اعتداءات إسرائيلية تستهدف سوريا وتتجنب إيران وسط صمت روسي _ بانوراما الأسبوع
تضارب في الروايات .. ماذا استهدف العدوان في حلب ودمشق؟
حملت الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على “سوريا” مفاجأة في تنفيذ عدوانين على مكانين مختلفين خلال نحو ساعة واحدة.
سناك سوري _ دمشق
ورغم أن المنطقة تنحو إلى نوع من التهدئة، إلا أن كيان الاحتلال يصرّ على تصعيده، علماً أن السياسة الإسرائيلية لم تختلف في هذا المجال بين الحكومات المتعاقبة منذ حكومتي “بنيامين نتنياهو” مروراً بحكومة “نفتالي بينيت” وصولاً إلى حكومة “يائير لابيد” الحالية، ولا يبدو أنها ستتغير مع الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية القادمة في تشرين الثاني المقبل.
السردية الإسرائيلية الرسمية، تقول أن الغارات على الأراضي السورية تستهدف الوجود “الإيراني” في البلاد، رغم أنها طالما أوقعت ضحايا سوريين من مدنيين وعسكريين، ولم تكشف حتى “تل أبيب” نفسها عن أي هدف إيراني تمكنت منه في “سوريا”.
وبينما تنفي “دمشق” صحة وجود عسكري إيراني على أراضيها وتقول أنه يقتصر على مستشارين يقدمون المساعدة للجيش السوري في معاركه ضد الفصائل المسلحة، فإنها تدفع ثمن تلك الغارات حتى على المستوى المادي، كما جرى سابقاً عند استهداف مرفأ “اللاذقية” ومطار “دمشق” ومطار “حلب” بالأمس.
اقرأ أيضاً:الثاني بأقل من أسبوع .. عدوان إسرائيلي يستهدف مطار حلب الدولي
لماذا سوريا فقط؟
لا شك أن “كيان الاحتلال” يكنّ العداء لـ”إيران” و”سوريا”، لكنه أولاً لا يستهدف “إيران” بشكل مباشر على أراضيها باستثناء بعض “الهجمات السيبرانية”، وثانياً يرى كيف تقوم “الولايات المتحدة” وهي أكبر حلفائه بالتفاوض مع “إيران” حول برنامجها النووي دون أن يتمكن من إيقاف ذلك، حتى أن الملف النووي الإيراني كان محط نقاش عبر الهاتف بين “لابيد” والرئيس الأمريكي “جو بايدن” قبل ساعات من الغارات على “سوريا”.
من جهة أخرى يفاوض “الاحتلال” الحكومة اللبنانية على ترسيم الحدود البحرية، رغم إدراكه حجم “حزب الله” في الحكومة، وهو الحزب الذي يقول علناً أن “إيران” أكبر داعميه، فلماذا لا تكون المواجهة إلا في “سوريا”؟
ولا يخفى أن “الاحتلال” يستغل حالة الحرب التي تمر بها البلاد، والتي استهدفت بشكل لم يكن صدفةً مواقع الدفاعات الجوية السورية على مدى السنوات الماضية.
أما التساؤل الآخر، فيتمحور حول سبب الصمت الروسي عن الاعتداءات المتكررة مرة تلو أخرى، واكتفاء المسؤولين الروس بإدانة الاعتداءات والمطالبة بوقفها كلامياً، رغم العلاقة الوثيقة بين “موسكو” و”تل أبيب” وقدرة الجانب الروسي على فرض توقّف الهجمات.
اقرأ أيضاً:سوريا: إصابة مدنيَين بعدوان إسرائيلي استهدف مصياف
روايات حول العدوان
سارعت وزارة الدفاع السورية الأربعاء إلى إصدار بيانين منفصلين عن الاعتداءات، فقالت أن الأول وقع عند الثامنة مساءً واستهدف مطار “حلب” الدولي ما أدى لوقوع أضرار مادية بالمطار وفق البيان.
وقالت في بيان آخر أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف بالصواريخ بعض النقاط جنوب شرق “دمشق” فيما تصدت وسائط الدفاع الجوي للصواريخ وأسقطت بعضها، وقد أدى العدوان لوقوع خسائر مادية.
وفي حين لا يعترف “كيان الاحتلال” بالمسؤولية عن الغارات بشكل رسمي، فإن وسائل إعلام عبرية بينها صحيفة “هآرتز” نقلت معلومات عن وجود طائرة إيرانية مدرجة على قوائم العقوبات الأمريكية كانت تحاول الهبوط في “مطار حلب” قبل القصف.
من جهتها، نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن مصادر ميدانية لم تسمّها أن طائرة هبطت في “حلب” وقامت قوات الاحتلال باستهداف المطار رداً على ذلك لكن الطائرة تمكنت من الهبوط بالفعل قبل القصف بـ 10 دقائق.
وأضافت مصادر الوكالة أن الطائرة غادرت بعد انتهاء القصف باتجاه “دمشق” فعاودت قوات الاحتلال إطلاق الصواريخ باتجاه مطار “دمشق” لكن الطائرة أيضاً نجحت بالهبوط قبل ذلك بحسب “تسنيم”.
وزارة الخارجية السورية وجهت رسالة أمس الخميس للأمانة العامة للأمم المتحدة، قالت فيها أن العدوان أدى لخروج مطار “حلب” عن الخدمة وتدمير محطة المساعدات الملاحية وتجهيزاتها بالكامل وخروجها عن الخدمة، كما استهدف مطار “دمشق” الدولي ما أدى لتدمير محطة المساعدات الملاحية وجهاز قياس المسافات في المطار وخروجها عن الخدمة.
وقالت الخارجية أن “سوريا” تتوقع من “الأمم المتحدة” ومن مجلس الأمن تحركاً فورياً وموقفاً واضحاً في مواجهة محاولات الاحتلال تصعيد التوتر والنزاع في المنطقة.
تضارب معتاد في الروايات، لكن الثابت الوحيد فيه أن كيان الاحتلال يستهدف “سوريا” بعيداً عن روايته ومزاعمه، وأن السوريين هم من يدفعون الثمن ليضاف إلى أثمان أخرى على فاتورة الحرب.