إقرأ أيضاالرئيسيةحكي شارع

الجنوب السوري.. عيد بنكهة الحرب والترقب!

العيد ساعد “محمد” في كسب بعض النقود، وساعد “سلمى” بالتمتع قليلاً بالمراجيح واللعب

سناك سوري-شادي بكر

يجد “محمد” أحد أهالي الجنوب السوري في عيد الفطر موسماً جيداً للحصول على بعض النقود الإضافية لأسرته في ظل الأوضاع المعيشية في المنطقة الخاضعة للحرب منذ أكثر من 7 سنوات، كما كل المحافظات السورية الأخرى.

بالقرب من الساحة الرئيسية لمقام الإمام النووي في مدينة “نوى” (شمال غرب درعا)، يقف ”محمد“ وقد لوّحت وجهه الشمس بيومها الثالث على التوالي من أيام عيد الفطر، بعد أن قام بنصب مجموعة من المراجيح والألعاب التي تنصب على عجل في الساحة ليلهو فيها الأطفال لقاء أجر مادي رمزي يسد فيه احتياجات عائلته المتزايدة، وذلك في ظل انعدام فرص العمل في المدينة، وبنفس الوقت حتى يورث الأطفال فرحة العيد التي نغّص فرحتها طرفي الصراع في البلاد بعد فترة من الضغوط والتجاذبات الإقليمية والمحلية طوال الأشهر الماضية من العام الجاري.

يقول محمد لـ ”سناك سوري“: «أنا من هذه المدينة، ويعتبر العيد بالنسبة لي ولغيري فرصة جيدة لكسب الرزق الذي أحصل عليه من تأجير المراجيح والألعاب للاطفال، فالحياة هنا قاسية جداً، فرص العمل نادرة والأسعار مرتفعة لغاية لم يعد يتحملها أحد، وهذا ما يتطلب منا العمل ليل نهار لسد احتياجاتنا».

اقرأ أيضاً: العيدية.. منعتها الحكومة فحُرم الأطفال منها!

بالنسبة لـ “سلمى” الطفلة الصغيرة فهي تمتلك القليل من الليرات التي ستنفقها على فرح العيد البسيط هنا.. المراجيح التي تستقطب الأطفال وليراتهم القليلة بحثاً عن طفولة تنتظر منقذاً لها من الحروب وتبعاتها، تقول: «بحب العيد لأنو منلعب كتير ومناكل شغلات طيبة كمان».

تجلس ”أم هيثم“ بالقرب من المراجيح وقد استظلت من حرارة الشمس تحت أحد المحال التجارية القريبة، تجلس على قطعتين من الإسمنت وهي تراقب بفرحة قلقة ابنتيها وهما تلعبان ببراءة في المراجيح، تقول: «إنها فرحة منقوصة، ضحكات بناتي تنسيني هموم الدنيا، لكن ما يقلقني أن يبدأ النزاع فجأة كما حصل في المدن المجاورة البارحة، وتبدأ القذائف بالسقوط، فهذه الحرب لا تعطي أي اعتبار لفرح الأطفال، إنها تحزنهم فقط».

وذلك في إشارة الى ما حصل أول أيام العيد الجمعة الفائت، حيث سقط 6 ضحايا من المدنيين بينهم أطفال، في قصف كثيف استهدف قراهم بريف “درعا” الشمالي الغربي، وبينما راح الأهالي يدفنون جثث أطفالهم، راحت المعارضة والحكومة يتبادلان التهم فيمن نفذ القصف كما جرت العادة.

“أبو يحيى” لا يألف العيد أبداً يقول إنه لم يعرفه طيلة سنوات الحرب، يضيف: «عيدنا حين تنتهي الأمور بخير، حين تتنازل الحكومة قليلاً وتهبنا المعارضة والفصائل بعض الرحمة رأفة بحالنا، وقبل ذلك لن يطرق العيد أبوابنا مهما انتشرت المراجيح أو لعب الأطفال».

اقرأ أيضاً: سوريون يفتقدون حتى زيارة أضرحة أحبائهم الذين أخذتهم الحرب!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى