التطرف يهدد مستقبل أطفال ريف حماة الشمالي
المعلمون يعملون بشكل تطوعي والمدارس بحاجة إلى تأهيل بينما بلغ عدد المتسربين 13 ألف تلميذ.. أي مستقبل ينتظر أطفال ريف “حماة الشمالي”؟
سناك سوري-حماة
توقف دعم العملية التعليمية والمدارس في الأماكن الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حماة الشمالي بشكل كامل، ما أثار مخاوف الأهالي من اتباع أطفالهم نهج التطرف في ظل ماتعانيه المنطقة من سيطرة بعض الكتائب الإسلامية وإهمال التعليم في المدارس.
يزداد الوضع تعقيداً في مدارس النازحين، فكما يقول”ابراهيم الرحال” مدير مدرسة “غراس الأمل” التي تقع بأحد المخيمات العشوائية في المنطقة إنه مع المعلمين الذين يعملون بشكل تطوعي دون وجود أي راتب من قبل حكومة الائتلاف التي من المفترض أن تعنى بالمنطقة في ظل سيطرة المعارضة عليها.
يضيف “الرحال” في تصريحات نقلها “العربي الجديد”: «واقع المدرسين سيئ جداً، أبحث عن عمل آخر بعد الدوام، ويعمل زميلان في مجال البناء، وآخر سائق سيارة أجرة، بينما اختار زميل رابع بيع المازوت والوقود لتأمين معيشته».
الأمر الأكثر خطورة بالموضوع كما يقول مدير المدرسة هو أن «بعض الأطفال أتمّوا 12 عاماً، إلا أن مستواهم الدراسي مثل تلاميذ بعمر الست سنوات. بعض التلاميذ في الصف الرابع لا يعرفون القراءة والكتابة أبداً. هذه الصعوبات دفعتنا إلى التفكير في تخصيص صف للدروس المكثفة، لكن صغر مساحة المدرسة يحول دون ذلك».
اقرأ أيضاً: 10000 مواطن بلا ماء ولا كهرباء ولا خبز يلعنون الحرب وساعتها
المدرسة التي تبعد 20 كم من مدينة “خان شيخون” تقدم خدماتها لطلاب المرحلة الابتدائية على مدار الأسبوع، يوجد بها 6 قاعات، 4 قاعات منها تم بنائها من ألواح التوتياء، بينما القاعتين الباقيتين عبارة عن خيمتين، ويوجد بالمدرسة 10 موظفين فقط، يضيف “الرحال”: «على الرغم من أن المدرسة بدائية، جهّزنا صفاً لمختلف أنواع النشاطات، إضافة إلى بعض الألعاب بشكل يدوي بسبب عدم إمكانية شرائها».
المدرسة تتبع إدارياً لوزارة التربية والتعليم في حكومة الائتلاف وتعتمد المنهاج الصادر عنها، إلا أنها لم تتلق أي دعم مادي أو معنوي من الحكومة، يبرر مدير المدرسة الأمر بطريقة ساخرة فيقول: «مدرستنا لا تملك شكلاً جميلاً يدفعها إلى التقاط الصور وإرسالها إلى الداعمين للحصول على مبالغ مالية أكبر، علماً أن الكوادر مؤهّلة»، ويضيف: «مدرستنا من بين عشرات المدارس في ريف حماة، العاجزة عن تأمين الكلفة التشغيلية كالأوراق والأقلام وغيرها، وكلفتها 40 دولاراً شهرياً. لكن نؤمن أن جهودنا لن تضيع. نساهم في الحفاظ على أجيالنا، ونعلمهم ليكونوا مستقبل سورية».
ولا يختلف الحال في مدارس القطاع الغربي بسهل الغاب الخاضع أيضاً لسيطرة المعارضة، حيث يؤكد مدير المجمع الغربي “خالد الفارس” عدم تقاضي المدرسين أي رواتب في حين تحتاج المدارس للترميم والوقود وغيرها من الأمور الأخرى غير المتاحة بسبب غياب الدعم.
يقول “الفارس”: «في المنطقة بعض المدارس التي تدرس مناهج “النظام”، ويحصل فيها المدرسون على رواتبهم من “النظام”، إلا أنها تعاني من الفوضى وعدم التزام المدرسين بسبب غياب الرقابة».
مديرية التربية والتعليم في حماة (معارضة) قالت في بيان سابق لها إن «70 في المائة من مدارسنا يداهمها خطر الإغلاق بسبب افتقارها إلى أدنى مقومات التعليم، إضافة إلى انعدام الدعم عنها»، بينما بلغ عدد المتسربين أكثر من 13 ألف تلميذ، وفي هذا الخصوص يقول مديرها “أحمد العمر”: «توقّف العملية التعليمية سيشكّل خطراً كبيراً على آلاف التلاميذ. وفي حال استمراره، سيلقي بهم إلى هاوية الجهل والأمية والتطرّف»، ويضيف: «سابقاً، كنّا نتلقى دعماً من إحدى المنظمات إلا أنه توقف لأسباب لم نفهمها حتى الآن، ولا يوجد أي دعم من الحكومة السورية المؤقتة أبداً».
اقرأ أيضاً: الريف الحموي الذي فرقته الحرب.. تجمعه أزمة الخبز!