أخر الأخبارالرئيسيةرأي وتحليل

الاتفاق السعودي الإيراني والرعاية الصينية .. كيف سينعكس على سوريا؟

وزير الخارجية السعودي يتحدث عن حوار مع دمشق .. هل تلعب الصين دوراً مماثلاً في سوريا؟

اتجهت أنظار العالم يوم أمس إلى “بكين” حيث تم توقيع اتفاق سعودي إيراني على إعادة العلاقات بين البلدين برعاية صينية.

سناك سوري _ زياد محسن

وقال البيان الرسمي المشترك الذي توّج محادثات البلدين التي جرت في “الصين”، أن الاتفاق تضمّن تأكيد “السعودية” و”إيران” على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، كما أعربت الدول الثلاث عن حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليميين.

أثر الاتفاق السعودي الإيراني على سوريا

منذ بداية الأزمة السورية، اتخذت “السعودية” و”إيران” مواقف متناقضة تماماً مما يحدث في “سوريا”، فبينما أعلنت “طهران” وقوفها بوضوح إلى جانب الحكومة في “دمشق”، فإن “الرياض” كانت أساسية بين العواصم التي أعلنت دعم المعارضة بشقيها السياسي والعسكري.

وشكّل الملف السوري ركناً أساسياً في القضايا الخلافية بين البلدين، والتي وصلت ذروتها عام 2016 حين وقعت القطيعة الكاملة وأغلقت السفارات بينهما.

لكن التحولات التي تشهدها المنطقة والعالم لا سيما منذ بداية الحرب في “أوكرانيا”، غيّرت المعادلات التي كانت قائمة قبل 7 سنوات، وبعد عدة جولات من التفاوض والمباحثات جرت في “العراق” و”سلطنة عمان” تم الإعلان عن التفاهم من العاصمة الصينية، بالتزامن مع حديث سبق هذا الإعلان عن مؤشرات على قرب موعد التحرك لعودة العلاقات السورية السعودية، تمهيداً لعودة “سوريا” إلى مقعدها في الجامعة العربية، علماً أن الدول العربية وفي مقدمتها “السعودية” كانت بحسب المتداول تشترط على “دمشق” الابتعاد عن “طهران” مقابل العودة للحاضنة العربية، لكن الاتفاق الأخير غيّر الكثير في المشهد.

اقرأ أيضاً:مصادر: تحرك إماراتي لعودة العلاقات السورية السعودية
أصداء الاتفاق

أعربت وزارة الخارجية السورية اليوم عن ترحيبها بالاتفاق السعودي الإيرانية، وعن تقديرها للجهود الصينية في هذا المجال، وقالت أن هذه الخطوة الهامة ستقود إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأشار بيان الخارجية إلى أن “سوريا” تتمنى استمرار هذه الجهود لتشمل العلاقات بين الدول العربية والأصدقاء لمواجهة التحديات الكبرى التي يشهدها عالم اليوم.

في حين كان لوزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان” تصريح لافت بعد يوم واحد من الاتفاق، قال فيه أن الوضع القائم في “سوريا” غير قابل للاستدامة وأنه لا بد من إيجاد سبل لتخطي التحديات التي يفرضها الوضع الراهن بما يتعلق باللاجئين والوضع الإنساني داخل “سوريا”.

لا بد من إيجاد مقاربة جديدة ما سيتطلب لا محالة حواراً مع الحكومة في “دمشق” وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان

 

وتابع “بن فرحان” في حديثه لقناة “العربية” أنه لا بد من إيجاد مقاربة جديدة ما سيتطلب لا محالة حواراً مع الحكومة في “دمشق”، مبيناً أن بلاده تعمل مع الدول العربية على الصياغات المناسبة بالتشاور مع الشركاء في المجتمع الدولي على حد تعبيره.

الدور الصيني في المصالحة

شكّلت الرعاية الصينية للاتفاق السعودي الإيراني تجسيداً عملياً لتراجع الدور الأمريكي في المنطقة مقابل تقدّم لـ”بكين” التي زادت من صفقاتها وتعاملاتها التجارية سواءً مع دول الخليج العربي أو مع “إيران”.

وقد وافقت “الرياض” وهي الحليف التاريخي لـ”واشنطن” على منح “بكين” هذا الدور، بالتزامن مع توتر العلاقات بين المملكة و”الولايات المتحدة” على خلفية الموقف من الحرب في “أوكرانيا” وقرار “أوبك بلس” التي تقودها “السعودية” خفض إنتاج النفط، في خطوةٍ اعتبرتها الإدارة الأمريكية دعماً مباشراً لـ”روسيا” في معركتها في “أوكرانيا”.

اقرأ أيضاً:عبد اللهيان من أنقرة إلى جبلة .. مساعٍ لإحياء العلاقات السورية التركية

من جهة أخرى، فإن “الصين” ورغم دعمها الذي لم يتبدّل للحكومة السورية، فإنها لم تنغمس في الأزمة السورية ميدانياً كما فعلت “روسيا” وحتى “إيران”، بل اكتفت بلعب دور سياسي داعم لـ”دمشق” في مجلس الأمن عبر استخدام حق “الفيتو” ضد أي مشروع قرار معادٍ للحكومة السورية.

وكما لعبت “بكين” دوراً محورياً في استعادة العلاقات السعودية الإيرانية رغم عمق الخلاف بينهما، فمن غير المستبعد أن تلعب دوراً في الوصول إلى اتفاق لعودة العلاقات السورية السعودية، لا سيما وأن الأجواء باتت مهيّأةً أكثر لمثل هذا النوع من التفاهمات، بعد أن انخفضت حدة التباينات في الرؤى بين “الرياض” و”دمشق” لا سيما تجاه الموقف من “طهران”.

على الرغم من ذلك، فإن حدوث اتفاق كهذا لا يعني نهاية سعيدة للأزمة السورية، حتى وإن استعادت “دمشق” موقعها على المستوى العربي وتفاهمت “طهران” و”الرياض”، وحتى إن تم التوصل لتفاهم سوري تركي، حيث ستبقى هناك ملفات عالقة لا يمكن حلّها ببساطة مثل الوجود العسكري الأمريكي في الجزيرة السورية وخروج معظم آبار النفط والغاز عن سيطرة “دمشق”، وإشكالية المسلحين الأجانب في الشمال السوري ومصيرهم، وغيرها من نقاط تراكمت على مدى 12 عاماً من الأزمة ولا يمكن إنهاؤها بأسابيع أو أشهر.

اقرأ أيضاً:الخارجية السورية تقدر عالياً الجهود الصينية بعودة العلاقات السعودية الإيرانية

زر الذهاب إلى الأعلى