أنا من ذوي الاحتياجات الخاصة ولا أحتاج شفقة
سيدة تروي ما حدث معها والأذى الذي يسببه الشعور بالشفقة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة
حين ترون إنساناً من ذوي الاحتياجات الخاصة، لا تحاولوا إظهار الشفقة أو العطف عليه. لأن هذا يدمره نفسياً، بهذه العبارات توجهت إحدى الناشطات في مجموعة خاصة بالفيسبوك، تطلب من باقي الأعضاء مراعاة هذه النقطة. بعد تجربة عاشتها مع أحد المقربين منها.
سناك سوري-دمشق
معظم المعلقات على المنشور في المجموعة الخاصة بالنساء وافقن حديث صاحبة المنشور. ورأت “أمل” أنه يجب معاملتهم كباقي الأشخاص في حياتنا فهم مثلنا. وركزت كل من “غنى وأمان” على ضرورة تعويد الأطفال على التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة منذ الصغر.
يحاول بعض الناس، التصرف بشكل طبيعي مع ذوي الاحتياجات أو ممن أصاب أجسامهم أي ضرر نتيجة حوادث معينة. وبينت “آلاء” أنها ووفقاً لرؤيتها الخاصة، تصرف انتباهها بشكل كامل عند مصادفتهم، تجنباً لأي حرج غير مقصود.
«الفكرة في ناس بتفقد لهالثقافة والإنسانية بالتعامل»، تحدثت “تهاني” عن التفكير المجتمعي عند شريحة معينة من الناس. الذين يستخدمون عبارات مثل “ياحرام”، “الله يعافيه” وغيرها عند رؤيتهم لذوي الاحتياجات الخاصة، دون أدنى إدراك لما تلحقه من ضرر نفسي عليهم.
وطرحت خلال تعليقها مثالاً يتعلق بطريقة تربيتها لطفلها بحال صادفهم بأحد الأماكن. وتوضيحها الدائم له بأن ما حصل معهم نتيجة ظروف معينة، ووجوب التصرف معه بشكل طبيعي، وأكدت على ضرورة زرع تلك الأفكار في عقل الأطفال بسن مبكرة.
وتنتشر قصص نجاح ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل كبير على امتداد الجغرافية السورية. فبعضهم حقق نجاحاً دراسياً وآخرون حققوا نجاحاً بمشاريعهم الصغيرة ومواهبهم. في حين أن أشخاص كثر ليسوا من ذوي الاحتياجات الخاصة لم يستطيعوا تحقيق أي نجاح، وهو ما يشير إلى أن الإرادة والاجتهاد هما المحرك للنفس البشرية. وليس الشكل الخارجي أو أي صعوبات ناتجة عن إصابات دائمة نتيجة حوادث أو أمراض معينة.
وفي لقاء سابق لسناك سوري مع سلوى 29 عاماً والدة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة. تمنّت أن يتكيف أفراد المجتمع مع وجود أشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بينهم وذلك بحذفهم لنظرات الخوف من الاختلاف. ومساعدة أمهاتهم بشكل معنوي على الأقل بدلاً من إيذائها لفظياً أو شعورياً.
لأنها وجدت أن أصعب اللحظات عليها برحلة أمومتها هي مواجهة المجتمع خصوصاً أثناء دمج طفلتها مع الأسوياء في الروضة. فعدم تقبل المعلمات لها والتخوف منها هو ما استقبلها بأولى مراحل انخراطها بالمجتمع ليظهر جلياً غياب ثقافة تقبل ذوي الاحتياجات الخاصة لدى البعض.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من المنظمات الدولية والمحلية ومؤسسات مؤلفة من المجتمع المدني. تحاول بشكل دائم تقديم الرعاية اللازمة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير أجواء سليمة لهم، وخرطهم بشكل مناسب ضمن مجتمعاتهم.