حواضن تراثية على الطريقة الصينية، والحرفيون المهرة خارج الحدود
سناك سوري – متابعات
رغم حصول الحرف السورية التراثية في غالبية شهور السنة على جوائز عالمية كان آخرها في “الهند”، والجزائر”، إلا أن هذه الحرف تعاني من وطأة الحداثة والهجرة، واندثار بعضها، وسرقة بعضها الآخر بطرق مزورة تظهر خارج الحدود، ما جعل العمل بها يحتاج إلى دعم من نوع خاص.
يؤكد “ناجي الحضوة” رئيس الاتحاد العام للحرفيين في حديث مع صحيفة “البعث” المحلية، على ضرورة التوثيق عبر الإسراع بإصدار تشريع لـ”المكتب الوطني للحرف التراثية” يكون مخوّلاً بإصدار صك الملكية للحرف التقليدية المتميزة، بالإضافة للتسويق الداخلي الخارجي، يضيف: «نسعى للاستفادة من التجربة الصينية الخاصة بإنشاء “الحواضن” للحرف التراثية في منطقة “دمر” لتكون بمثابة مجمع تربوي تعليمي تأهيلي إنتاجي للحرف التقليدية والتراثية، ويتضمن أماكن للتسويق الداخلي والخارجي، على أن تنطلق التجربة بشكل أفقي بكافة محافظات القطر».
الحفاظ على الصبغة التاريخية والأثرية للحرف السورية، وإلقاء المزيد من الألق عليها لتعزيزها، والحفاظ على ديمومتها، واستمراريتها، وحمايتها من الانقراض، هي الهدف من الحواضن. خاصة مع هجرة الحرفيين المهرة، والتأسيس لجيل جديد من الحرفيين كما قال “عصام الزيبق” رئيس اتحاد الجمعيات الحرفية بـ”دمشق” الذي تطرق إلى تأسيس “مجلس شيوخ الكار” في “دمشق” للحفاظ على هوية القطعة، وأضاف: «سيتم منح رواتب للمدربين والمتدربين، بالتوازي مع تضمين الحاضنة التي سجل فيها حتى تاريخه 80 “شيخ كار” أسواقاً لبيع المنتجات، وستعمم على مختلف المحافظات لتكون في كل واحدة حاضنة».
ونوّه “الزيبق” إلى أن المهن الشرقية باتت ترفيهية، ويتم الحفاظ عليها كتراث سوري، وبالتالي فإن الحرفي لا يحصل على الدعم الكافي، ففي معرض “دمشق الدولي” أُعطي الحرفي 3 آلاف ليرة مع تحميله أجور النقل، علماً أنه من الواجب أن تكون على حساب الجهة العارضة، وغياب التنسيق المباشر مع الاتحاد العام للحرفيين جعل اصطياد الحرفيين من خارج الاتحاد مشاعاً في اللقاءات والاجتماعات والمعارض، وهذا ما يسبب ضعفاً في العمل. (وهو ما يجعل هؤلاء يلعنون الساعة التي ورثوا حرفتهم من أجدادهم) سناك سوري.
اقرأ أيضاً: “عكاش” حرفي يجاهد للحفاظ على حرفته في صناعة البسط اليدوية
وذكر الحرفي الشهير “فؤاد عربش” حالة السرقة واللصوصية التي تمارسها بعض الدول على الحرفي السوري، حيث يفاجأ بأبخس الأجور، حين يذهب إلى المغترب للعمل حيث يعاني من أمور كثيرة أبرزها، وضع كاميرات مخفية بغية سرقة طريقة العمل دون أن يشعر.
وبين “عربش” رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية أن «البلدان المجاورة لا تملك “شيوخ كار”، وهم يفتقدون اليد الخبيرة، وما انتشار التجار اللبنانيين في الأسواق المحلية، واستقطاب الأيدي الماهرة سوى دليل على افتقادهم الإبداع الذي يملكه السوري، ولكن عدم لحظ الحكومة لأهمية الحرف التراثية التي تزاول عملها في العشوائيات ومناطق المخالفات، ساهم بهذا الوضع المزري الذي يعانيه الحرفي حالياً».
الحرفيون السوريون يواجهون كل الأخطار، وما زالت الحلول على ورق، فإعادة الإعمار التي تعمل الحكومة على استثمارها يجب أن تركز على الإنسان أولاً، علماً أن هناك مشروع في “دمشق القديمة” منذ سنوات لإنشاء “قرية تراثية” تم استملاك عقاراتها من قبل محافظة “دمشق”، وتسليمها لشركة “دمشق القابضة”، على أمل أن ينجو التراث السوري من الاندثار.
اقرأ أيضاً: دمشق القابضة .. تحكم قبضتها على حي أثري في العاصمة