البطاقة الذكية تعرقل عمل سيارات الإطفاء بالحرائق: انتهت مخصصاتها
الحرائق تنتشر في سوريا وعمل سيارات الإطفاء مقنن بالبطاقة الذكية
عرقلت البطاقة الذكية عمل سيارات الإطفاء أثناء إخماد الحرائق المشتعلة في حمص واللاذقية وطرطوس وحماة. وناشد مدير إطفاء حمص إياد محمد عبر سناك سوري الحكومة لزيادة مخصصات سيارات الإطفاء من المحروقات.
سناك سوري-حسان إبراهيم
حيث أمضى فوج الإطفاء في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية وحماة، أسبوعاً عصيباً في محاولة إخماد النيران التي شهدتها اللاذقية وحمص. وسط بيئة عمل معقدة فإلى جانب المخاطر تبرز مشكلة المحروقات والمخصصات الشهرية التي لا تكفي!
وتعاني سيارات الإطفاء مثل السيارات الخاصة في سوريا من تخصيصها بكمية محددة من المحروقات للشهر الواحد وهذا افتراض مسبق بعملها وبكمية الحرائق التي ستندلع وبالحاجة لها. أو يتم تحديدها بساعات عمل لا تزيد عن 80 ساعة في الشهر!.
فوج إطفاء حمص يطلق نداء استغاثة
و أطلق فوج اطفاء حمص ما يشبه نداءً لإنهاء معاناتهم المتمثلة بانتهاء مخصصات السيارة في منتصف كل شهر نظراً لحجم العمل التي تقوم به. ما يخرجها من الخدمة لباقي أيام الشهر.
وتساءل فوج الإطفاء في حمص: «هل من المعقول تخصيص عربة إطفاء بـ 80 ساعة عمل في الشهر وهي تنتهي في ثلاثة أيام بأزمة حرائق مثل هذه الحرائق. ما يضطرنا لإيقاف العربة وإخراجها عن الخدمة حتى تأتي موافقة بزيادة ساعات عملها أو ننتظر لبداية شهر جديد».
مخصصات سيارات الإطفاء محددة على البطاقة الذكية
قائد فوج إطفاء حمص، الرائد “إياد محمد” قال لـ سناك سوري إن تلك العقبات من أبرز الصعوبات التي تواجههم. وأضاف: «تضطر بعض السيارات أحياناً للخروج عن الخدمة مؤقتاً، وعدم مشاركتها في إخماد الحرائق وذلك بسبب إغلاق البطاقة (الذكية). إلاَّ في حال تزودت من مصدر آخر». واعتبر محمد أن تخصيص سيارة الإطفاء بساعات عمل محددة شهرياً أمر غير معقول.
وضرب “محمد” مثالاً سلسلة الحرائق الأخيرة التي وقعت خلال الأيام العشرة الماضية التي تطلبت حركة أكثر وساعات عمل وصلت إلى أكثر من 150 ساعة. بينما كمية الوقود في البطاقات مخصصة ما بين 120-80 ساعة عمل تختلف بحسب حجم الآلية وتجهيزاتها.
“محمد” الحل بتخصيص وحدة ملء (كازية) في كل مركز إطفاء
الرائد “محمد” ناشد المعنيين بالحكومة لزيادة مخصصات سيارات الإطفاء، وأن يتمّ إنشاء وحدة ملء خاصة بكل مركز إطفاء. حيث يتمُّ التزود من خلالها بشكلٍ فوري ومن خلالها يتم تحديد ساعات العمل الإضافية حسب كمية الوقود المستهلكة من تلك الوحدات. وحذر أنه في حال استمر الوضع على هذا الشكل فإنَّ العديد من الآليات قد تخرج عن العمل وقد يسبب ذلك فشلاً ذريعاً في عمل أفواج الإطفاء.
وأضاف “محمد” أن «التزود بالوقود الإضافي يحتاج لمخاطبة مكتب المحروقات التابع للحكومة وذلك يخضع لروتين المراسلات»، مشيداً بتعاون محافظة حمص وتبسيط الإجراءات.
طعام رجال الإطفاء “معلبات”
العقبات لا تنتهي حتى على الصعيد الشخصي لرجال الإطفاء، الذين يحصلون على وجبات طعام عبارة عن معلبات وخبز ومياه يتم تقديمها من “منظمة الهلال الأحمر، وفق “محمد”. مضيفاً أنه وفي بعض الأحيان «يتم تزويدنا بوجبات طعام مدعومة من قبل المجتمع المحلي كما حصل في “مرمريتا” مؤخراً. عناصر الإطفاء لا يحصلون على مكافآت إضافية على الراتب وهي مشمولة ضمن نظام طبيعة العمل فقط».
وشهدت محافظة حمص سلسلة حرائق التهمت مئات الدونمات من الزيتون والأشجار المثمرة والحراجية. وواجه رجال الإطفاء العديد من التحديات خلال فترة إخمادها التي تجاوزت الـ72 ساعة. قبل أن يتوجهوا لمؤازرة زملائهم في محافظة اللاذقية التي دخلت حرائقها اليوم مرحلة التبريد على أمل ألا تتجدد مجدداً.