوا يعيشونها وتجعلهم عاجزين عن الدوام أو الحضور للخدمة العسكرية.

اقرأ أيضاً: “كفريا والفوعة” طي صفحة الخوف من الذبح وفتح صفحة الشوق والحنين

أعطوه مهلة 6 أشهر ثم فصلوه قبل انتهاء المدة!

“حسن زين الدين” موظف آخر لاقى مصير زميله “حاج صالح”، يقول لـ”سناك سوري”: «أتى قرار فصلي بسبب تأخري عن الالتحاق بالخدمة الاحتياطية لمدة 6 أشهر، وقد قدمت طعن لوزارة الدفاع لكن لم يصلني الرد حتى الآن».

يؤكد “زين الدين” أنه وعقب خروجهم قبل عدة أشهر من “كفريا والفوعة” تم منحهم شهر إجازة عسكرية ليتدبروا أمورهم، قبل أن يعطوهم مهلة جديدة مدتها 6 أشهر صادرة عن طريق المكتب الوطني (الصورة أدناه) للالتحاق قبل أن يصدر قرار فصله خلال تلك المدة، ورغم أنه قدم تلك التفاصيل للجهة التي كان يعمل بها لتبرير عدم التحاقه بالخدمة العسكرية، إلا أنه تم صرفه من العمل .

“حاج صالح” التحق بالخدمة العسكرية منذ سنة وشهرين، فهو لم يرفض الإلتحاق بها، أما “زين الدين” فقد أُسقط تبليغه بموجب العفو الصادر الشهر الفائت، وحينها كان يستعد للإلتحاق بعد أن أمن عائلته، وهما نموذج لعشرات الموظفين المفصولين، الذين ارتأت الحكومة فصلهم وحرمانهم من وظائفهم بدل التعويض عليهم عن فترة الحصار التي لحقت بهم، فماذا كان يجب عليهم أن يفعلوا حينها، ولماذا يعاقبون على ذنب لم يقترفوه، هذا السؤال برسم الحكومة وقوانينها.

اقرأ أيضاً: حافلات “كفريا والفوعة” عالقة… والأهالي يعيشون أصعب اللحظات 

طردوه من عمله لأنه لم يلتحق بدوامه بينما هو تحت الحصار.. “شر البلية ما يضحك”!

المهندس “موسى علي حاج صالح” أحد أهالي القريتين المحاصرتين سابقاً، أحد الذين يقفون أمام مفارقة مؤلمة، حيث تم طرده من عمله كموظف في وزارة الداخلية في “إدلب”، بجرم “ترك عمل”، رغم أنه كان قد وضع نفسه بتصرف مخفر شرطة “كفريا” عقب فرض الحصار على القرية وعدم تمكنه من الالتحاق بدوامه في “إدلب”، أو في “حماة”، هنا يصح المثل القائل “شر البلية ما يضحك”، فكيف لشخص واقع تحت الحصار أن يلتحق بعمله.

“حاج صالح” قال لـ”سناك سوري” إن عليه دعوى قضائية بجرم ترك العمل، لم تنتهِ بسبب «وضع محاكمنا السيء جداً، وحالياً أجلها القاضي حتى تاريخ 18-11-2018».

طالب “حاج صالح” بكتاب رسمي إعادته إلى عمله مبرراً سبب انقطاعه عنه وموضحاً ما جرى معه، إلا أن الكتاب عاد مع الرفض من قبل وزارة الداخلية التي تحججت بعدم وجود شواغر بالملاك المدني للوزارة، فكيف ذلك إن كان أساساً موجوداً على رأس عمله سابقاً.

“حاج صالح” تحدث عن وجود زملاء له يعانون ذات المعضلة، وطالب أن يتم تسوية أوضاعهم بما يشابه ما حصل مع الموظفين من أهالي “عدرا العمالية” و”الغوطة الشرقية”، الذين انقطعوا عن وظائفهم بسبب سيطرة الفصائل على مناطقهم، ثم ما إن سيطرت الحكومة عليها مجدداً حتى تمت تسوية أوضاعهم وعادوا إلى وظائفهم القديمة.

أهالي القريتين المحاصرتين الذين أمضوا سنوات وهم تحت الحصار، دون طعام أو شراب أو دواء، لم يكونوا يتوقعون أبداً هذه النهاية وفصلهم من عملهم بهذه الطريقة المخزية، فهل تستفيق الحكومة لوضعهم وتستذكر ما عانوه وتعيدهم إلى وظائفهم وتعيد الاعتبار والاحترام لهم.

اقرأ أيضاً: إجلاء أهالي “كفريا” و”الفوعة”.. ومختطفو “اشتبرق” إلى الحرية!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى