الرئيسيةتقاريرشباب ومجتمع

تنمية إدارية: نظريات حمصية في عالم الإدارة

“لا يوجد إداري ناجح وإداري فاشل. بل هناك إداري يُراد له أنْ يكون ناجحاً. وإداري يُراد له أنْ يكون فاشلاً فالأول يتم مباركة كافة تصرفاته وحماقاته من قبل المستوى الأعلى والأدنى. والثاني يتم انتقاد وتسخيف نجاحاته من قبل المستوى الأعلى والأدنى ”

سناك سوري – بشار مبارك

بهذه الكلمات يقدم “أبو هادي” وهو خريج المعهد الوطني للإدارة نظريته الجديدة في الإدارة. وعلى الرغم من أنّ هذه النظرية تخرج عن نظريات مدارس الإدارة الحديثة وتطبيقاتها في العديد من دول العالم. إلّا أنها تبدو أكثر النظريات قرباً وملامسة لواقع الإدارة في قطاعنا العام. في ظل إقصاء وتهميش الكفاءات والخبرات لحساب أصحاب النفوذ والحظوة وغيرهم من المتملقين والمتسلقين الذين تبوأوا مفاصل القرار فيه. إلّا بعض الاستثناءات هنا وهناك.

يتابع “أبو هادي” شرح نظريته بأنّ الفرق بين كلا النوعين هو باختصار الفرق ( بين يلي الو حدى ويلي ما الو حدى ). منضماً إلى الآلاف والآلاف من الكفاءات المغيبة (ما إلها حدى) التي حلمت يوماً بأنْ يكون لها حضورها وبصمتها في تقديم خلاصة علومهم وخبراتهم. وتحقيق تنمية إدارية حقيقية يحتاجها البلد اليوم أكثر من أي وقت مضى. فكان أنْ حلت الخيبة والاحباط وهم يرون طروحاتهم وأفكارهم عرضة للاستهلاك الإعلامي والبروظة من قبل مدرائهم الذين يمارسون إدارتهم بقوة (الحدى) لا بقوة ما يملكون من مؤهلات وصفات قيادية وإدارية. في ظل غياب أي رؤية أو قرار من قبلهم لوضع هذه الطروحات والأفكار موضع التنفيذ الفعلي.

اقرأ أيضاً: سابقة هي الأولى من نوعها تُعلن عنها وزارة التنمية الإدارية

صديقنا “أحمد أبو هادي” الحائز على شهادة عليا في الإدارة العامة من المعهد الوطني للإدارة العامة بدمشق. وقد أمضى فيه سنتين بين قاعاته ومدرجاته وعشرات الدراسات والأبحاث. فضلاً عن التدريبات العملية التخصصية واللقاءات مع الخبراء والأكاديميين. كانت أحلامه حينها لا تعرف حدوداً قبل أنْ يستيقظ على واقع أنّ الشهادة التي حصل عليها تحولت إلى صك إدانة ومحاربة من قبل من وجدوا في أمثاله خطراً وجودياً على كراسيهم وامتيازاتهم.

فلم تفلح عشرات التعاميم والبلاغات “بضرورة الاستفادة مما تحصلوا عليه من علوم ومعارف. وإسناد المهام الوظيفية التي تتناسب مع تأهيلهم الإداري عال المستوى”. في تغيير هذا الواقع. حتى وزارة التنمية الإدارية التي استبشروا فيها خيراً لم تحقق في عهد وزيرها الأول شيئاً ويبدو أنّ الخيبة والغصة ستكون أكبر في عهد الوزارة الثانية. التي ولأخذ العلم تتولاها خريجة الدفعة الأولى من هذا المعهد “د. سلام سفاف”.

صحيح أنّ عدداً من خريجي المعهد أسندت إليهم مهام وظيفية رفيعة المستوى في عدد من وزارات ومؤسسات الدولة. إلّا أنّ هذا على أهميته لا يشكل إلّا استثناءً لما ذكرناه ولا يتعدى في كثير من هذه الحالات حدود العاصمة دمشق وذلك بسبب تركز الوزارات والمؤسسات والهيئات فيها
في حين بقي من اختار العمل في مكان إقامته في باقي المحافظات يحارب لينال فرصته في أنْ يكون له مكان تحت الشمس.

اقرأ أيضاً: بسبب تعليق فيسبوك يخص وزير التموين.. منع الزاوية الأسبوعية للصحفية لينا ديوب

من أمام محله الصغير الذي وجد به وسيلة لاستثمار معارفه في الإدارة. يختزل “أبو هادي” قصة الكثير الكثير من كفاءات وخبرات تستنزفها هذه البلد لتضاف إلى فاتورة الدم والغربة التي تدفعها من خيرة شبابها. و يبتعد أمام همومه المعيشية والحياتية عن طروحات الإصلاح والتنمية الإدارية. وهو يرى الفساد يضرب مختلف جوانب وقطاعات العمل في مدينته التي يحب. فيدرك أنّ لا إصلاح قبل تغيير يُعتبر اليوم ضرورة أكثر من أي يوم مضى في ظل استفحال ما أسماه زميل آخر له على صفحته في فيسبوك (الاقطاع الإداري) المتجذر في محافظة حمص.

هكذا أصبح العالم الافتراضي متنفساً بين هؤلاء الخريجين للتواصل وتفريغ همومهم وابتكار نظريات جديدة في الإدارة قد تكون أخر صرعاتها مع أسماه بعض المفسبكين (التشبيح الإداري). وهو لا يخرج عن مفهوم التشبيح الذي أصبح مفردة متداولة ومفهومة المعنى عند الجميع. لجهة إساءة استعمال النفوذ والسلطة وممارسة التعالي والسطوة دون وجه حق. يُضاف لها وضع كل ما يوجد من إمكانات لخدمة المصالح الشخصية في ظل نمط علاقات مشوه قائم على مفهوم التبعية والواسطة وشراء الذمم والولاءات.

ذات مرة وفي معرض الحديث عن واقع الإدارة وهمومها في محافظة حمص. سأل أحدهم:

اقرأ أيضاً: الزامل: المدير الذي قال عن عامل مات “الله لا يرده” سيحاسب

هلأ بصير أنْ ما في مؤسسة إلّا وفيها ناس نظيفة تضل مغيبة وشغلها مو مبين … بصير ناس على امتداد كل هالأزمة ما عملت شي إلا أنها فاقمت الأزمة وبعدها دون أي مساءلة … بصير في ناس معروفة علناً بفسادها مازالت بمواقعها .. وناس عندها ملفات تفتيشية وعقوبات بتترفع وتستلم…

جاوبته بنكتة عن واحد سأل الشيخ بالجامع

شيخي بتصير الصلاة بدون وضوء

ولما جاوبه مستنكراً طبعاً ما بتصير

قال له: شو رأيك جربتها وصارت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى