ظهرت إصابات بالتهاب الكبد في محافظة “حماة” تحديداً في قرى بمنطقتي “الغاب” و”سلحب” بريف “حماة”. وهو السيناريو الذي تكرر في عدة مناطق سوريّة خلال السنوات القليلة الفائتة، الذي كانت المياه المتهم الرئيسي فيه نتيجة تعرضها للتلوث.
سناك سوري-متابعات
وذكر مواطنون في قرى “طاحون الحلاوة” و”ساقية نجم” و”عين الورد” و”الرميلة” في منطقة “الغاب”، كذلك “العوينة” في “سلحب”. أن هناك إصابات بالتهاب الكبد ظهرت مؤخراً بينهم خصوصاً لدى الأطفال. وبحسب “الوطن” المحلية، فإنهم رجحوا أن يكون تلوث المياه نتيجة اختلاط مياه الينابيع بالصرف الصحي هو السبب أو ربما يكون تناول خضراوات تروى بمياه الصرف.
ومن الواضح وجود مخاوف حقيقية لدى أهالي تلك القرى، بزيادة عدد وحدة الإصابات إذا لم تسارع الجهات المعنية بالتصرف واتخاذ القرارات المناسبة لتطويق الإصابات وإيجاد السبب لوضع حل للمشكلة.
حالات إصابة بالتهاب الكبد الوبائي في حماة، والمواطنون يعتقدون أن المياه الملوثة أو الخضار المروية بمياه الصرف السبب.
المياه ليست سبباً حتى قبل صدور النتائج!
عضو المكتب التنفيذي لقطاع الصحة في محافظة “حماة”، “سناء المصري”. قالت إن فرقاً من الصحة والمياه والهلال الأحمر السوري قطفت عينات من المياه لتحليلها جرثومياً. مشيرة أن النتائج لن تظهر قبل 48 ساعة، ليستطيعوا التأكد إن كانت المياه هي السبب أو غيرها.
لكن رئيس المنطقة الصحية في “السقيلبية”، الدكتور “محمد نيشي”. إنه كطبيب يجزم بأن المياه ليست سبباً ولو أنها كذلك لكانت الإصابات بكل العائلة، بينما الإصابات متفرقة في القرى وليست جائحة بجميع المنازل. متوقعاً أن تكون الإصابات نتيجة عدوى وافدة وتبادل الزيارات في الصيف.
وشخّص “نيشي” الإصابات في محافظة حماة بأنها التهاب الكبد الوبائي A، مشيراً أنه تم معالجة بعض الحالات. وأضاف أنهم قطفوا عيّنات من كل مصادر الشرب بالمنطقة. وتبيّن أنها من ناحية الكلورة طبيعية تماماً، لذا تقرر إرسال عينات لتحليلها جرثومياً.
رئيس المنطقة الصحية في “السقيلبية”، الدكتور “محمد نيشي” يجزم بأن المياه ليست سبباً ولو أنها كذلك لكانت الإصابات بكل العائلة.
تكرر حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي
وتكررت إصابات التهاب الكبد الوبائي بشكل كبير خلال الأعوام الأربعة الماضية، وكان لمحافظة حماة حصة كبيرة من تكرار الإصابات. ففي 2023، قال مدير المنطقة الصحية في “مصياف“، “معد الشوباصي”، إنه تم تسجيل نحو 100 حالة إصابة في قرية “حيالين”. ورجّح في تصريحات نقلتها شام إف إم المحلية أن تكون المياه الملوثة هي السبب.
كذلك اعتبر “الشوباصي” وقتها أنه ربما يكون الزلزال أحد أسباب انتشار الإصابات، كونه أحدث تشققات في الأراضي ما أدى لاختلاط مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي. كما يقول مدير المنطقة الصحية.
وفي شهر آب من العام 2020، تم تسجيل نحو 60 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي في “وادي العيون” القريبة. ورجح “الشوباصي” حينها أن تكون المياه الملوثة هي السبب. ليقول مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب في “حماة” “مطيع العبشي” حينها إنه من المرجح أن تكون الينابيع غير المستثمرة سبب الإصابات لكون بعض الأهالي يستخدمونها في الشرب.
تكررت حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي بشكل كبير وبعدة محافظات سوريّة خلال السنوات الأربع الفائتة.
وخلال 2022 سجلت محافظة درعا أكثر من 900 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، كذلك وصلت الإصابات إلى محافظة طرطوس بالعام ذاته. وفي العام 2021 سجلت محافظة اللاذقية عدداً من الإصابات، كذلك حمص وريف دمشق.
استمرار تكرار ظاهرة التهاب الكبد الوبائي والتي غالباً ما يكون تناول شيء ملوث سبباً لها. من المفترض أن تُلزم الجهات المعنية سواء الصحة أو الوحدات الإدارية ومؤسسات المياه للبحث عن الأسباب ومعالجتها قبل أن تتطور الإصابات لدرجة خروجها عن السيطرة.