الأبيض يغطي البلاد.. الثلج يكسو فيسبوك السوريين
من بلودان مروراً بالسويداء وصولاً إلى اللاذقية.. سوريون يملأون الموقع الأزرق بياضاً
سناك سوري – سها كامل
«انشالله أيامكون الجاية حلوة وبيضا متل هالتلج»، «قلوبنا كلنا بيضا متل هالتلج»، والكثير من الأمنيات، عبر عنها سوريون من خلال “فيسبوك” اليوم 2 شباط 2020، مع بداية موسم الثلوج، التي غطت جبال الوطن، من بلودان والزبداني في ريف دمشق إلى صلنفة وكسب في ريف اللاذقية، وانتشرت صور رحلات الأهالي الثلجية، على “الانترنت” ليغطي اللون الأبيض صفحات السوريين وأمنياتهم بـ ليالٍ بيضاء قادمة، بعد الكثير من الأيام السوداء التي مروا بها وما يزالون.
قطار “بلودان” الذي ينطلق للعام الثاني على التوالي، بعد انتهاء المعارك في المنطقة، أعاد للأهالي ذاكرة ما قبل الحرب، والرحلة التي كانوا يعبرون فيها من بلودان إلى مضايا، التي عُرفت بسوقها المليء بالبضائع والمواد الغذائية ذات الأسعار المقبولة، يعلق “حسين” على الأمر قائلاً: «أجمل الذكريات تعود».
في انتظار التلفريك المرتقب والمتأخر كما هي عادة المشاريع في بلادنا، بادر مجموعة شباب تحت مسمى فريق “أنا سوري” للتزلج في بلودان، وخصصوا يوم للتدريب على التزلج في السابع من شباط الحالي، تجربة استقبلها الغالبية بالفرح، بينما لم تغب الهموم التي يعاني منها السوريون مؤخراً عن الحدث، فعلق أحدهم: «سارعوا إلى التسجيل مع الفريق بكرا بيصير التسجيل عالبطاقة الذكية».
اقرأ أيضاً: أيقتلك البرد؟ أنا يقتلني الغياب.. شتاء المحبة والأعياد والمعاناة!
فرحة السوريين باللون الأبيض لم تقتصر على الأمنيات، بل تجاوزت ذلك الى المطالبات بعد أن نشرت وزارة السياحة مقطع فيديو يظهر جمال الثلوج في بلودان، فكتبت “ميساء”: «ياريت يستثمروا هالجبال الحلوة ويعملوا مشاريع سياحية للتزلج».
الفنانة السورية “مها المصري” نشرت أيضاً مقطع فيديو على “الانترنت” من منطقة بلودان والثلوج تغطي الجبال خلفها، وأرسلت هذا المقطع للمغتربين السوريين ليشاهدوا جمال الثلج في سوريا، أما في صلنفة بريف اللاذقية فلم يوفر السوريون نشر صور “محمية الشوح” وهي مغطاة باللون الأبيض.
وأيضاً السويداء ارتدت فستانها الأبيض، وتراكمت الثلوج البيضاء على طريق “ظهر الجبل”، وانتشرت صور ومقاطع فيديو للطريق بلونه الأبيض، ليسارع السوريون إلى كتابة أمنياتهم و الحديث عن ذكرياتهم على هذه الطريق مع أصدقائهم الذين غادروا البلاد، وكتب “حمد”: «ضهر الجبل هي طريقنا عالزلف».
تفاعل السوريين مع تساقط الثلوج هذا العام، جاء معبراً عن أملهم أن تشبه أيامهم القادمة لونه وجماله، وعودة بهم إلى ذكريات الرحلات الثلجية التي شاركوا فيها الأصدقاء، و أمنيات بأيام بيضاء لربما تمحو آثار الحرب.
اقرأ أيضاً: عن الدهشة والحنين والفرح المصلوب على أحزان البلاد – سناء علي