مواطنون ينتقدون الإعلام الرسمي عبر شاشاته للمرة الأولى بتاريخ التلفزيون !
سناك سوري _ دمشق
كشفت الهيئة العامة للإذاعة و التلفزيون عن برنامجٍ جديد على شاشتَي الفضائية السورية و الإخبارية السورية بعنوان “ساعدونا لنصير أحسن” يهدف إلى استطلاع آراء المتابعين بأداء القنوات الرسمية و اقتراحات الشارع لتطويرها .
الفضائيات الحكومية بثّت مقاطع دعائية للبرنامج الجديد عرضت خلالها نماذج لاستطلاع آراء الناس في شوارع العاصمة حول متابعتهم للقنوات الحكومية آرائهم بها .
للمرة الأولى تظهر عبر الشاشة الحكومية انتقادات الإعلام الرسمي، حيث لم تكتفِ كاميرا التلفزيون بنقل الآراء الإيجابية و المدائح بحق الإعلام الحكومي كما جرت العادة منذ عقود بل نقلت الآراء السلبية وتم التركيز عليها!
خلال المقاطع تظهر حالات تهرّب الناس من الحديث إلى التلفزيون الرسمي حتى أن المذيعة انتزعت شعار التلفزيون عن المايكروفون في محاولة لاستمالة الناس نحو الحديث .
بينما كانت انتقادات الجمهور للإعلام الرسمي متشابهة فالكثير من المشاركين قال بصراحة أنه لا يتابع الإعلام الرسمي ، فيما اشتركَ آخرون بنقد النمط التقليدي للبرامج و انخفاض سقف الحرية و الجرأة و غياب الشفافية و المصداقية عن أداء القنوات و ضعف مستوى العاملين فيها ، كما اقترح بعض المشاركين على الإعلام أن ينزل إلى الشارع و يستمع إلى قضايا الناس من الأرض و أن يكتسب شعبيته من قصص الناس و مشاكلهم .
اقرأ أيضاً :“تغيير شكل” في الإعلام الحكومي.. هل يمتد التغيير للمضمون؟
محاولة الفضائيات الحكومية تسليط الضوء على سلبياتها تأتي بعد نحو عامٍ على تنفيذ مشروع تغيير الهوية البصرية الذي طبقته الهيئة على الفضائيات الرسمية و اقتصر مفعوله على الشعار و ديكور الاستديو دون تطوير في المحتوى أو تغيير في المضمون الذي تقدّمه هذه القنوات .
لا شكّ أن الخطوة الجديدة للهيئة العامة للإذاعة و التلفزيون تحمل شيئاً من الإيجابية ، و بادرة أمل في جعل القنوات الحكومية وسيلة تواصل بين المواطن و الجهات الحكومية تعزز استعادة المواطن ثقته بالدولة و تنقل قضاياه إلى أصحاب المسؤولية و تسلّط الضوء على تقصيرهم دون تردد أو خوف من إغضاب أصحاب المناصب .
إلا أن فكرة البرنامج الجديد ستبقى قاصرة إن توقفت عند حدّ نقل آراء المواطنين و مقترحاتهم دون اتخاذ إجراءات فعلية تنفض الغبار عن كل العقلية التي تدير الإعلام الرسمي و تطوّر بالفعل من أداء وسائل الإعلام بخطة واضحة المعالم و محددة الأهداف و السقف الزمني .
اقرأ أيضاً :“نهلة عيسى” لـ سناك سوري: التغيير في الإعلام السوري مازال شكلياً