“التكهف” شمال سوريا خطر يهدد حياة السكان

المنازل تصدعت والمهندس “عزت سليم بك”: “التكهف يضعف التربة”

سناك سوري – محمد مير سعادة

وقع انهيار صباح أمس في حي الكهرباء بمدينة “رأس العين” شمال سوريا نتيجة الأمطار الغزيرة التي تساقطت على المنطقة وترافقت مع “تكهفات” في التربة.

حيث حدث انهيار ضمن منزل الراحل “معمو عز الدين” المعروف بـ “صغير” وقُدّر قطر الحفرة بـ 15 متر وعمق 25 متر وأدت أيضاً لتصدع ما يقارب عشرة منازل مجاورة.

حالة التكهف هذه ليست الأولى من نوعها، حيث شهدت المنطقة حالة مشابهة قبل قرابة 10 سنوات.

يقول اختصاصي التربة “داوود عزت سليم بك” لـ سناك سوري إن انهيار التربة الذي حدث أمس أدى لتضعضع الأساسات وبالتالي تعرض المنزل لتشققات كبيرة، سوف تؤدي لانهياره عاجلاً أم آجلاً، إضافة لتضرر بعض المباني المجاورة وحدوث هبوطات في الطريق الإسفلتي.

“سليم بك” عزا الانهيار إلى “تكهف” حصل تحت المنزل المبني على أرض رخوة، مشيراً إلى أنه تكهف صخير متجه نحو الجهة الجنوبية إلى العمق الأرضي من المدينة.

اقرأ أيضاً: طرطوس: نزوح 20 عائلة نتيجة السيول

ومن المعروف أن المدينة تعاني من التكهفات في أغلب أحيائها وبدأت هذه الظاهرة بسبب قيام السلطات التركية بحفر آبار باطنية وصل عددها إلى 4000 بئر على طول الحدود السورية التركية حيث تعتبر المنطقة الحدودية أعلى من باقي المدينة وبالتالي تم سحب كافة المياه الجوفية وأصبح خطر الانهيارات كبيراً حيث شكلت المياه الجوفية سابقاً حفر كبيرة في القشرة الأرضية، بحسب “سليم بك”

كذلك تعود أسباب التكهفات إلى قدم شبكة الصرف الصحي والتي تعاني من مشاكل كبيرة لم تقم البلديات السابقة بهلاجها، ومع بداية الحرب وسيطرة وحدات حماية الشعب على المدينة لم تستطع تقديم حل كامل إنما كانت هناك حلول إسعافية بردم حفرة هنا وترميم حفرة هناك لا أكثر.

فيما يقول البعض من أهالي المدينة إن حفر الأنفاق على طول الحدود وداخل الأحياء من قبل وحدات حماية الشعب ساعد على زيادة التكهفات وساعد في توسعها.

يذكر أن الناس استبشروا خيرا ً مع بداية فصل الشتاء وعودة الأمطار الغزيرة، بعد سنوات من الانتكاسات في المواسم الزراعية خاصة البعلية منها، وتراجع مناسيب المياه للزراعات المروية، إلا أن هذه الحادثة أثارت الرعب والخوف بينهم.

اقرأ أيضاً: انهيارات في الجسور والمنازل نتيجة الأمطار.. “إلهام” تروي حكاية نجاتها