الرئيسيةتقاريرشباب ومجتمع

الأنشطة الصيفية لمن استطاع إليها سبيلا.. تملأ وقت الطفل وتفرغ جيوب أهله

ما هي أسعار الأنشطة الصيفية للأطفال في مناطقكم أخبرونا؟ (بلكِ منسجل ولادنا)

ينتهي العام الدراسي وتبدأ معه رحلة البحث عن أنشطة صيفية. مناسبة للأطفال لملء وقت عطلتهم بفائدة ومتعة. لكن يبدو أن أجورها المرتفعة تقف عائقاً ما بينها وبين الأطفال.

سناك سوري- مراسلون

توضح “انتصار” (34) عاماً أنّ أسعار الدورات الصيفية في اللاذقية. تثقل كاهلها ولا تتناسب مع الدخل القليل الذي تحصل عليه نهاية كلّ شهر من وظيفتها. وتقول لسناك سوري: «زوجي متوفى وأسكن في منزل أهلي مع ابنتي الوحيدة، راتبي لا يتجاوز 99 ألف يخصم منها 22 ألف للقرض. فكرت بتسجيل ابنتي بدورة تعليم اللغة الإنكليزية للأطفال ولكن الأسعار غالية جدا وتفوق طاقتي على تحملها».

تعيش “انتصار” بريف اللاذقية، والنوادي الصيفية يقتصر تواجدها في المدينة. وبالتالي فإن أجرة المواصلات وصعوبة توافرها يشكلان عائقاً آخر بالنسبة لها. وتضيف: «لو حسبت أجرة المواصلات إضافة لأجرة الجلسات شهرياً بيكون طار الراتب. لذلك قررت ما سجلها».

ولا يختلف الحال كثيراً عند من يعيشون في ضواحي المدينة أو حتى داخلها. خصوصاً حين تكون الأم عاملة وتضطر لاستئجار تاكسي خاص لإيصال أطفالها لمكان النشاط وإعادتهم. إضافة إلى الأجور الكبيرة للأنشطة.

خلال بحث في صفحات الفيسبوك التي تُعنى بمدينة اللاذقية رصد سناك سوري أسعار لإحدى الجمعيات التي تقدم نشاطات للأطفال. تبين أنّ أدناها 10,000 ليرة سورية للشخص الواحد بالأنشطة المتعلقة بمهارات الحياة شهريّاً. وأقصاها 50,000 ليرة سورية لدورات نادي الروبوتيك والذكاء الاصطناعي.

بينما تتفنن مراكز خاصة بتسعير دورات الحساب الذهني التي تصل كلفتها شهرياً إلى ما يقارب “200,000” شهرياً.

من أنشطة المركز الثقافي في ريف دمشق
من أنشطة المركز الثقافي في ريف دمشق

من 35 إلى 40 ألف بريف دمشق

في ريف دمشق تسارع “خديجة” (33 ) عاماً لتسجيل ابنتيها خلال العطلة الصيفية بدورات لتقوية اللغات وأخرى تنمية للهوايات. تقول لسناك سوري: «سجلت ابنتي الكبيرة 7 سنوات بدورة للغة الإنكليزية لتقويتها. والصغيرة 5 سنوات سأسجلها بنادي صيفي لتتعلم ولتختلط مع أبناء جيلها كونها ستدخل الروضة العام القادم».

ويبلغ متوسط القسط الشهري للنوادي الصيفية بريف دمشق من 35 ألف ليرة إلى 40 ألف مع باص أو سيارة لتوصيل الأطفال. وغالبية تلك النوادي كانت روضات للأطفال في فصل الشتاء لكنها اليوم تستقبل الاطفال من 4 سنوات إلى 9 سنوات على الأقل. وتقدم دورات بمناهج يغلب عليها الترفيه من رسم وغناء وموسيقى وألعاب وسباحة ورحلات وخط عربي. أما الدورات في المعاهد المتخصصة باللغات للأطفال فيبلغ رسمها الشهري 75 ألف ليرة سورية.

أما “آيات” (28) عاماً فوجدت بورشات المركز الثقافي في منطقتها ما ينمي موهبة طفلتها. فسجلتها بورشة للخط العربي وهو ما انعكس على الطفلة التي تبلغ من العمر 7 أعوام. فبدأت بالبحث عن مقاطع فيديو عن الخط العربي بدل مشاهدة الكرتون وبرامج الأطفال، وهو ما تجده والدتها نشاطاً إيجابياً يملأ وقت فراغها بشكل مفيد ودون تكلف أعباء مادية.

وتتنوع الدورات المجانية في المراكز الثقافية المجانية بمنطقة القطيفة بين خط عربي ولغات وأشغال يدوية مع رسم وفصاحة وخطابة. ونشاطات عرض أفلام مناسبة للأطفال وتقول مديرة المركز الثقافي في القطيفة “مريم سمرة” لـ”سناك سوري”: «يوجد إقبال على الورشات المجانية ، وهذه الورشات هي مجانية أيضاً على المدرّب لكن إن خليت خربت فوجود المتطوعين حل صعوبة التعاون مع المدربين».

حمص أقساط مقبولة

تنقسم الأقساط في حمص إلى مقبولة وعالية بحسب المنطقة التي يعيش فيها الطفل. ومن حسن حظ “آلاء” أنها تعيش في “وادي الذهب”. إحدى المناطق الشعبية التي تعتبر الأسعار والأجور فيها أقل من باقي المناطق.

“آلاء” التي تعمل بمجال العناية بالأظافر، وضعت طفلتيها 6 و8 سنوات في معهد صيفي يتضمن دورات للرسم والموسيقى. وبكلفة شهرية 25 ألف ليرة لكل طفلة، وكون المعهد قريب من منزلها فإنها تشعر بالأمان من جهة. ومن جهة ثانية لا تدفع أجور مواصلات.

قسط السباحة في أحد مسابح مدينة حمص يبلغ 100 ألف شهرياً يضاف إليها 75 ألف ليرة كأجور نقل لمن يرغب

كذلك الحال لدى “سوسن” التي تعطي دروساً خصوصية للطلاب في منزلها. وتعيش في حي الأرمن. والتي سجلت طفلها جاد 8 سنوات في نشاط خاص بكرة القدم بالقرب من منزلها وبأجور شهرية تبلغ 18 ألف ليرة. تجدها معقولة مقارنة بأقساط نفس النشاط لكن في أحياء أخرى مثل الإنشاءات وعكرمة والتي يبلغ ثمن هذا النشاط فيها 60 ألف ليرة.

وبالنسبة للسباحة تواصل سناك سوري مع أحد المسابح الشهيرة في المدينة. وعلم أن أجور النشاط 100 ألف ليرة شهرياً، لثلاث جلسات أسبوعياً، ويرتفع القسط إلى 175 ألف ليرة بحال إضافة أجور النقل.

الأنشطة الصيفية للأطفال
أطفال يلعبون بالمسبح

دمشق.. الأسعار واوا

يحرم كثير من الأطفال في دمشق من الانتساب للأنشطة الصيفية لغلاء أسعارها. في حين من المفترض أن تكون هذه الأنشطة بأسعار تناسب جميع فئات المجتمع.

تبلغ تكلفة تسجيل الطفل الواحد في أحد الأنشطة الصيفية 400000 ألف ليرة للشهر الواحد. يضاف إليها 250000 ليرة سورية للمواصلات.

تقول سهاد وهي أم لثلاثة أطفال (بنت بعمر 5 سنوات وبنت 9 سنوات ويافع 15 سنة): «لم يعد باستطاعتي تسجيل أولادي في الأنشطة الصيفية نظراً لتكلفتها المرتفعة. التي لا أقوى على تحمل تكاليفها أنا وزوجي كما أنني لا أستطيع تسجيل طفل وترك آخر وتمييز طفل عن بقية أخوته».

كانت “سهاد” مواظبة على وضع طفلها بالأنشطة الصيفية. لكن مع كثرة عدد الأطفال وارتفاع أسعار الأنشطة بات الأمر فوق قدرتها المادية. فـ الأقساط أكبر بكثير من قيمة رواتبها هي وزوجها مجتمعة.

وتعتبر الأنشطة الصيفية للأطفال ضرورة نفسية للطفل، تساعده في تنمية مواهبه وملء وقته بأمور مفيدة مثل هوايات الموسيقا والرسم وغيرها. لكن مع ارتفاع أقساطها بدرجة كبيرة يبدو أنه لن يكون بمقدور كثير من الأطفال المشاركة فيها.

ما هي أسعار الأنشطة الصيفية للأطفال في مناطقكم أخبرونا؟

زر الذهاب إلى الأعلى