أنا مواطن سوري “صالح” أريد أن أهدي الحكومة وردة و”شوية حكي”
الحرب مرت من تحتكِ لكن فوق رؤوسنا، لقد مرت من فوق رؤوسنا تماماً كما مررتِ أنتِ، مين منكن عندو نفس الحكي حابب يهديه للحكومة مع وردة؟
سناك سوري-رحاب تامر
أجل عزيزتي الحكومة أعتقد أني مواطن “صالح” فأنا أقوم بعملي الحكومي على أتم وجه، لا أتذمر من ضغط العمل، ولا من كثرته، ربما فقط أتذمر قليلاً آخر الشهر حين أقبض راتبي الذي لا يكفيني كغيري من زملائي العمال، فلماذا لا تعطيني راتباً لائقاً يكفيني لحياة كريمة بعيدة عن ذل “التمرمط” والحسابات وضرب الأسداس بالأخماس؟، تخيلي عزيزتي الحكومة أن الحرب التي أعاقت مشاريعك وخططك الخمسية، أعاقت خططي أيضاً، لكنك تستخدمينها كشماعة علينا مراعاتها بينما لا تسمحين لنا مجاراتك في هذا الأمر فأنت تطلبين منا أكثر من طاقتنا على التحمل.
الحرب منعتك من زيادة رواتبنا التي لا تكفينا أجرة طريق إلى عملنا والتي ارتفعت بفعل الحرب أيضاً، لكننا لا نستطيع استخدام حجة الحرب في تبرير غيابنا على عكسك أنتِ، فماذا لو أنك راعيتي هذا الجانب قليلاً وتغاضيتي قليلاً عن إلزامنا بالدوام تحت بند “الدوام بما اقتضت الحاجة”؟!، كم كنا سنكون فخورين بكِ لو فكرتِ بنا بهذه الطريقة.
اقرأ أيضاً: وماذا كان سيضر الله لو تزوجا؟
أيضاً قانون العمل يقول أن على كل مؤسسة تضم أمهات لديهن 100 من الأطفال دون سن الثالثة من العمر يصبح لزاماً عليها أن تنشئ لهن روضة أطفال لصغارهن ليكونوا بقرب أمهاتهن، لكنك عزيزتي الحكومة لا تلزمين مؤسساتك بتطبيق هذا القانون، بينما تعاقبين كل أم تجرأت على الغياب دون إجازة لأن طفلها الصغير أمسك بها صباحاً وهو باكي يستجدي بقائها معه لهذا اليوم، بينما أنت عزيزتي الحكومة لا أحد يعاقبك على عدم إنشاء الرياض الخاصة لأطفالهن، بمنتهى البساطة، لماذا يحدث ذلك؟.
الحرب أيضاً منعتك من تنفيذ مشاريعك كما تقولين، ونحن الذين ابتلينا فماذا نقول لأحذيتنا التي تنغرس بربع متر من مياه الأمطار التي لا تجد فوهات مطرية لتصريفها من الشوارع، ما يؤدي لاهتراء أحذيتنا واضطرارنا لشراء بديل جديد سيرهق كاهلنا لبقية الشهر، فلماذا تطالبينا بكامل واجباتنا بينما لا نملك أن نطالبك بتحسين واقعنا الخدمي؟!، أتراك ابنة البطة البيضاء وسواد هذا الشعب من أبناء البطة السوداء؟.
اقرأ أيضاً: “خليل” الذي غرس سكيناً عميقاً في قلبي.. سيكبر يوماً
أنتِ أيضاً تقولين إن التعليم إلزامي وسابقاً كنتِ تعاقبين أي أهل لا يرسلون أولادهم إلى المدارس، وتقولين أن عمالة الأطفال جريمة يعاقب عليها القانون، لكننا نرى عشرات الأطفال الصغار يجولون الشوارع يبيعون البسكوت والعلكة بأوقات الدوام الرسمي للمدارس، أمام مرآى كل جهاتك المعنية التي لا تحرك ساكناً لمعالجة الأمر، أصلاً من الواضح أن لا خطط ولا طريقة تمتلكها جهاتك المعنية لمعالجة هذا الخلل، بينما مانزال نسيط إعلامياً بإلزامية التعليم وتحريم عمالة الأطفال، أليست هذه جريمة تستحق الجهات المعنية عنها عقوبة رادعة؟، لكن من هو المخول بإقرار تلك العقوبة؟!.
تطول القائمة صديقتي الحكومة، لكن النتيجة واحدة لقد قصرتِ كثيراً بواجباتك بينما تعاقبين أي مواطن تسول نفسه له أن يفكر بالتقصير بواجباته تجاهك، الحرب مرت من تحتك لكن فوق رؤوسنا، لذلك كنت الأقدر دائماً على رؤيتها والتذرع بها بينما نحن لم نقدر سوى أن نشعر بها وبحملها الثقيل جداً لقد مرت من فوق رؤوسنا تماماً كما مررتِ أنتِ.
اقرأ أيضاً: هو مايزال يضربها وهي ماتزال تنتظره بدمعة ورداء أحمر!
أخيراً اقبلي مني هذه الكلمات ووردة بيضاء عربون سلام، كما أرجو أن تكون سلة القمامة التي ستحولين إليها كلماتي ووردتي نظيفة قليلاً فالأوساخ تعلم كثيراً على اللون الأبيض تماماً كما علمت هذه الحرب على بلادنا.