البطاقة الذكية حاضرة في سخرية “مو باين عليك”
انت سوري؟ إي.. بس مو باين عليك.. ثواني لطالعلك البطاقة الذكية
سناك سوري – سها كامل
«أنت من سوريا؟ أي.. بس مو مبيّن عليك!.. ثواني لطالعلك البطاقة الذكية »، هكذا بدأت السردة الجديدة بين السوريين على “السوشيل ميديا”، لتقود هذه السردة إلى حملة لكسر النمطية بطريقة غير مباشرة، و ليثبت السوريون مرة آخرى أنهم قادرون على خلق الفرح والتفرد حتى بمنشور على “فيسبوك”.
“البطاقة الذكية”، التي أضحت حديث السوري الأول خلال الأشهر الأخيرة، فالأحاديث تدور بين السوريين.. هل حصلت عليها؟ و هل حصلت بموجبها على مستحقاتك من الأرز والسكر والشاي وغيرها، أضحت كما وصفها البعض، بطاقة تعريفية بمعاناة المواطن السوري، مع تقنين مختلف حاجاته اليومية، و منها بدأت هذه الحملة غير المنظمة على “فيسبوك” لتبدو وكأنها حملة لكسر الصور النمطية و الأفكار المتعارف عليها في المجتمع المحلي.
المنشورات بالأصل هي نتاج أعوام ماضية كان هدفها إظهار الاختلافات الكبيرة بين ما هو متعارف عليه اجتماعياً، وبين الواقع، فليس بالضرورة كل أهالي طرطوس يحبون شرب “المتة”، حيث أعاد بعض السوريين التعليق على منشوراتهم القديمة ما ساهم في إعادة إحياء سردة أنت من وين وبدأت تظهر منشورات جديدة كانت البطاقة الذكية حاضرة فيها.
اقرأ أيضاً: “عبد النور”: الصورة النمطية أتعبتنا (شاركوا بحملة كسر النمطية )
سوريون من مختلف مناطق البلاد شاركوا في السردة، فمن المتعارف عليه أن دير الزور مشهورة بحلويات تسمى “الكليجة” لكن هذا لا يعني أن ترتبط “الكليجة” بجميع أهالي الدير وكتبت “صبا”: «أنت من وين؟.. من دير الزور – البوكمال.. والله مو باين عليكي !.. ما تواخذيني عندي طوق معلّق عليه قراص گليجة وقرون بامية بس نسيانتو بالبيت.. شلون لازم يبيّن؟».
وإلى “حلب” التي انضم بعض أهلها إلى الحملة غير المنظمة أيضاً، فكتب”إيميل” «أنت من حلب ؟.. أي.. بس ما مبين عليك!.. بحطلك صينية كبة عراسي وبمشي لتعرفني حلبي؟».
المنشورات شملت أيضاً أهالي حماة و النبك والرقة، التي تدور حولها الكثير من الصور النمطية، فالنبكي لابد أن يأكل “هريسة” و الحموي” لابد أن يحمل صحن “حلاوة الجبن” معه، و غيرها من الأفكار المسبقة التي تحدد نظرتنا للآخر و طريقة تعاملنا معه دون أن ندري، وكتب “أحمد”: «أنت من النبك؟ أي.. بس مو مبيّن عليك!.. لحظة لجيب هريسة نبكية»، وكتب الصحفي “عمار الشبلي”: «أنت من الرقة ؟..أي.. مو مبين عليك! لحظة ألبس كنزة هارون الرشيد وارجعلك».
الصور النمطية والأفكار المسبقة سواء كانت إيجابية أو سلبية، المتخذة إزاء شخص أو مجموعة أو مدينة، هل نستطيع تصحيحها؟، في ظل الكثير من الأدوات التي تساهم في تعزيزها كوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والسينما والفنون، ولعل الخطوة الأولى لتصحيحها هي التقرّب من الآخر وسماعه وفهمه و إزالة العوائق أمام التبادل والفهم الثقافي وتطوير محتوى وسائل الاعلام.
اقرأ ايضاً: حملة “كسر النمطية 2020”.. “أنا كبرت بالعمر بس ماني عجوز.. أيوا”