التسويق الإلكتروني مساحة الشابات في القامشلي.. مشاريع صغيرة من المنزل
مشاريع خاصة لشابّات أدخلن أفكار جديدة إلى عالم التسوّق في القامشلي
وجدت شابات في مدينة “القامشلي” ضالّتهن في العمل بمجال التسويق الإلكتروني لإنشاء مشاريعهن الخاصة وتحقيق استقلالهن المادي.
سناك سوري _ رغد المطلق
وتتنوع مشاريع الشابات بين تنسيق الهدايا، وصناعة الشموع، واستيراد الألبسة والمستلزمات النسائية من مواقع التسوق العالمية وبيعها في المنطقة، بهدف المساهمة في إعالة أنفسهن وعائلاتهن.
ترى “بيركين عثمان” 23 عاماً أن عملها عبر الانترنت حقق لها المتعة والفائدة المادية. خاصة مع تنامي ظاهرة التسوق الإلكتروني وانتشار الصفحات الخاصة بمحلات الألبسة ومستحضرات التجميل.
وتقول “بيركين” لـ سناك سوري أنها بدأت مؤخراً باستيراد الألبسة من المواقع العالمية وبيعها في” القامشلي”. مضيفة أن خطتها التسويقية تبدأ بعدة خطوات حيث تقوم بتنسيق قطعتين أو أكثر مع بعضهما وتضعهم في مقارنة مع تنسيق آخر. وتعرض القطع عبر انستغرام لتصويت متابعيها. لتقوم إثر ذلك باستيراد القطع التي لاقت إقبالاً أكبر.
آفاق جديدة
بدأت “جيان عمر” 21 عاماً عملها بالبيع عبر الانترنت من خلال استيراد الاكسسورات والعطورات من الماركات العالمية إلى جانب صناعة الشمع المعطر.
وتقول الشابة التي تعيش في “الحسكة” لـ سناك سوري أن أقل دخل مادي تحققه شهرياً يتجاوز ال2 مليون ليرة سورية، وهو رقم جيد لها ولعائلتها إلى جانب راتب والدها الذي يعمل مدرّساً.
توضح “جيان” أن رأس المال في البداية كان عن طريق خالتها التي تقيم في ألمانيا. وتشتري لها الاكسسوارات وبقية اللوازم من التطبيقات وتدفع ثمنها عبر حسابها المصرفي قبل أن تشحن لها البضاعة إلى “القامشلي”. مشيرة إلى أنها ادخرت من أرباحها حتى كوّنت رأس مال خاص بها.
أما “بتول مدين” 23 عاماً. فاختارت صيغة مختلفة لمتجرها الإلكتروني تقوم على تنسيق الهدايا وتقديم خدمات الشحن والتوصيل.
وتقول “بتول” لـ سناك سوري أن مشروعها وفّر لها الاستقلالية المادية من جهة. ولم يلزمها بدوام ثابت يؤثر على دراستها الجامعية من جهة أخرى.
مصاعب وتحديات
تتفق “بيركين “و”جيان” على أن أبرز المصاعب تتعلق بأجور الشحن المرتفعة. وتأخير وصول بضائعهن الأمر الذي يدفع الزبائن في بعض الأوقات لإلغاء الطلبات ما يسبب خسائر مادية لهن.
أما “بتول”، فتشير إلى أن التحديات كثيرة وفي مقدمتها تغيرات الأسعار التي يؤثر ارتفاعها سلباً على مشروعها الصغير. إلى جانب المواصلات وصعوبة التواصل الإلكتروني مع أصحاب الورشات لنقل طلبات الزبائن ما يضطرها للحضور الشخصي إلى الورشات في كل مرة عند تعديل أو إلغاء الطلبيات.
مشاريع الانترنت .. وفائدتها الاقتصادية
يرى “جان عثمان” وهو مسوق شبكي من مدينة الحسكة. أن مشاريع التسويق الفردية عبر الإنترنت لا تحتاج إلا لبعض التمويل وموبايل لإنشاء صفحة على وسائل التواصل والدخول إلى تطبيقات التسويق الإلكتروني.
يضيف”عثمان” لـ سناك سوري أن هذه المشاريع توفّر البضائع من مختلف دول العالم وحتى باب المنزل. فضلاً عن أنها لا تحتاج تمويلاً ضخماً ولا لتكديس بضائع فالأمر يقتصر على الصور وشراء البضائع التي يطلبها الزبائن.
وتابع أن هذه المشاريع تختصر على الزبون قنوات التوزيع ما يخفف من تكاليفها ومن عناء البحث عليه. بينما يستفيد صاحب المشروع بعدم حاجته لدفع آجار لمحل أو مواصلات أو أجور عمال. وجميع هذه العوامل تؤدي في النهاية لخفض السعر.
رواج التسويق الإلكتروني بين النساء
ترجع “بيركين” سبب رواج العمل في التسويق بين الشابات أكثر من الشبان إلا أن تواصل الزبائن من السيدات مع شابة بما يخص الألبسة وغيرها يمنحهن راحة أكبر ما أدى لشيوع المهنة بنسبة أكبر بين الشابات. علماً أنه لا توجد إحصائية دقيقة توضح نسب العاملين في هذا المجال من الجنسين.
أما “جان” فيشير إلى أن الشبان في المنطقة يعملون غالباً في حرف متوارثة عن عائلاتهم. ولا يرون في التسويق الإلكتروني مصدراً لمردود مناسب لهم على عكس الشابات اللواتي أقبلن بشكل أكبر على العمل بالتسويق من جهة وعلى شراء البضائع “أونلاين” من جهة أخرى. موضحاً أنهن يعتبرن التسوق عبر الانترنت أكثر سهولة وراحة في حين لا يهتم الشبان بهذا الخصوص نظراً للمرونة التي يمتلكونها في التحرك بالأسواق ما أبعدهم إلى حد ما عن التسوق الإلكتروني.
يذكر أن أفكار التسوق عبر الانترنت تعد جديدة نسبياً في “القامشلي” وتخرج عن النمط التقليدي للتسوق عبر زيارة المحال والأسواق بحثاً عن المطلوب. وقد نجحت المسوّقات الشابات في بناء ثقة مع الزبائن لتحقيق رواج لبضائعهن واستمرارية لمشاريعهن.
إشراف محمد العمر