الرئيسيةشباب ومجتمع

إيمان حمايل.. موظفة الاتصالات التي تنقل عدوى الفرح للجميع

إيمان حمايل: لا ذنب للمراجعين بضغوطنا ومشاغلنا وأنا اخترت الابتسامة

بابتسامة وتعامل لطيف، تلاقي الموظفة في مديرية اتصالات “السويداء” “إيمان حمايل”، المواطنين المراجعين لكوة تسديد الفواتير التي تقضي دوامها اليومي فيها منذ 16 عاماً.

الموظفة التي فرضت حضورها بأسلوب التعامل الإنساني اللطيف والمرح، لا تتغيب إلا في حال الضرورة، ولاتحمل من هموم المنزل وهي أم لثلاثة أولاد إلا زوادة الفرح إلى عملها، توصد أبواب منزلها على مشاعر الأم والزوجة والجدة مؤخراً، تبدأ يومها بفرح لا تتصنعه لأنه موجود بالفعل في داخلها. تقول لسناك سوري الذي رافقها بضع ساعات :«عدوى الفرح والروح المرحة أصابتني منذ الطفولة برعاية من أم وأب طبيعتهم المرح في التواصل مع المحيط، وأن تلاقي القادم بابتسامة ومحبة كأنك تفتح قلبه إلى لطيف الكلام والتعامل اللبق، وبقيت عادتي فلاذنب لمن يمر بنا بمشاغلنا أو ضغوط الحياة، ففي كل صدر مايكفي ويفيض من الهموم. أضعف الإيمان أن نساعد بعضنا بعض بالكلام اللطيف والابتسامة».

السيدة التي نوثق تجربتها اليوم، تعمل في كوة التسديد في مركز المدينة للاتصالات، الأكثر ازدحاماً بالمراجعين، تستلم ملايين الليرات يومياً وكل من يسدد لديها يلقي السلام، يتجاذب معها أطراف الحديث، وقد يسأل عن اسمها ليتحدث عنها في محيطه ويصف لطفها وتعاملها الجميل.

اقرأ أيضاً: “خليل الفارس” موظف حكومي وفّر على الدولة 200 مليون ليرة سورية

تقول”حمايل” :«سنوات طويلة قضيتها وزملاء لي من الثامنة صباحاً حتى إقفال الصندوق يومياً، بسعادة رغم صعوبة العمل، وثقل التعامل المادي وكل من أستقبلهم أشعر أنهم أهلي أخجل من العبوس في وجههم حتى من يأتي عابساً تفاعل مع ابتسامتي وكلماتي لا أحتاج لأقسم أنها صادرة من القلب، لمست كثيراً من المحبة والطيب حتى التذمر من الدفع وكبر المبالغ كان بعيداً عن الكوة».

“حمايل” التي تحفظ كثيراً من أرقام الهواتف، فهذا يسدد عن الرقم كذا وكذا وتلك تسدد عن خمس فواتير، وفلانة يبدأ رقمها بكذا والطلب منها يبدأ “بتكرم عينك على رأسي واجبي ومن عيوني”، وابتسامة تشجع السائل على السؤال لترشده لحل مشكلة هاتف أو الاتجاه للمكتب المختص، مضيفة: «طابور طويل تعودت على وجوده ففي بعض الأيام أسدد من ٣٠٠ إلى ٤٠٠ فاتورة أسمع الرقم وأعيد كتابته فإذا لم يكن تعاملي سلساً أشعر أنني سأتعب قبل المراجع، ولن أجد طاقة للاستمرار خاصة أننا نقدم الخدمة لأهلنا فكيف نبخل عليهم بكلمة طيبة ويبادروننا بالطيب والتفاعل الجميل».

“مفيد نرش” وهو مضيف جوي تعود التسديد في هذا المركز من عام ٢٠١٢ وجد في تعامل “حمايل” أسلوباً يستحق التقدير والاحترام، منوهاً بابتسامة الموظفة التي تعوّد عليها حسب تعبيره يسأل وتجيب باحترام وكلمات مهذبة تبادر المراجع بالشكر وبالنسبة له لا يرغب بزيارة أي مركز غيره بسبب التعامل الراقي الجميل آملاً أن يكون كل الموظفين مثلها بهذه الطبيعة.

السيدة التي بدأت عامها الثاني والخمسين، سافرت لرحلة قصيرة إلى الإمارات العربية لتترك فراغاً كبيراً وينشغل من عمل مكانها بسؤال المراجعين عنها كما أخبرنا “سامح أبو فخر” أحد المراجعين، وعندما عادت جاء ليسلم عليها للاطمئنان أنها بخير وصادف وجود سناك سوري، يقول: « أتيت اليوم لإلقاء التحية على السيدة “حمايل” أعتبر لها فضلاً كبيراً علينا كمراجعين، ومن واجبي السؤال عليها لنكرم أصحاب التعامل المهذب ومن يساعد كل المراجعين».

سناك سوري- رهان حبيب

اقرأ أيضاً: أبو حيدر.. غادر مؤسسته حاملاً لقب موظف مثالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى