الرئيسيةسوريا الجميلة

أنيس مديواية الرجل الوحيد يجمع المختلفين حوله

سناك سوري – الحسكة

بعد سبع سنوات من الصراع مازال “أنيس مديواية” قادراً على جمع السوريين على اختلاف توجهاتهم ومواقفهم في مكتبته بمدينة القامشلي التي تعد أول مكتبة في المدنية الواقعة في الشمال السوري.

ابن الـ 93 من العمر يعيش وحيداً بعد أن هجرته عائلته لكنه صديق الكتب والناس الذين لا يفارقون مكتبته، يقول لـ سناك سوري:« هذه المكتبة جمعتني وتجمعني يومياً بالعشرات من الأحبة والأصدقاء، من مختلف المكونات، من المثقفين وغيرهم، من السياسيين والطبقة الكادحة، لدي أصدقاء من كل المكونات، يعوضوني عن هجرة عائلتي لذلك لا يمكنني إلا أن أموت بينهم».

تناقش في المكتبة مختلف القضايا السياسية والأدبية والدينية، وعلى الرغم الاختلاف الكبير في الرؤى السياسية بين المجتمعين خلال هذه المرحلة، إلا أن “مديواية” استطاع الحفاظ على استمرارية هذه اللقاءات الودية فكان بمثابة الصدر الرحب الذي يستوعب الجميع، ويشارك الجميع في ملتقياتهم وحواراتهم.

يعيش الرجل التسعيني وحيداً بعد أن غادرت البلاد عائلته بالكامل، يقول إنه مرتبط بأرض القامشلي ويلوم كل الذين هاجروا منها بما في ذلك “السريان” الذي ينتمي له، ويضيف لـ سناك سوري:«أرفض الهجرة والابتعاد عن هذه الأرض، ولا أجد مبرراً للذين رحلوا، قد تكون الظروف صعبة نعم، لكن علينا أن نتمسك بانتمائنا لهذه الأرض وللعقيدة السورية، سوريا وطني وأمتي التي لا أستطيع أن ابتعد عنها والعيش في أي مكان آخر».

ويتابع:«زرت دولاً أخرى غير سوريا من بينها أميركا التي تعيش فيها عائلتي، وقد حاولوا معي بشتى الوسائل أن أبقى معهم، لكنني رفضت ذلك، وها أنا أعيش هنا وحيداً أتناول الطعام والشراب وأعيش حياتي كأي شخص، لكن الأهم عندي أنني أسير يومياً في شوارع القامشلي، ألتقي بتاريخها وجدرانها الترابية والإسمنتية، أجني تحية وسلام من شاب كردي ووقفة مع صديق عربي ودردشة مع رجل أرمني، وسرياني يحدثني عن غربة أبناء جلدته، هذه الحياة لا تقدر بثمن».

يعمل ابن القامشلي في الكاتبة والتوثيق ويسجل الأحداث والمتغيرات سواء في السياسة أو الواقع، ويمارس نشاطه الفكري والسياسي، وله رأي من مختلف الأحداث في المنطقة خصوصاً في القضية الكردية، فهو يدعو إلى منحهم المكتسبات الثقافية والتعليمية وإضافة للحقوق السياسية والإدارية ضمن الحكومة المركزية، مثلهم مثل باقي السوريين.

كما يرى أنه من الضروري أن تتاح لهم إمكانية الإدارة المحلية في المناطق التي يعيشون فيه وفق مايضمن القانون السوري (يتيح قانون الإدارة المحلية الذي أصدرته الحكومة السورية حق الإدارة المحلية للسكان في مناطقهم) مشيراً إلى أن ذلك لن يكون مشكلة نهائياً على العكس سوف يكون له نتائج إيجابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى