الجنوب السوري يعود إلى البناء بالبازلت.. أرخص وأشد متانة
الأحجار البازلتية تعطي أهالي الجنوب السوري فرصة لإعادة إعمار بيوتهم..
سناك سوري – شاهر جوهر
يرى”أبو هشام” أحد أبناء محافظة “القنيطرة” الذي اختار بناء منزل جديد لابنه من الحجر البازلتي أن هذا الحجر الذي تجود به الطبيعة في مناطقهم نعمة يجب استغلالها، ويقول في حديثه مع “سناك سوري” : «عندما سيطرت الحكومة على المنطقة قررتُ بناء منزل صغير لولدي، لكن ارتفاع أسعار مواد البناء الإسمنتية أضعافا دفعني لاعتماد الأحجار البازلتية بدلاً منها فهي أقل كلفة».
تصل كلفة بناء المتر الواحد من البلوك والرمل والإسمنت ما يقارب 19 ألف ليرةٍ سورية، بينما تأخذ ورشة البناء بالأحجار البازلتية 6 آلاف ليرة سورية، كما أن استعمال الأححار البازلتية يقلل من الأعمدة الإسمنتية لقوتها في حمل السطح الإسمنتي مهما كان وزنه.
اقرأ أيضاً:سوريا… مواطنون يعيدون تدوير الأدوية لعلاج مرضى آخرين
يمتاز الحجر البازلتي بمقومات تدفع السكان لاستخدامه، حسب ما أكده المهندس “سالم المطلق” فالحجارة البازلتية عازلة للحرارة في الصيف وللرطوبة في الشتاء، و تمتاز بالديمومة بمعدل يفوق المائة عام، فهي مقاومة للاهتراء، وللحريق وللعوامل الكيميائية كالأحماض والقلويات، وهي قوية وقادرة على التحمّل.
يوضح “عمر” 34 عاماً من محافظة “القنيطرة” والذي يمتلك ورشة بناء يدوية لقص الحجر طريقة عمله في هذا النوع من البناء فيقول:« لا أعتمد في عملي على آلات أو ما شابه، بل أحمل مطرقتي الثقيلة وأقص الحجارة و أنقلها عبر جرار إلى المكان الذي أريد البناء فيه».
اقرأ أيضاً:عُقَل الزيتون مشاريعٌ لجامعيين لم يجدوا عملاً باختصاصاتهم
الطلب يزداد يوما بعد يوم على ورشة البناء التي يعمل فيها “عمر” ويضيف:« لدينا أربعة أنواع من الحجارة في هذه المنطقة “حجر الخفّان” وهو بركاني و لا يستعمل سوى في فرش الأرضيات بعد طحنه، والحجر “المخشرم” ويستعمل في بناء الزرائب والخانات، لأنه لا ينفلق بشكل مستقيم وأملس، والحجر “العلّاكي” وهو نوع من الأحجار البازلتية القاسية جداً، إنه جيد للبناء لكنه متعب، حتى بعض آلات قص الحجر أحيانا تعجز عن قطعه، لهذا نلجأ لنوعية محددة من الحجارة وهي “البلورية”، فالحجر البلوري ناعم وأملس ويشع لمعاناً وبريقاً».
يذكر أن الحرب دمّرت قرابة 60% من البنى التحتية والمنازل في جنوب البلاد كما زادت العقوبات الاقتصادية والحصار المفروض، الوضع الاقتصادي سوءاً، ما أدى إلى ارتفاع أسعار مواد البناء الإسمنتية، فضلاً عن ندرة توفرها.
اقرأ أيضاً:آخر رسائل الجنوب – شاهر جوهر