إلغاء الدورة التكميلية يفتح باب الجدل مجدداً: هل انتهت الظروف الاستثنائية؟
هل تؤيدون إصرار وزارة التربية على إلغاء الدورة التكميلية للثانوية؟

أكد وزير التربية والتعليم، “محمد عبد الرحمن تركو”، عدم وجود دورة تكميلية لطلاب الشهادة الثانوية هذا العام، وهو ما أثار بلبلة بين عدد من الطلاب الذين كانوا يأملون بتعديل القرار الصادر سابقاً عن حكومة النظام السابق، بعد السقوط.
سناك سوري-دمشق
وأضاف “تركو” في مقابلة مع قناة الإخبارية السورية، أن التربية ستقيم التجربة وتتخذ قراراً حولها العام القادم، الأمر الذي رآه العديد من الطلاب ظلماً، خصوصاً مع المتغيرات الكبيرة التي مرّت بها سوريا هذا العام بعد سقوط النظام وما رافقه من تعطيل للمدارس فترة من الزمن.
إضافة إلى مجازر الساحل شهر آذار الفائت، والتي أدت لإغلاق المدارس مدة ليست بالقليلة، يضاف إلى ذلك الضغوط الكبيرة التي تعرض لها الطلاب في عموم سوريا.
“تركو” قال إن الرسوب باللغة العربية يعني رسوباً بالسنة، أما إذا رسب الطالب في مقررين وحصل على ربع العلامة، فإنه يعتبر ناجحاً.
وكان قرار إلغاء الدورة التكميلية للثانوية الذي أعلن عنه صيف العام الفائت، أثار جدلاً بين الطلاب ومن خلال استبيان أجراه موقع سناك سوري حينها، شمل 31 طالب وطالبة بريف دمشق ممن سيتقدمون للشهادة الثانوية 2024-2025، أبدى 80.6% منهم معارضتهم لقرار الإلغاء ورأى البعض أنه مجحف في ظل استمرار ما تعانيه البلاد من أزمات تلقي بظلالها على أداء الطلاب وتحصيلهم الدراسي.
ظروف استثنائية
وصدرت الدورة التكميلية عام 2011 نتيجة الظروف الاستثنائية التي مرّت بها البلاد عند بدء الثورة السورية، ولكن هذه الظروف القاسية لم تنتهِ بعد ومازالت تؤثر بشكل أو بآخر على الطلاب ودراستهم.
كما أن تعطيل بعض المدارس إبان زلزال السادس من شباط 2023، والكورونا 2020. أدى إلى فاقد تعليمي خصوصاً لدى طلاب الثانوية، فكانت التكميلية فرصة لهم، لا سيما للطلاب المتضررين من الزلزال والذين عاشوا صدمة كبيرة تحتاج بعض الوقت للتعافي ومعاودة الانطلاق.
بينما دفع التدهور الاقتصادي نسبة من الطلاب إلى الاضطرار للعمل إلى جانب الدراسة سواءً لمساعدة أسرهم، أو لتأمين تكاليف دراستهم من معاهد ودروس خصوصية في ظل تراجع الوضع التعليمي العام.
وسبق وقالت مدرّسة اللغة العربية “ملك عرابي” لـ”سناك سوري”، أن حصر تقديم امتحانات الشهادة الثانويه بدورة واحدة خطوة سلبية بحق الطالب الذي يقبع تحت ظروف ضاغطة ويواجه معوّقات شتّى.
وأضافت: «يمضي الطالب عامه الدراسي على ضوء الليدات وفلاش الجوال بسبب انعدام الكهرباء أو ندرتها مما يشكل إرهاقاً له. كما أنه يقاسي من الدراسة بدرجات حرارة منخفضة في ظل غياب وسائل التدفئة شتاء، وكذلك درجات الحرارة المرتفعة صيفاً فكل هذه العوامل الخارجية تؤثر على تركيز الطالب ما ينعكس على أدائه وتحصيله نهاية العام».
ورأت أن «الدورة التكميلية أمل الطالب بتحسين علاماته أو تغيير نتيجته من راسب إلى ناجح بفترة قصيرة دون إهدار عام كامل».
تبرير وزارة التربية
بينما بررت وزارة التربية إلغاء الدورة التكميلية بالتكلفة الكبيرة كونها تسبب إرهاقاً للتربية من جوانب مادية عديدة من النقل إلى الطباعة وأجور الامتحانات ومن مراقبة وتصحيح كما تشكل إرهاقاً للمعلمين لأن لهم الحق بالراحة صيفاً ومن غير المنصف العمل بشكل متواصل على مدى العام إلى جانب أن التربية تسعى لتطوير مهارات المعلمين وقدراتهم والدورة التكميلية لا تترك وقتاً لذلك.
وبالعودة إلى الاستطلاع الذي أجراه سناك سوري، فإن 80.6% من المشاركين فيه قالوا أن قرار الإلغاء كان يجب أن يكون بالتشاركية مع الطلاب، بينما يعتقد 61.3% من المشاركين أن الدورة التكميلية انعكست إيجاباً على الطالب خاصة في ظل نظام التعليم المتّبع والقائم على الحشو وتقديم امتحان مكثّف ومصيري وهذا يعني أن إلغاءها لا يبدو صائباً طالما استمر التعليم ودور الثانوية بهذا الشكل.
الأمر الذي دفع 9.7% من المشاركين بالتفكير في خيار تغيير نظام التكميلية عبر حصرها بالراسبين فقط.