داء الكلب في سوريا وأول حالة وفاة في المناطق الجنوبية
لقي طفل في سوريا (13 سنة) حتفه بعد تعرضه لعضة كلب شارد تسببت له بداء الكلب. أثناء هجومه على منزله في قرية العجمي بريف درعا الغربي (جنوب سوريا). حيث تم إسعافه إلى إحدى النقاط الطبية في القرية. ليقوم المختصون بمعالجته من خلال تعقيم الجرح وتزويده بأدوية مضادة للالتهاب على أمل أن الكلب سليم وليس مصاباً بداء الكلب. وما دفع الكادر الطبي لهذا التخمين عدم وجود لقاح أو مصل “للكلب” نهائياً.
سناك سوري – شاهر جوهر
وبعد فترة قصيرة أخذت أعراض “الكلب” تظهر على الطفل. حيث ذكر الطبيب ”محمد ناصر“ المشرف على الحالة: «أصيب الطفل بعد فترة اسبوعين من الحادث بحالة من الهيجان. وشلل تنفسي حاد. وبدت الأعراض والعلامات شبيهة لمرض الانفلونزا من الحمى والصداع إلى الغثيان و القيء. كما أخذ الطفل يعاني من صعوبة في البلع وزيادة حادة في إفراز اللعاب. ثم بدأت تظهر عليه علامات الخوف من الماء أو بما يسمى (رهاب الماء) قبل أن يفقد حياته بعد فترة قصيرة من ظهور الاعراض».
وتعتبر هذه الحالة هي الأولى من نوعها التي أدت لوفاة صاحبها في الجنوب السوري منذ بداية الحرب في سوريا بفعل داء الكلب. حيث «لا يتوفر بالمطلق في القنيطرة وريف درعا الغربي والشرقي أي لقاحات لمرض الكلب نهائياً» وفق ما أوضحه ”د.ناصر“ لـ ”سناك سوري“.
اقرأ أيضاً: سوريا: بلدية تنشر مواد سامة حول الحاويات لقتل الكلاب الشاردة
كما ناشد الأهالي والكادر الطبي في المجلس المحلي لبلدة تل شهاب بضرورة تسيير حملات للقضاء على الكلاب الشاردة. حيث طالب المواطن ”أبو محمد الحشيش“ جميع الجهات الطبية المعنية بالأمر تأمين اللقاح بأسرع ما يمكن». وأضاف: «يجب على المجلس المحلي والعسكريين في البلدة تنظيم حملات لمكافحة الكلاب الشاردة قبل أن تتسبب تلك الكلاب بوباء في المنطقة».
وفي المقابل لفت ”أبو الحسن“ رئيس المجلس المحلي لبلدة ”تل شهاب“ عن عدة اجراءات اتبعها المجلس لتفادي مضاعفات الأمر. وقال في حديثه لـ سناك سوري: « سنقوم غداً بحملة لمكافحة الكلاب الشاردة والتي ستمتد لأسبوع كامل. كما تم التشاور مع مديريه الصحة من أجل إعداد حملة توعية مشتركة بين المجلس والمديرية وذلك عن طريق البروشورات وتوزيعها على المدارس والمساجد والأماكن العامة. وقد تم التنسيق مع المجالس العسكرية في كل من تل شهاب وزيزون والعجمي من أجل مشاركتهم بالحمله وذلك بهدف تأمين بنادق صيد وقتل كل كلب شارد أو أي كلب غير مطعّم».
ويشار إلى أن اللقاحات المتوفرة في الجنوب السوري لعلاج داء “الكلب” لا تكاد تغطي 2 % من احتياجات المرضى. بالغضافة لعدم وجود برامج لمكافحة الكلاب الشاردة أو مراكز متخصصة لتزويد الأهالي بدورات توعية حول الوقاية من المرض حيث الجميع منشغل بالحرب وتبعاتها.