
مزارعون خائفون من الخسارة هجروا زراعة القطن.. الذهب الأبيض كان يغطي الجزيرة السورية قبل الحرب
سناك سوري-عبد العظيم العبد الله
رغم كل الانتكاسات والإهمال، يُصرُّ المزارع “خليل سيد صالح” على زراعة أرضه بمحصول القطن، فبالنسبة إليه هذا المحصول إرث عظيم للجزيرة السورية ولا سبيل للاستغناء عنه مهما كان السبب.
خسر “صالح” ابن محافظة “الحسكة” العام الماضي 4 ملايين ليرة سورية في محصوله بسبب الحشرة التي قضت على قسم كبير من القطن، لكنه في الوقت ذاته اعتاد أن يزرع أرضه منذ 30 عاماً بالذهب الأبيض الذي يعشقه كما يقول، وسوف يستمر حتى النهاية، يضيف لـ”سناك سوري”: «نسبة قليلة جداً فقط في منطقتنا تحافظ على زراعة هذا المحصول، فالمواد الأولية غير متوفرة وإن توفّرت تكون غالية جداً، شبه غياب للدعم والاهتمام».
يثق “صالح” بأن زراعة القطن في “سوريا” ستعود للإزدهار مهما طال الزمن، وبحسب حديثه فإن الموسم «قد يمرض لكنه سيعود للإنعاش والزراعة بمساحات كثيرة ولو بعد حين، ولن يموت».
مزارعون خائفون
خوفُ بعض المزارعين من صدمة العام الماضي في تضرر محاصيلهم، كان سبباً مباشراً لانخفاض المساحة المزروعة بالقطن هذا العام، مقارنة بالعام الماضي والسنوات السابقة، وهو ما حصل مع المزارع “غالب عباس” الذي لم يزرع هكتارته الـ100 بالقطن، هذا العام بعد أن خسر 4 ملايين ليرة العام الفائت لإصابة محصوله بحشرة الديدان.
“عباس” يؤكد أن الهكتار الواحد كان ينتج بقدر عشر هكتارات قبل الحرب لتوفر كل مستلزمات القطن، يضيف: «الهكتار الواحد كان ينتج 500 كغ من القطن، أمّا الآن فهو ينتج فقط 100 كغ فقط، والفرق واضح».
اقرأ أيضاً: الحكومة توصي بدعم القطن… هل يستعيد ذهب “سوريا” الأبيض بريقه
زراعة “الحسكة”: المحصول جيد
المهندس “رجب السلامة” رئيس دائرة زراعة “الحسكة” لم يُخفِ وجود رهبة وخوف لدى عدد من المزارعين واعتكافهم عن زراعة القطن هذا العام، مضيفاً أن «المساحة المزروعة انخفضت إلى 3075 هكتاراً على مستوى الحسكة، وتقديرات المؤسسة أن يكون الإنتاج 12 ألف طن، طبعاً الماضي كانت المساحة المزروعة 8600 هكتاراً».
“السلامة” طمأن المزارعين بأن محصول هذا العام بحالة جيدة جداً، وقد بدأت مرحلة تفتح الجوز، ولم تتعرض لأي أذى أو إصابة حتى تاريخه، كما حصل الموسم الماضي حين أصيب الموسم بالديدان.
يؤكد رئيس دائرة زراعة “الحسكة” أن مساحة الأراضي المزروعة بالقطن في “الحسكة” انخفضت كثيراً خلال سنوات الحرب حتى باتت ضمن مساحات صغيرة قياساً بما مضى، وسبب ذلك بحسب حديثه «عدم توفر مستلزمات الإنتاج من سماد وبذار ومازوت، وارتفاع تكاليف الإنتاج بالسوق المحلية، والأصعب عدم وجود مراكز استلام بالمحافظة، ما يضطر الفلاح تسويقه إلى المركز بمدينة حماة».
“السلامة” رأى أن سعر استجرار محصول القطن المحدد بـ360 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد جيد، مضيفاً أن وزارة الزراعة قامت بخطوات مهمة لدعم هذا المحصول
«من خلال إعادة إنتاج الأصناف المعتمدة عالمياً للقطن، عبر دائرة أبحاث القطن، وبدء تأمين تلك الأصناف من البذار لكل محافظة على حدة، وستنجز تباعاً».
اقرأ أيضاً: إهمال “الحكومة” يشجع تجار القطن على التهريب!