ارتفاع الأسعار يؤثر على الحملات الانتخابية… تكاليف الطباعة بالملايين
حملات انتخابية خجولة… وأخرى بعشرات الملايين
سناك سوري – محافظات
يعجز غالبية المرشحين في الدوائر الانتخابية الكبيرة عن تغطية كل القطاع الجغرافي للمناطق التي يترشحون عنها بالحملات الدعائية نظراً لتكلفتها العالية والتي لا يملكها جزء كبير منهم خصوصاً أولئك الذين يترشحون عن فئات ذوي الدخل المحدود، وهذا يؤثر كثيراً على وصولهم إلى مرشحيهم.
وفق رصد مراسلينا في العديد من المحافظات السورية باستثناء “دمشق”، فإن هناك بلدات وقرى ونواحي كثيرة غاب عنها أي حضور لصور المرشحين ويافطاتهم، يقول بعض الناس هذا أفضل من التشويه البصري للمدن بتعليق الصور في كل زاوية ومكان، لكن هذا من ناحية أخرى يمنع تعرف الناخبين على المرشحين.
يحاول الكثير من المرشحين اعتماد السوشل ميديا للوصول لكن هذه أيضاً أصبحت مكلفة أيضاً وأصحاب الصفحات يشترطون دفع مبالع مالية لنشر صورة مرشح أو بيان انتخابي .. إلخ، مراسلو سناك سوري رصدوا تكاليف الدعاية الانتخابية في بعض المحافظات السورية وهذا ماعادوا به.
حلب… حملات إعلانية جوالة وأحد المرشحين تكلف أكثر من 10 ملايين
يقول صاحب أحد مراكز الطباعة في “حلب” مفضلاً عدم الكشف عن اسمه أن أعلى تكلفة لمرشح سجلت لديه حتى الآن هي 10 مليون ليرة سورية حتى تاريخ يوم الخميس 9 تموز، وهي كلفة قابلة للزيادة فالانتخابات لم تحدث بعد وهناك خيارات أخرى يمكن للمرشح القيام بها وقد ترفع الكلفة مليون أو أكثر في حال لو استخدمها.
من الصعب تحديد رقم دقيق لتكلفة تغطية دعاية انتخابية لدائرة مثل دائرة مدينة حلب (يوجد دائرتين في حلب المدينة والريف)، لكن يمكن معرفة التكاليف التفصيلية لأنواع الإعلانات الرئيسية المعتمدة في المدينة، حيث تنتشر بكثافة الدعاية الطرقية على لوحات ثابتة بمقاسات مختلفة، وقيمة الإعلان لدى إحدى الشركات التى تواصلنا معها بقياس كبير /3-6/ أمتار /150/ ألف ليرة سورية لمدة شهر واحد ويشمل كافة تكاليف الطباعة ورسوم الإضاءة، ويحتاج المرشح الذي يريد الانتشار بين 10 و20 منها، أما بقياس وسط /4-2/أمتار بقيمة /85/ ألف ليرة سورية ويحتاج المرشح أيضاً بين 10 و20 منها، واللوحة قياس صغير /2-1/ بقيمة /35/ ليرة سورية وهي الأكثر إقبالاً ويحتاج المرشح أكثر من 25 واحدة منها فيما لو أراد الوصول إلى ناخبيه في المدينة.
في “حلب” أيضاً هناك طريقة رائجة تتمثل في الإعلانات على باصات النقل الداخلي، وهو إعلان جوال ومفيد جداً على اعتبار أن حركة باصات النقل الداخلي تغطي المدينة وهناك إقبال عليه من قبل بعض المرشحين، وقيمته تبلغ /600/ ألف ليرة سورية لمدة شهر.
طرطوس… أكثر من 5 أضعاف فرق التكلفة بين 2016 و2020
ازدادت تكاليف الدعاية الانتخابية في محافظة “طرطوس” أكثر من 5 أضعاف، حيث يعتمد أغلب المرشحين في المدينة الساحلية على الصور ولوحات الفليكس التي تعلق على الأعمدة أو الجدران .. إلخ، وقد كانت تكلفة طباعة متر الفليكس على المرشح عام 2016 قرابة 1500 ليرة بينما طلب أحد أصحاب محلات الطباعة 8000 ليرة ثمناً للمتر خلال حديثه مع مراسل سناك سوري.
يتفق “حافظ اسماعيل” و “مجد محمد” و”مصطفى الزير” وهم أصحاب مراكز طباعة على أن الاقبال ضعيف هذه الانتخابات على الحملات الانتخابية، بعضهم يقول أن أي من المرشحين لم يسلم مركز طباعة حملته الانتخابية كاملة حتى يوم الخميس 9 تموز، بينما اقتصرت طلبات البعض على كميات محدودة، خلافاً للانتخابات السابقة التي كان أضعف المرشحين من حيث القدرة المالية خلالها يستهلك مايزيد عن 400 متر فيلكس، إضافة لطباعة عشرات آلاف الصور الدعائية.
غلاء تكاليف الدعاية الانتخابية ينعكس بوضوح على شوارع محافظة “طرطوس” التي لا تظهر فيها حملات انتخابية بنفس الزخم الذي كانت فيه انتخابات 2016 حتى يوم الاثنين أي ماقبل الانتخابات بـ 6 أيام.
يعزو بعض المرشحين توفيرهم بالدعاية الانتخابية لادخار مبالغ من أجل الوكلاء يوم الانتخابات فهؤلاء لا تقل تكلفة الواحد منهم يومياً عن 5000 ليرة مابين أجور شخصية وطعام ومواصلات… ويوجد في محافظة طرطوس 764 مركز اقتراع هذا العام أي أن تكلفة تغطيتها بالوكلاء إذا كان كلهم يحتاجون بدل مادي “3820000” أكثر من 3 مليون ليرة سورية.
اقرأ أيضاً:طرطوس: بدء الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس الشعب
السويداء حملات خجولة حتى على وسائل التواصل الاجتماعي
يقول “سلمان غزالة” وهو مدير مطبعة في حديثه مع سناك سوري :«أن المرشحين في المحافظة يتجهون إلى الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر دعايتهم الانتخابية في حين تتوجه شريحة منهم لجمع الأصوات بالاعتماد على الزيارات العائلية ، ويضيف: «لم يتقدم لنا أي مرشح بطلب لتغطية حملته الانتخابية، لغاية يوم الخميس 9 تموز، أتوقع أن الأسبوع الأخير سيشهد قبل موعد الاقتراع إقبالاً على طباعة الصور واللافتات الانتخابية، فمن خلال التجارب مع انتخابات وفعاليات سابقة نعرف أن نشر الصور والدعايات باكراً غير مُحّبذ كون الفترة طويلة، وقد تتعرض اللافتات والصور للأذى، لذلك يفضل البعض تكثيف الدعاية في أقصر فترة ممكنة لا تتجاوز عدة أيام لاسيما مع غلاء التكلفة خاصة بهذه الظروف».
ووفقاً لحسابات “غزالة” فإن أقل لافتة في محافظة السويداء تكلفتها 6 آلاف ليرة سورية.
اقرأ أيضاً:شوارع السويداء وساحاتها خالية من صور المرشحين حتى الآن
المعارف والأقارب داعمون بالمجان
بلغ عدد المراكز الانتخابية في “السويداء” 340 مركزاً موزعة بين الريف والمدينة، بالتالي فالمرشح المستقل حصراً بحاجة لعدد مندوبين بعدد هذه المراكز، لكنه أيضا هنا ووفق المعتاد يتكئ على علاقات القربة والصداقة والمعارف، ليكون نسبة من المندوبين ومن يقوم بنشر الصور وتعليق اللافتات له من هذه الشريحة التي تقدم خدماتها بالمجان، لكنه أيضاً متكفل بالاعتناء بهم من حيث وجبات الطعام، وهذا ما يختصر نسبة خمسين بالمئة من مكافآت المندوبين ويبقى عليه القيام بتكاليف الجولات، والنقل وباقي المراسم التي تستمر فترة الانتخابات.
صفحات إعلانية أيضا لم تجد الإقبال
عرض بعض الصفحات على شبكات التواصل تقديم حملات إعلانية تبدأ تكاليفها من 50 ألف ليرة إلى 100 ألف وذلك محكوم بطبيعة المنشورات وعددها وهذه الصفحات أيضاً لم تلاقِ الإقبال الجيد واعتمد المرشحون على صفحاتهم الخاصة.
تكاليف طباعة فقط في دمشق بين 7 و8 ملايين ليرة
من 65 ليرة الى 19800 تتراوح كلفة الصورة الواحدة لكل مرشحة أو مرشح من أعضاء مجلس الشعب لدعايتهم الانتخابية، يقول صاحب إحدى مطابع منطقة “الحلبوني” وسط “دمشق” الذي رفض التصريح عن اسمه، أن كلفة الصورة قياس 25 ضرب 35 سم هي 65 ليرة سورية، وقياس 50 ضرب 35 سم هي 80 ليرة سورية حيث يعود الفرق إلى حجم الصورة الصغيرة واللوحات الكبيرة، ونوع الورق المستخدم في الطباعة.
أما صاحب مؤسسة الطباعة “شفيق المعلم” فيقول:« أن لوحة قياسها 3 ضرب 2 تكلفتها 19800 ليرة، وسعر متر الفليكس 3300، واللوحة 7 ضرب 1.5 تكلفتها 34650 ليرة»، مشيراً إلى أن الغلاء والكلفة العالية لطباعة الدعاية هذه الدورة أثرت على الإقبال على الطباعة، ويمكن القول أن عشرة مطابع فقط استحوذت على صور جميع المرشحين، وحسب تقديراته فإن كلفة كل دعاية تتراوح بين 7-8 مليون ليرة سورية وهذا رقم كبير. وهنا نحن نتحدث عن صور ويافطات وليس عن إعلانات تلفزيونية أو عبر شركات الدعاية الطرقية… إلخ.
اقرأ أيضاً:مرشحو مجلس الشعب المخالفون مهددون بدفع 200 ألف ليرة كغرامة
لقد تأثرت تكاليف الدعاية الانتخابية كثيراً بالغلاء الفاحش الذي تشهده البلاد، والحملة التي كانت تكلف مليون ليرة في انتخابات 2016 أصبحت تكلف 7 ملايين في 2020، ولعل تأثر الحملات الانتخابية بالغلاء يكون حافزاً للمرشحين لكي يهتموا أكثر بالواقع الميعشي ومواجهة هذا الغلاء فيما لو وصلوا إلى النيابة.
يذكر أن فوارق الأسعار بين المطابع والمحافظات خيالية، وتصل إلى 5000 كما هو الفرق بين “طرطوس” و”السويداء” مثلاً، ويختلف سعر نفس اليافطة من مطبعة إلى أخرى ضمن المدينة الواحدة أحياناً أكثر من 1000 ليرة سورية، بينما تبقى الكلفة الأعلى هي للإعلانات التلفزيونية والتي تبدأ من 500 ألف ليرة سورية.
المراسلون: رهان حبيب- نورس علي- لينا ديوب- بريوان محمد
اقرأ أيضاً:حلب:صور المرشحين لانتخابات مجلس الشعب تسير في الشوارع