إقبال ابراهيم لـ سناك سوري: في اليوم العالمي للتسامح تعالوا نتخطى الألم لنصنع الأمل
سناك سوري – لينا ديوب
في بدايات المأساة السورية عام 2011 خسرت السيدة “إقبال إبراهيم” زوجها العميد في الجيش السوري “عبد التلاوي” مع ولديها “علي وأحمد” في جريمة شنيعة هزت الشارع الحمصي وسوريا عموماً، حيث لم يكتف القتلة حينها بقتل الضحايا بل مثلوا بجثثهم وفق تقرير الطبيب الشرعي آنذاك.
لا تتحدث السيدة “إقبال إبراهيم” عن ألمها إلا كجزء من الألم السوري، تقول لـ سناك سوري: قصتي كباقي القصص، وحكايتي متل حكاية كل أم سوريّة، أوجعها وآلمها الفقدان والحرمان، نحن مجموعة قصص غطّت مساحة “سوريا”، اليوم وبعد هذه الحرب تجمعت قصصنا جميعها، فأصبحت قصة وطن، وقضية وطن، ثمن هذه القضية غال لا تعادله كنوز الأرض، إنه من دماء أولادنا.
ترفع السيدة ” إقبال” صوتها قائلة:« تعالوا جميعاً نتعالى على جراحنا ونتخطى عتبة القهر والألم ولنطلق صرخة نسوية تكون بمثابة وثيقة ندعو فيها كل السوريين للمحبة والتسامح فالأمل نحن من نصنعه لأن أولادنا أولاد الحياة يستحقون حياة كريمة، اليوم بعد تسع سنوات من الألم والقهر والدمار التي حملها السوريين وكنت واحدة منهم، أقول:«”سوريا” كانت وما زالت وستبقى وطننا الأغلى والأبقى، لنا ولأولادنا سواء كانوا تحتها أم فوقها فهم ذرات منها وإليها، فقدت زوجي وأولادي فالمرأة هي الخاسر الأكبر في هذه الحرب لأنها كانت الأم والأخت والإبنة».
الزوجة والأم الثكلى كانت قد وقفت قبل ثلاثة أعوام في مؤتمر سوريات صانعات السلام وقالت: «أنا أسامح بدم ولداي، أسامح بدم زوجي ، لتعود “سوريا” التي عشنا في أمنها وأمانها منذ أن أتينا إلى الحياة ،أنا أسامح لأحمي ابني الذي لم يبق لي في هذه الحياة غيره ،أسامح من أجل السلام في وطني، تعالوا لنحمي ما تبقى من “سوريا”، لنوقف نزيف الدم ونحافظ على ما تبقى، كفى قتلاً، كفى دماء ، كفى موت»، تعود اليوم بشجاعة الإصرار على البقاء، والأمل بصناعة الحياة لتقول: «بهذه المناسبة العظيمة التي تحمل أسمى معاني الحب والتسامح أوجه دعوة لكل السوريين في الخارج والداخل دعوة محبه وتسامح دعوة حنين واشتياق فالحب هو المصل الوحيد الذي يجمعنا ضد الكراهية».
يذكر أن 16 تشرين الثاني من كل عام يصادف اليوم العالمي للتسامح، وقد قدمت السيدة إقبال في هذا اليوم وكل يوم نموذجاً يحتذى به للتسامح من أجل الإنسان والوطن.