بعد أن أصبح عدد أعضاء منتسبي أحزابها لايتجاوز عدد أصابع اليد… الجبهة الوطنية التقدمية وصلت إلى مرحلة النضوج
سناك سوري – دمشق
يبدو أن “الجبهة الوطنية التقدمية” قد كبرت وتجاوزت مرحلة المراهقة بعد 45 عاماً من عمرها المليء بالإنجازات السياسية والاقتصادية على مساحة الوطن الكبير، وهو ما أكده “هلال الهلال” الأمين القطري المساعد لحزب “البعث” في افتتاح المؤتمر العاشر للجبهة في فندق “صحارى”، مضيفاً أن التجربة وصلت الى مرحلة من النضوج، وهي تتطلّب المتابعة والتطوير نحو مزيد من الارتقاء النوعي.
وركز “الهلال” المولع بالعروبة خلال المؤتمر: «أن نضوج التجربة الجبهوية، هو بحد ذاته عامل مهم يدفعنا لتحمّل مسؤولياتنا كاملة، تجاه شعب من أعظم الشعوب، وتجاه “أمة عربية” لا يمكن إلا أن تستعيد مجدها مهما كبرت التحديات، مادام في صدرها قلب ينبض بالعروبة». دون أن يوضح كيفية الحفاظ على “العروبة” بعد أن قطعت غالبية الدول العروبية علاقاتها مع “سوريا”، وكيف يمكن النهوض بالجبهة التي لا يعلم عنها شيئاً الشعب السوري الذي وصفه بالعظيم سوى أنها مجموعة أشخاص شكلوا أحزاباً لا عمل لهم سوى المستحقات المالية، والمناصب الوزارية الثانوية كجوائز ترضية، دون تشاركية حقيقية مع “حزب البعث” الذي ما زال المتحكم بكل شيء على أرض الواقع، حتى أن أعضاء هذه الأحزاب لا يتجاوز أصابع اليد في بعض المحافظات مايطرح تساؤلات عن فاعليتها أصلاً وتمثيلها.
“هلال” الذي بدا متحمساً في المؤتمر أطلق تصريحاً غريباً قال فيه: «إن الجبهة مفتوحة أمام الجميع، وهي ستبقى قابلة للتطوير أفقياً وعمودياً، من حيث عدد المؤتلفين فيها، وفي صيغ عملها وأدائها، لأنها تؤمن بالوحدة الوطنية في التعدّد لا في التفرد». طبعاً وقف المجتمعون مدهوشين من عبارتي “أفقياً وعامودياً، وكذلك التعدد لا في التفرد”؟.موقع سناك سوري.
ولم ينسى “هلال” العمل الكبير الذي ينتظر الجبهة بعد النصر على الإرهاب في تعزيز المصالحات الوطنية، وإعادة الإعمار، وتعزيز الوحدة الوطنية، والأهم إعادة إعمار النفوس: «فهو الأهم بالنسبة لنا كأحزاب ونقابات شعبية وقوى مختلفة، لأن مهمتنا إعادة بناء الوعي على أساس تمتين الثقافة الوطنية والقومية وثقافة المقاومة، وتعزيز الشعور الجمعي بالخير العام، وتحفيز الهمم للنهوض الشامل بعد النصر».يعني الجبهة يلي ما اشتغلت شي بالحرب بدها تبلش عمل بعد نهايتها!!؟؟.
إقرأ أيضاً الجبهة الوطنية التقدمية تجتمع بعد عقود على تأسيسها لمواجهة الفكر الرجعي!!
وجاء هذا المؤتمر ليعيد إلى الواجهة “وزير الإعلام” السابق “عمران الزعبي” ولو مؤقتاً كونه نائب رئيس “الجبهة الوطنية التقدمية”، بخطاباته العصماء المطولة المفعمة بالأمل، حيث قال: «انعقاد هذا الاجتماع يأتي تكريساً لمبدأ وقواعد وروح ميثاق “الجبهة الوطنية التقدمية” ونظامها الأساسي، بهدف التأكيد على دورها وصيغتها من جهة، ومحتوى نضال أحزابها وحراكهم الوطني الجمعي من جهة أخرى». دون أن يوضح ماهية هذا النضال والحراك الجمعي، وما الذي خلفه على الأرض وسمح للمواطنين السوريين بتبنيه.
ومن هذه النقطة أيضاً أضاف الرجل الذي كيلت له طوال فترة توليه “وزارة الإعلام” العديد من الانتقادات: «لذلك نالت هذه الأحزاب وبسبب من أيديولوجياتها التقدمية واليسارية والقومية والوطنية حصة كبيرة من الدعم والتأييد الشعبي، وشكّلت مع بعضها البعض، وعبر الجبهة، جداراً قوياً وصلباً في التصدي لمفردات الخطاب الرجعي والطائفي والمذهبي والإثني، ونجحت في التصدي للعدوان الصهيوني وللمشاريع التي يحلم العدو بتنفيذها على الأرض السورية».موقع سناك سوري.
وعلى ما يبدو فإن “الزعبي” لا يتابع الأخبار بشكل جيد، ولا تصله التقارير مثل السابق عن الوضع الداخلي السوري الذي باتت أرضه عرضة للتدخلات من كل حدب وصوب، حيث أنهى خطابه بالقول: «إن الجبهة ترفض مطلقاً أي مس بالدستور السوري النافذ إذا لم يكن مبنياً ومتمخضاً عن إرادة الشعب السوري وفي الداخل السوري، وبنقاش السوريين فقط ولا أحد غيرهم. كما نرفض أي إملاء أو تدخل خارجي في الشأن الوطني السوري، وسنقف ضده بكل الوسائل المتاحة، وإننا نرفض بشكل قاطع أي دور أمريكي أو بريطاني أو فرنسي أو تركي أو خليجي في “سوريا”».موقع سناك سوري.
هذا وقد تناول المؤتمرون طعام الغداء في فندق صحارى الهادئ، وعادوا بسياراتهم الفارهة إلى أرض الوطن بخير ويمن وسلامة، لكي يتابعوا نضالهم ضد كل من تسول له نفسه الاعتداء على حرمة الوطن.
إقرأ أيضاً حزب البعث وصل بالتنظير إلى “العالمية”!