إحصائيات الدوري السوري .. كادر متطوع يوثّق بالأرقام أداء الأندية ولاعبيها

قرر الصحفي السوري “أحمد سليمة” التخصص في مجال الإحصائيات الخاصة بالدوري السوري لكرة القدم. وقد راودته فكرة الخوض في المجال من خلال متابعته لصفحات الدوريات الأوروبية.

سناك سبورت – حسام رستم

وقال “سليمة” في حديثه لـ سناك سبورت بأنه بدأ بتطبيق تلك الإحصائيات على مستوى الدوري السوري المحلي. مبيناً أن الدوري السوري ليس من الدوريات المؤرشفة بشكل كامل حيث من الصعب الوصول لأرقام كمتصدر صناعة الأهداف والشباك النظيفة.

عام 2016 شهد انطلاقة الفكرة لدى “سليمة” من خلال إنشاء صفحة “الدوري السوري الممتاز” على الفيسبوك. وكان الهدف من خلالها العمل للوصول إلى أرقام خاصة بالدوري السوري على غرار أي دوري في العالم. معتبراً أن المستوى الفني المتواضع للدوري مقارنةً بدوريات الدول المجاورة لا يبرر عدم توافر إحصائيات له.

البداية كانت من إحصائيات بسيطة ثم أكبر:

بداية العمل كانت إحصاء لعدد الركنيات والتسديدات وفق حديث “سليمة”. ثم تطور العمل إلى رصد صناعة الأهداف والشباك النظيفة والتسديدات على المرمى. مبيناً أنهم حاولوا إحصاء عدد البطاقات الصفراء والحمراء للوصول من خلالها لنتائج اللعب النظيف للأندية. إلا أن هذا الجزء لم ينجح نظراً لمشاكل متعددة منها ضغط مواعيد المباريات وكثرة البطاقات فيها. بالإضافة لقلة عدد كادر العمل الأمر الذي حال دون الوصول إليها مبيناً أنه سيعملون على هذا الجزء خلال الموسم القادم.

وتحدث “سليمة” عن الآلية المتبعة في عملهم بالقول بأنهم يعتمدون على توزيع كادر الفريق ضمن ملاعب الدوري. مبيناً أن اختصاص كل فرد برصد المباراة المكلف بها. حيث يقوم بتدوين المعلومات التي تم تكليفه بها ثم يتم جمعها وتحويلها إلى بيانات وأرقام يتم إدخالها على أجهزة اللابتوب في كل جولة بمفردها، مضيفاً أن التكنولوجيا ساعدتهم في ذلك وخاصة إمكانية إعادة مشاهدة اللعبة واستخلاص الأرقام منها.

وكشف “سليمة” أنه على الرغم من أن العمل بشكل تطوعي فإنه يشهد غياب الدعم بشكل كامل من الاتحاد الرياضي العام واتحاد الكرة. مستغرباً تهميش عملهم من قبل أعضاء ورؤساء اتحاد الكرة المتعاقبين مبيناً أنه لم يتم توجيه ولا حتى كلمة شكر لهم.

على الرغم من أن العمل بشكل تطوعي فإنه يشهد غياب الدعم بشكل كامل من الاتحاد الرياضي العام واتحاد الكرة. حيث لم يتم توجيه ولا حتى كلمة شكر لنا.
الصحفي السوري أحمد سليمة

وأشار إلى أنهم لاقوا تفاعلاً ومحبة من جماهير كرة القدم. في حين كان بمقدورهم الاستفادة من الأرقام التي يقدموها لهم واعتمادها كأرقام رسمية.

الإحصائيات تساعد الأندية بالوقوف على مستوى لاعبيها:

عن فائدة تلك الأرقام وأهميتها بالنسبة للأندية والجمهور أكد “سليمة” على أن الأندية يمكنها الاستفادة من الأرقام الإحصائية بالوقوف على أرقام لاعبيها وتقييم مستواهم. بالإضافة لمساعدتها بعملية تقييم مستوى لاعبي الفرق الأخرى في حال أرادت التعاقد معهم وعدم الاكتفاء بالتوصيات والكلام عن مستواهم فقط.

أما الجمهور فقد لاحظ “سليمة” أنه يتفاعل مع أرقام نجوم فريقه. ومن خلال الإحصائيات التي يتم وضعها بين يديه يصبح بإمكانه تقييم لاعبي فريقه وما قدمه كل لاعب وهل استحق اللعب في النادي أم لا. وحتى أن بعض الجماهير اتجهت للمطالبة بالتعاقد مع لاعبين من أندية أخرى بعد الاطلاع على أرقامهم خلال المواسم السابقة.

ثقة الجمهور واللاعبين سبب الاستمرار

«ما شجعنا على الاستمرار في العمل هو ثقة الجمهور واللاعبين بنا واعتبارنا إلى حد كبير مصدراً للإحصائيات حتى أن بعض اللاعبين أصبحوا يتفاعلون معنا ويراجعونا حول أرقام تعود لهم بالإضافة إلى إشادة بعض المدربين لعملنا ومنهم المدرب “طارق جبان” الذي طرح رأيه على تشكيلة وأرقام من عملنا».

ما شجعنا على الاستمرار في العمل هو ثقة الجمهور واللاعبين بنا واعتبارنا إلى حد كبير مصدراً للإحصائيات. والاستمرار في تهميشنا من الجهات المسؤولة عن كرة القدم يعيق جهودنا في الوصول إلى كادر احصائي للدوري السوري يشمل اللاعبين والمدربينالصحفي السوري أحمد سليمة

أما عن صعوبات العمل فقال  “سليمة” أن عدم الاحتراف في هذا المجال أدى لعدم توافر الوقت لإعادة المباراة الواحدة لأكثر من مرة. وعدم قدرتهم على إضافة المزيد من الإحصائيات التي تخصّ لاعبين المحاور ولاعبي المدافعين والبطاقات على سبيل المثال. مضيفاً: «الاستمرار في تهميشنا من الجهات المسؤولة عن كرة القدم يعيق جهودنا في الوصول إلى كادر إحصائي للدوري السوري يشمل اللاعبين والمدربين».

وختم “سليمة” قوله: «باعتقادنا أننا نجحنا في الوصول إلى الأهداف التي وضعناها ونطمح للوصول إلى إحصائيات أفضل مع توسيع لكادر عملنا ولدينا حب للفكرة ومستمرون بها».